
في مقالٍ سابقٍ تناولت انقسام العالم والمجتمعات إلى طابقين: علوي وسفلي. الأول يُمكن الهبوط منه إلى الطابق الأسفل، وأفضل مثال على ذلك هو ما حصل ويحصل في فلسطين المحتلة، وأيضاً الثاني يُمكن الصعود منه إلى الأعلى وثمة أمثلة كثيرة عليه..
في مقالٍ سابقٍ تناولت انقسام العالم والمجتمعات إلى طابقين: علوي وسفلي. الأول يُمكن الهبوط منه إلى الطابق الأسفل، وأفضل مثال على ذلك هو ما حصل ويحصل في فلسطين المحتلة، وأيضاً الثاني يُمكن الصعود منه إلى الأعلى وثمة أمثلة كثيرة عليه..
يُفكّرون ويكتبون عن اليوم التالي للحرب ضد الفلسطينيين. ونحن من هؤلاء. آخرون خطّطوا ونفذّوا، أو مستمرون في تنفيذ الخطط، ليأتي اليوم التالي متوافقا مع أهدافهم وأطماعهم وربما أيضاً مع أساطيرهم. عادة في مثل هذه الحروب يلعب العالم من حولها دوره في إحباط هذه الخطط أو في تسهيل تنفيذها وتحقيق أهدافها.
يقول وانغ إيوي، مؤلف كتاب "الحزام والطريق"، "إن المبادرة ليست مقطوعة موسيقية تعزفها الصين بصورة منفردة، بل إنها سيمفونية جماعية لكلّ الدول على طول خط الحزام والطريق"، ويضيف أنها لا تؤدي دورًا في التعبير عن حلم الصين فحسب، بل في ترجمة أهداف الأمم المتحدة في السلام والتنمية، ولا سيّما التنمية المستدامة لعام 2030، وتجسّد المسؤوليات العالمية، التي تضطّلع بها الصين بعد نهضتها.
يتخطّى اسم أوراسيا الكلمة المركبة، التي تجمع أوروبا وأسيا، ليصل إلى جمع الجغرافيا بالسياسة (جيوبوليتيك)، في إطار استراتيجية دولية، تتصارع فيها وحولها قوى كبرى من داخلها ومن خارجها. وقديمًا قيل من يمتلك أوراسيا يهيمن على العالم.
أخشى أنك إن اتجهت شرقاً أم ذهبت غرباً أم بقيت في إقليم يقع بين هذا وذاك، سوف تشعر وكأنك في مكان حاضره مهدد بموجات فساد لعين وهجمات على الحقوق وقيود على الحريات بلا حدود. أما مستقبله فواقع في مهب أعاصير لا تهدأ وحرائق لا ترحم.
هل نحن على أعتاب عالم بلا أقطاب؟ هل يقترب القرن الأميركي من نهايته كما كتب جيوفاني أريغي منذ بضع سنوات؟ هل عادت آسيا حوضاً اقتصادياً مستقلاً، سياسياً واقتصادياً، كما قبل العام 1500 ميلادياً، حين جاء الأوروبيون مكتشفين؟
في محاولة للدفع نحو عالم متعدد الأقطاب وإيجاد حلول للأزمات الاقتصادية والأمنية، عقدت منظمة "سيكا" مؤخراً مؤتمر "التفاعل وبناء الثقة في آسيا" بالعاصمة الكازاخية آستانة. وتتألف منظمة "سيكا" من 27 دولة كأعضاء دائمين.
أقرأ في بعض كتابات علماء السياسة وتصرفات كثير من السياسيين في دول الغرب رسائل صامتة تعكس عدم رضا عن أحوال الغرب عامة ودولهم بخاصة.
أبناء جيلي لا شك يذكرون كما أذكر جنود أستراليا يمشون في شوارع القاهرة بلباسهم الرسمي يثيرون بعجرفتهم حنق المصريين وغضبهم. أذكر كيف كان أهلي يتفادون السير على رصيف يمشي عليه هؤلاء الجنود، ويتجنبون المحال التجارية التي يتعامل معها الجندي الأسترالي والمقاهي التي يرتادها. كان الأسترالي كالجوركا يأتي إلى مصر في خدمة جيش ملكة بريطانيا، يتصرف كالمحتل ولكن أسوأ. كان يفتعل الشجار مع الوطنيين، أي المصريين، كان ينهب ويخطف ويتحرش.
محظوظون شباب علماء العلاقات الدولية. هؤلاء لديهم فرصة تاريخية أن يكونوا شهودا على آليات صنع نظام دولي جديد.