خلال أقل من أسبوع، كان العراق أمام امتحان بين علاقتين منهكتين. هذان جاران ثقيلان، أحدهما جغرافياً، وثانيهما بحكم الواقع الاحتلالي.
خلال أقل من أسبوع، كان العراق أمام امتحان بين علاقتين منهكتين. هذان جاران ثقيلان، أحدهما جغرافياً، وثانيهما بحكم الواقع الاحتلالي.
على الأرجح، لولا مقتل الجنود الأميركيين الثلاثة في "البرج 22" في 28 كانون الثاني/يناير الماضي، لما ضرب البيت الأبيض موعداً لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بعد مماطلة طويلة. لكن المشهد أكثر أهمية منذ ذلك: هناك "دفرسوار عراقي" في جبهات "المساندة" لغزة، ومن الواضح أن الرئيس الأميركي جو بايدن، يريدها له أن يدوم.
بين الثالث والخامس من الشهر الجاري، نظّم "ملتقى الرافدين" في العاصمة العراقية بغداد، مؤتمر "مستقبل الإنسان: أزمات وتحولات"، شارك في أنشطته النقاشية سياسيون وأكاديميون وصحافيون من دول عربية وأجنبية عدة، تخللها في فعالية الإفتتاح حوارٌ عميقٌ ومتشعبُ الجوانب مع رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني.
تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" يستعيد زخمه، وإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن "تمنحه دفعة قوية ليتمكن وينشط أكثر، وذلك بعد سحب ما تبقى من القوات الأميركية من سوريا والعراق، كما تُخطّط الإدارة الأميركية"، بحسب تقرير أعده تشارلز ليستر لـ"فورين بوليسي"(*)
على مدى عقود طويلة تراوحت مكانة العراق بالنسبة للولايات المتحدة بين "عدو"، و"صديق" و"صديق لدود"، وذلك بحسب سياسة من يجلس على كرسي البيت الأبيض. الآن، وبعد عامين من الاستقرار النسبي في العراق، تسعى واشنطن لترسيخ علاقة ثنائية مُستدامة. والمفاوضات التي بدأت أوائل آب/أغسطس الماضي حول شراكة دفاعية طويلة الأمد تصب في هذا الإطار، لكن نجاحها يتوقف على تحديد نوع العلاقة التي يجب أن تسعى إليها واشنطن، بحسب ستيفن سيمون وآدم وينشتاين (*).
من غير الواضح لماذا لم يجد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ورئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني، دقائق قليلة من زيارتيهما إلى نيويورك، لعقد لقاء مباشر بينهما، تماماً مثلما هو غير واضح رسمياً حتى الآن، لماذا لم تتم زيارة إردوغان إلى بغداد.
أن يكون محمد شياع السوداني في دمشق له ما له من دلالات. الزيارة متأخرة قليلاً بتقدير البعض، أو هي في توقيتها الملائم بالنسبة إلى آخرين.
يعيش العراق حالياً أكثر فتراته استقراراً منذ أعوام، نتيجة تقاطع مصالح داخلية وإقليمية ودوليّة. زعيم التيّار الصدري مقتدى الصدر، خارج اللعبة منذ عامٍ تقريباً؛ لم يعد لاعباً أو حكماً، وسط ترقبٍ من عودته في أي لحظة. معظم القوى السياسية الشيعية والسنيّة والكردية، انبرت تحت راية تحالفٍ واحد، ما منح رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، غطاءً سياسيّاً وبرلمانيّاً منقطع النظير.
تحوّلت الحركة الاقتصادية لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، الى العنوان الابرز للأيام الـ100 الأولى له في رئاسة الحكومة.
ميزة الجغرافيا أنها ثابتة. ديكتاتورية. عليك أن تقرأها بكل تأن. أن تقرأ الحدود والتاريخ والديموغرافيا والإقتصاد والإجتماع.. وهذه ميزة الموقع العراقي في المنطقة.