
نؤخر أو نقدم الساعة، جدل أخذ بسرعة منحى طائفيا فى لبنان، برغم نكران ذلك من قبل أطراف الاشتباك، قبل أن يُحسم الأمر فى مجلس الوزراء.
نؤخر أو نقدم الساعة، جدل أخذ بسرعة منحى طائفيا فى لبنان، برغم نكران ذلك من قبل أطراف الاشتباك، قبل أن يُحسم الأمر فى مجلس الوزراء.
تأتى الذكرى الـ٣٣ لولادة اتفاق الطائف فى خضم أزمة سياسية يعيشها لبنان انعكست فى عدم التوصل إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية ضمن المهلة الدستورية التى انتهت فى ٣١ أكتوبر/تشرين الأول ودخول لبنان فى فراغ رئاسى لا يدرى أحد متى يتم الخروج منه؟.
الأحلام الكبرى، التى أطلقتها يناير، ما زالت ماثلة فى المشهد العام تستعصى على أى إنكار. نعم، قد تنقضى الثورات دون أن تغادر أحلامها الوجدان العام.
أحدث غزو نابليون لمصر العام 1789 صدمة كبيرة لدى المصريين، وهي صدمة لها وجه إيجابي على الرغم من الأهداف الاستعمارية، فالحملة الفرنسية جلبت معها وسائل الحداثة وأظهرت البون الشاسع بين ما يعيشه العالم العربي والإسلامي، وما يعيشه الأوروبيون، الأمر الذي تبلور لاحقًا بسؤال التنمية.
لا بدّ لكل جماعة تشكّل مجتمعاً من دولة. في غالب الأحيان، يتشكّل المجتمع في إطار الدولة. فهي سابقة زمنياً في حدوثها على المجتمع. يتنوّع كل مجتمع لما فيه من تعدد إثنيات ومذاهب وقبائل، ما يشكّل عوامل نابذة للسلطة المركزية.
يتحدثون بين الفينة والأخرى عن الدولة المدنية ولا يتحدثون عن الدين المدني. تنشأ الدولة عادة بالغلبة أو بطرق أخرى. مع تقادم الزمن تصبح خياراً. عندها تصير احتمال دولة مدنية. وهناك نوع آخر من الغلبة وهو في الدين.
في خضم التخبط السياسي والانهيار الإقتصادي والمالي الذي عصف بلبنان، من كل جنبٍ وصوب، قال الرئيس اللبناني ميشال عون في كلمته لمناسبة مئوية دولة لبنان الكبير "لإنني مؤمن أن الدولة المدنية قادرة على حماية التعددية وصونها وجعلها وحدة حقيقية.. فإني أدعو إلى إعلان لبنان دولة مدنية".
كل طائفة بؤرة للفساد. لبنان يتشكّل من طوائف. إذن لبنان تحالف أو صراع بؤر للفساد. تتنافس فيه الطوائف على مركز الصدارة في نهب المجتمع والدولة.
إنها لحظة سقوط الأقنعة. سقوطها عن المشاريع الحقيقية للأحزاب اللبنانية التي تمثِّل المجموعات الطائفية بوجدانها وهواجسها وشهيتها المفتوحة على السلطة وتناتش مواقعها، وسقوطها أيضاً عن المصالح الكامنة للقوى الجديدة الوافدة بعنوان ما يُعرف بـ"قوى المجتمع المدني".
إعتمد لبنان منذ الاستقلال في العام 1943 نظام كونفدرالية الطوائف، كما يتبين من تكوين مجلس النواب والحكومة ووظائف الدولة برمتها. لم تمنع "الجمهورية الأولى" هذه الطوائف من الاختلاف والتقاتل، فاستدرج كل منها، من وقت لآخر، قوى خارجية لمساندتها على أخصامها في الداخل.