وفاء أبو شقرا, Author at 180Post - Page 6 of 15

photo_2022-03-19_14-33-46-2.jpg

في مطلع شهر أيّار/مايو 2018، انطلق وليد جنبلاط رئيس "اللقاء الديموقراطي" آنذاك في جولةٍ انتخابيّة، على عددٍ من قرى وبلدات الشوف الأعلى في الجبل. كان هدف جولته، التسويق لترشيح نجله الأكبر تيمور. فالمهمّة التي كان قد أوكلها إلى النائب وائل أبو فاعور، لهذا الغرض، بدا أنّها لم تؤتِ بالثّمار المرجوّة جنبلاطيّاً.

mothers_day__wissam_asaad.jpg

تقول الحكاية: "كان هناك طفل يستعدّ للقدوم إلى الحياة. فسأل الله، مستفسراً، بقلق: سمعتهم يقولون إنّك سترسلني إلى الأرض غداً. لكن كيف؟ كيف سأعيش؟ كيف سأتدبّر أمري؟ ماذا سأفعل؟ فأنا صغيرٌ جدّاً. وعاجز. فلقد أخبروني، أنّ هناك رجالاً سيّئين للغاية على الأرض. فمَن سيحميني منهم يا أبتاه؟!

broke_after_education__guido_kuehn.jpg

القصف المركَّز، منذ سنتيْن وأكثر، على كليّات الجامعة اللبنانيّة ومعاهدها وطلاّبها وأساتذتها، يثير الدهشة. بل، الريبة. ما ذكّرني، بما قرأته يوماً في صحيفة "لوموند" الفرنسيّة. كان تحقيقاً يستشهد كاتبه بنصيحةٍ أسداها أحد حكماء الصين لأحد الأباطرة، بخصوص حملاته العسكريّة.

Guerre-médiatique-bis_HD.jpg

روى رجل أعمال فرنسي لأحد الصحافيّين، عن حدثٍ شاهده بأمّ عينه. كان مسرح ذاك الحدث، يخت الرئيس الزائيري (يومذاك) موبوتو سيسيسيكو وازابانغا. خلال الرحلة، إستاء "الرئيس المُلهَم" من أداء أحد النُدُل. فأمَر "خُدّامه" برميه في المياه طعاماً للتماسيح. فرموه فوراً. هكذا ببساطة. لأنّ رغبات "بعض البشر" لا تُكبَح. لا تُرَدّ. مثلها مثل القدر والموت. 

Bombardeo-mediático-BECS-en-inglés.jpg

"ما هو الخبر اليوم؟". هذا  هو السؤال المركزي الذي كان يفتتح به مسؤول النشرة الإخباريّة اجتماع التحرير الصباحي. سؤالٌ تتفرّع منه أسئلة. كلّها تتمحور حول "الحدث" أو "الموضوع" أو "القضيّة" أو.. التي تشغل بال الناس (معظمهم). الجمهور. الرأي العامّ.

second_opinion__ramses_morales_izquierdo.jpg

منذ سنةٍ وأكثر، وأنا أحاول الكتابة عن الرأي العامّ في لبنان. بالأحرى، عن غياب الرأي العامّ. لم أنجح. لماذا؟ على ما يقول المثل الفرنسي un amour chasse l’autre. ما معناه "كلّ حبٍّ (جديد) يطرد الحبّ الذي سبقه". وعلى هذا المنوال، ننشط في بلادنا. "كلّ مصيبة (جديدة) تطرد المصيبة التي سبقتها". فغاب موضوع الرأي العامّ وراء أكمة المصائب!

dictator_or_democracy_who_will_win___vladimir_kazanevsky.jpg

في إحدى الحفلات، جلست إمرأة فاتنة بجانب الكاتب الإيرلندي جورج برنارد شو. صارت "تتدلّل" عليه. فهمس لها: "هل تقبلين أن تقضي معي ليلة مقابل مليون جنيه؟". ابتسمت وأجابته باستحياء: "بكلّ سرور". فعاد وسألها مجدّداً: "هل بالإمكان تخفيض المبلغ إلى عشرة جنيهات؟". فصرخت بوجهه: "ومَن تظنّني يا هذا؟". قال: "لقد عرفتُ مَن تكونين. لكن يا سيّدتي اختلفنا، فقط، في قيمة الأجر"!

IMG-20220119-WA0103.jpg

استيقظ "جوزيف. ك" يوماً، ليجد رجليْن يقفان على الباب ويُخبرانه أنّه مطلوب للاستجواب. ساقاه من دون الإفصاح له عن تهمته. وفي مكتب التحقيق، استشرس المسكين، مع محاميه، في الدفاع عن نفسه. ما هي جريمتي؟ سؤالٌ ردّده "جوزيف. ك" مراراً وتكراراً. عبثاً يحاول. فالتهمة المجهولة "تلبسه لبساً".

DSC_9113.jpg

هناك نظريّة في علوم الإعلام والاتّصال مهمّة جدّاً. يعتمدها طلاّبنا في معظم أبحاثهم. اسم هذه النظريّة "ترتيب الأولويّات". إنّه التعريب المُنتقى لاسمها الأصلي: Agenda-Setting Theory. تنطلق هذه النظريّة، من فرضيّة وجود علاقةٍ طرديّة؛ بين حجم اهتمام الإعلام بقضيّةٍ معيّنة، وبين حجم اهتمام الجمهور بهذه القضيّة.

hate_speeching__glen_le_lievre.jpg

مرّةً، كان ونستون تشرشل يستقلّ التاكسي. فلاحظ أنّ السائق، الذي لم يتعرّف عليه كما نفهم من "الحدّوتة"، يقود بسرعةٍ كبيرة. انزعج السياسي البريطاني الشهير، وسأله مستفهماً عن سبب قيادته السريعة؟ فأجابه: "أستعجل كي أصل إلى بيتي قبل بدء خطاب تشرشل على الراديو بعد أربع دقائق".