وفاء أبو شقرا, Author at 180Post - Page 5 of 15

FFF8204-1_546033_highres.jpg

"أتعلمين ماذا يعني أن يُكفَّر المسلم عبر مكبِّرات الصوت في المساجد؟". سؤال، طرحه عليّ المفكّر المصري الراحل نصر حامد أبو زيد. خلال مقابلةٍ معه عبر "إذاعة الشرق" في باريس حيث كنتُ أعمل. يومها، في الـ 1993، كان صاحب كتاب "نقد الخطاب الديني" يخوض معركةً وجوديّة مع رجال الدين.

IMG_20220618_003757_278-1.jpg

في غرفتها في المستشفى، وبعد خروجها من عمليّة جراحيّة في المفاصل، تقول أمّي بكلّ ثقة لطبيبها الذي جاءها متفقِّداً بعد العمليّة، إنّ "أحدهم" نبّهها إلى ضرورة أن تتناول "الدواء كذا"! وتستفيض أمّي بالكلام، وهي تشرح للطبيب عن فوائد "ذاك الدواء". بخاصّة، لمَن خضع، مثلها، "لجراحةٍ دقيقة في العظم".

0909099909090909.jpg

صورة تقفز من ذاكرتي. تعود إلى الحرب الأهليّة. فأبتسم بحنينٍ، عندما أتذكّر عمّتي. ويحضرني جوّ المزاح الذي كان يسود في عائلتنا، حيال طبيعة سلوكها في بعض المواقف. منها، على سبيل المثال، "رصدها" لزيارات عبد الحليم خدّام نائب الرئيس السوري (آنذاك) إلى لبنان. فهي كانت "تضبط" ساعتها على مواقيت مجيئه ورحيله.

20130621154702.jpg

يعني لي هذا اليوم الكثير. فذاكرتي تحجز لـ 4 حزيران/يونيو "مكاناً" لحدثيْن غيّرا، جذريّاً، مسارات حياتي. ففي مثل هذا اليوم، خفق قلبي، لأوّل مرّة، بحبٍّ عظيم. ذهب، بعد 12 سنة، أدراج رياحه. وفي مثل هذا اليوم، أيضاً، حفر في قلبي حزنٌ عظيم. أعني به، ذاك الوجع الذي عَصَر الأرواح عندما اجتاحت إسرائيل أجمل عواصم العرب - بيروت.

image-1886-0978.jpg

"الناس الواقفين على باب أفران شمسين بجيبوا حاصليْن إنتخابيّيْن على أقلّ تقدير". كان هذا، أحد التعليقات على السوشيل ميديا عقب إعلان النتائج الرسميّة للانتخابات التشريعيّة، مطلع هذا الأسبوع. التعليق كان يريد الإشارة إلى عودة الزحمة الخانقة على أبواب أفران الخبز في لبنان.

11-1.jpg

يُروى أنّه عندما عرض الخليفة الأموي معاوية بيعة ابنه يزيد وليّاً للعهد في أحد مجالس الخلفاء في الشام، وقف أحدهم ونادى وسط الجموع المنقسمة بين مؤيِّدٍ ومُعارض: "أيّها القوم، أمير المؤمنين هذا (وأشار إلى معاوية). فإنْ مات فهذا (وأشار إلى يزيد). ومَن أبى فهذا (وأشار إلى السيف)". فقال له معاوية: "إجلس، فأنتَ سيّد الخطباء". ووُلِّيَ يزيد على المسلمين، وبقيّة الحكاية تعرفونها.

طوالية.jpg

من المفترض أنّنا دخلنا في لبنان، منذ الساعة صفر من صباح الخميس الماضي، في ما يُسمّى "الصمت الانتخابي". صمت، سيكون متقطّعاً. يعود ويغيب تبعاً للأيّام المقرّرة لعمليّات الاقتراع، في الداخل اللبناني وخارجه. صمت، تمنّى لبنانيّون كُثُر أن يكون صمتاً أبديّاً لبعض المرشّحين (لمعظمهم؟).

313c5e38-03f2-4eef-a6ed-8e1d3ef6b55d-2060x1236-1.jpeg

لا اغتباط يضاهي اغتباط المرشّحين للانتخابات النيابيّة المقبلة في لبنان. لنقلْ اغتباط معظمهم. فلقد منحتهم تغطية الإعلام لمأساة قارب الموت الطرابلسي، فرصة القفز على "الحدث". أو ما نسمّيه في لغة الإعلام الـ scoop. فها هم يهرعون، سلطةً ومعارضين و"تغييريّين"، للاستثمار في موت الغرقى.

88A9F7F6-B836-4C9E-932B-2C787E114D93.jpeg

"فرنسا لم تعد فرنسا. انظروا مَن بات يتنافس على الرئاسة فيها. فلقد خلت البلاد من رجال السياسة، الذين كنّا نحتار مَن نختار من بينهم. لما يتحلّون به من خصالٍ حميدة. أمّا اليوم، فصار منبع التردّد في الاقتراع، هو أنّنا مضطرّون للاختيار بين السيّء والأسوأ".

غنم.jpg

صورة ضبابيّة لا تزال عالقة في ذاكرتي. صورة تعود إلى الـ 1972. ففي تلك السنة، جرت آخرُ انتخاباتٍ اختار فيها اللبنانيّون تسعةً وتسعين نائباً. قبل أن يغرقوا في جحيم حربهم الأهليّة. أتذكّر نفسي طفلةً في السادسة من عمري. كنت "أرجو" أمّي كي تتوسّط لي مع جارنا المصوّر "العمّ رفعت".