الحرب الأهلية Archives - 180Post

photo_2023-02-19_17-03-00.jpg

منذ ما يقارب السنتين، كتبت مقالاً بعنوان "الراديكالية في المحاسبة.. أساس الملك"، تناولت فيه كيفية أن تكون المحاسبة راديكالية عند إعادة هيكلة وبناء النظام اللبناني الجديد. قلت إن المحاسبة يجب أن تطال كل من شارك في الحكم منذ ما قبل اندلاع الحرب الاهلية وصولاً إلى يومنا هذا، وسوقهم جميعاً الى المحاسبة. فاتني حينها، ان تكون المحاسبة أيضاً راديكالية مع موظفي القطاع العام من دون استثناء. لماذا هذا الموقف المتطرف؟

AFP_1LK1CM.jpg

تقدم المنتدى الاقتصادي والاجتماعي برؤية تغييرية لحل الأزمة الاقتصادية والمالية والاجتماعية التي تعصف بلبنان، من منطلق عدم جدوى أي إصلاح يحافظ على البنى الاقتصادية القائمة ويكتفي بتعديلات لا تُغيّر في الخيارات والسياسات، فأي عمل في هذا الشأن يحتاج إلى بيئة سياسية تحتضنه وقرار سياسي ينفّذه. وطالما أن البيئة السياسية والقرار السياسي غير متوفرين لإجراء التغيير بل حتى الحد الأدنى من الإصلاح، فإن الأزمة ستستمر ومعها فصول الإنهيار.

وداد-سلايدر.jpg

معتصماً بصمت يحميني من الكلام، دخلت المعرض. وجوه مضت. رجال غابوا وما عادوا. أمهات لم يسمعن استغاثات الدمع بعدهن. دخلت محاولاً تجنب الحضور. أريد أن استعيد المخطوفين. أريد أن أحدق بهم لأحفظ غيابهم وألم أمهاتهم وأولادهم وأصدقائهم. دسستُ حالي في المشهد البليغ.. والجارح.

بيار-الجميل.jpg

في مقالتين سابقتين، واحدة (29ـ 10ـ2020) بعنوان "شارل مالك قال ذلك للبنانيين عام 1949" وثانية (23 ـ 6 ـ 2022) بعنوان "كميل شمعون.. عندما ذهب بعيداً في عروبته"، جرت ملاحقة المواقف السياسية للرجلين ومناقضة نهاياتها مع بداياتها. في هذه المقالة، استعرض موقف رمز سياسي ثالث كان له دور سياسي فاعل وغزير التأثير في صناعة وتشكيل السياسة المحلية، هو الشيخ بيار الجميل مؤسس حزب "الكتائب" اللبنانية.  

سلايدر-1.jpg

كان ذلك خلال ثمانينيّات القرن الماضي. في ذروة موجة السيّارات المفخّخة التي ضربت لبنان. فعندما كنتُ ألمح سيّارة "عتيقة" مركونة إلى جانب الطريق، أسارع لتغيير مساري. إذْ كان شائعاً اختيار هذا الصنف من السيّارات لتحويلها إلى قنابل موقوتة. في الحقيقة، لم أكن أخاف أن أموت جرّاء انفجارها. بل، من ألاّ أموت. وأبقى حيّةً مع جسدٍ ميت!

FFF8204-1_546033_highres.jpg

في لبنان، كما في كل أنحاء العالم، نظام رأسمالي يسيطر على الأرض والناس، ويعشعش في كل دماغ. هو نظام استلاب معنوي ومادي. يسلب الإنسان المعنى فيصير الى التفكير في الموت، وهذا يتودد الى الدين. يسلب الإنسان ثمرة شغله فيلجأ الى الدين أيضاً.

abbas.jpg

لم يكن 13 نيسان/أبريل 1975 يوماً مفاجئاً لي. عندما غادرت منزلي في شارع أسعد الأسعد في الشياح، كعادتي كل صباح، متوجهاً إلى "السفير" في نزلة السارولا في الحمرا، كنت أرى في الشوارع والأزقة والأحياء الضيقة وجوهاً كئيبة وقلقة، فالناس تركض إلى يومياتها من خبز ومأكل ومشرب وملبس، وما لم يكن مُنتظراً أن يكون هذا تاريخ بداية حربنا الأهلية التي إندلعت شرارتها الأولى من شارع قريب من منزلي في عين الرمانة.