
عندما انسدلت الستارة كان المشهد ما يزال مشتعلاً. كأنها انسدلت على لقاء لم ينعقد. على حبر لم يُكتب. وعلى صورة غشّاها ضباب الطوفان، وعلى مسامع حقد زارعي الموت. حقد ينشر الموت. ينثره بحكايات لا تتسع لها صفحات الإجرام.
عندما انسدلت الستارة كان المشهد ما يزال مشتعلاً. كأنها انسدلت على لقاء لم ينعقد. على حبر لم يُكتب. وعلى صورة غشّاها ضباب الطوفان، وعلى مسامع حقد زارعي الموت. حقد ينشر الموت. ينثره بحكايات لا تتسع لها صفحات الإجرام.
رَفَعَتْ اليد المبتورة ملامح يدها التي كانتها قبل البتر. لوّحَت بأصابع تخيّلت أنها ما تزال. جَمَعَتْ الأصابع، ثم فلشتها، ثم دَنَتْ من محاولة شَبْكِها باليد الثانية. لا وجود ليدٍ ثانية، ولا جزء من جسد يحمل تلك اليد سواء الأولى المبتورة، أو الثانية المفقودة.
كمثل انبعاث الحق من الحق، ونور الشمس من الشمس، أيْقَظتنا أقدام المقاومين الراسخة وقاماتهم الممشوقة ورؤوسهم التي لا تنحني على وقع دخولهم كشهب النجوم وبيارق العز، في عملية "طوفان الأقصى".
وجدتُ عبارة كارل ماركس "هنا الوردة فلنرقص هنا"، في كتابه "الثامن عشر من برومير"، الإستعارة الأجمل والانسجام الأمثل، وأنا أشارك في وقفة الاستذكار، لزرع شجرة أرز في محمية أرز الشوف في الباروك، (16 أيلول/سبتمبر 2023)، والتي حملت الرقم 8141 باسم د. وليد صليبي المفكّر اللّاعنفي ومؤسس جامعة اللّاعنف، الحائز على جائزة غاندي الدولية ووسام الجمهورية الفرنسية لحقوق الإنسان.
تمزّقت الصور عند عتبة ارتفاع الأصوات. وتبعثرت كلمات الأيام في روزنامة السنوات الماضية. كاد البعض أن ينطق بما فاته من صمت يوم اقتلعت الريح أغصان الشجر. وكاد آخرون أن يتماثلوا وذاك المشهد الدرامي عندما طغت أصوات الطبول على أصوات شجية أرادت أن تنطق، فلم تكمل الجملة المفيدة.
دون يافطة أو إشارة تدلّك على "نادي أكسفورد وكمبريدج"، فأنت أمام مبنى قديم وأنيق وعريق من وحي المدرسة المعمارية، التي تأثّرت بالفن المعماري اليوناني القديم، حيث لا يوجد سوى رقم المبنى، شارع ﭙال مول، لندن "Pall Mall London".
لن أرثيك. أنت باقٍ. فرادتك تحميك من النسيان. كنت ملء الثقافة وراهب المعرفة وحارس القيم. انتماؤك صافٍ. وتواضعك لغة حياة. لم تسقط أبداً. لا إغراء يجذبك. كنت أنت. قليلون مثلك. أنت من القلة التي بتواضعها ارتفعت.
"قل لهم لو كنت يهودياً لربما ولعلى الأرجح كنت مثلكم افتراضاً، ولكنني فلسطيني بالانتماء فهل تستطيعون أن تكونوا فلسطينيين مثلي. هل تفهمون تاريخي الحديث المكتوب بالدماء" (من كتاب "لو كنتُ يهودياً" لنصري الصايغ).