السيادة اللبنانية Archives - 180Post

800-18.jpg

السيادة.. السيادة. لازِمةٌ تتكرَّرُ كثيراً في لبنان. الدستور اللبناني أكَّدها نصَّاً وأبقى مفهومَها مُلتبِساً. لا شيءَ اِستثنائيَّاً في ذلك. كلُّ دساتيرِ العالمِ أَقرَّتْ مبدأ السيادة منذ أنِ اخترعَ أرسطو في اليونان هذا المصطلحَ وصولاً إلى مراحلِنا الحديثةِ مع هوبز وروسو ومونتسكيو وبودان، ومع ماركس وإنجلز ولينين وغيرِهم عند البحث في مسألة الدولة والسلطة والهويّة. المفهومُ الأرسطي يركِّزُ على أنَّ السيادةَ هي السلطة العليا للدولة.

n-1.jpg

ليس من السهل مقاربة ملف حزب الله في لبنان من دون الانزلاق إلى متاهات الاصطفاف أو المزايدة. المسألة أعقد من مجرد تنظير سياسي أو تكرار مواقف مُكرّرة. في جوهرها، هي عقدة متشابكة من الأمن، الانتماء، الذاكرة الجماعية، الإقليم، الخذلان الداخلي والتدخل الخارجي. من هنا، فإن محاولات تبسيط الموضوع، أو اختزاله في مطلب نزع السلاح، لا تعكس سوى عجز عن قراءة الواقع كما هو، لا كما نتمنّاه.

AFP876.jpg

وسط التحديات الراهنة، أطلّ عيد الفطر على اللبنانيين مثقلًا بالهموم السياسية والاقتصادية والأمنية. في العادة، يحمل العيد معه شيئًا من الفرح والطمأنينة، لكنه اليوم يأتي ليُذكّر اللبنانيين بأن وطنهم ما يزال عالقًا في دوامة الأزمات. إنه عيد بلا ملامح، تمامًا كبلد فقد القدرة على تحديد مصيره وسط التجاذبات الدولية والإقليمية.

11111111-1.jpg

قال الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، خلال تشييع السيدين الشهيدين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين، "إننا نؤمن في حزب الله أن لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه، ونحن من أبنائه". تصريحٌ يفتح الباب أمام أسئلة جوهرية، حول رؤية الحزب لمستقبل الكيان اللبناني، ومدى انسجام هذا الخطاب مع ممارسات الحزب وسياسته الداخلية وتطلعاته الإقليمية وارتباطه الوثيق بالجمهورية الإسلامية في إيران، عقائدياً ومادياً.

0097.jpg

مع انتهاء الحرب الأهلية اللبنانية وإقرار اتفاق الطائف، أصبحت سوريا الحاكم الفعلي للمشهد اللبناني، حيث كرّست نفسها وصيّاً إقليمياً على القرارات السياسية الكبرى، وفي مقدمتها انتخابات الرئاسة. كان الرؤساء يُختارون بناءً على توافقات إقليمية ودولية ترعاها دمشق، التي كانت تفرض أسماء بعينها تحت شعار الحفاظ على استقرار لبنان.