تعيش منطقة الشرق الأوسط حالياً مرحلة خطيرة من مراحلها. فهذه المنطقة الواقعة على فوالق زلزالية متعددة، لم تهدأ أو تستقر منذ أكثر من مئة عام حملت في طياتها دماءً ودموعاً وويلات؛ قامت دول وتلاشت أخرى؛ قامت حروب وحدثت ثورات وانقلابات. ماذا بعد؟
تعيش منطقة الشرق الأوسط حالياً مرحلة خطيرة من مراحلها. فهذه المنطقة الواقعة على فوالق زلزالية متعددة، لم تهدأ أو تستقر منذ أكثر من مئة عام حملت في طياتها دماءً ودموعاً وويلات؛ قامت دول وتلاشت أخرى؛ قامت حروب وحدثت ثورات وانقلابات. ماذا بعد؟
لطالما التحفت العديد من الأنظمة الديكتاتورية والأحزاب في وطننا العربي رداء تحرير فلسطين، لتأتي الوقائع وتُبيّن لنا العكس.
علينا، بالطّبع، أن نُقارب القضيّة بموضوعيّة صارمة في هذا التّوقيت. فالمعنيّ، في نهاية المطاف، هو شعبنا ومستقبل شعبنا، كما ومستقبل هذا البلد.. بل ومستقبل هذه المنطقة برمّتها، وفي قلبِها قضيّتها المركزيّة بامتياز، ذاتيّاً وموضوعيّاً: أي قضيّة فلسطين وكلّ ما يتعلّق بهذه القضيّة الكُبرى.
ما أن انتهت الحرب مع إسرائيل، حتى سارع اللبنانيون إلى إخضاع نتائجها لقاموس انقسامهم العامودي التقليدي الحاد: انتصار أم هزيمة؟ هو السؤال الذي يُطرح عليكَ أينما حللت. لكن هل يُمكننا أن نهدأ قليلاً، أقله حتى ننتهي من لملمة جراحنا ودفن شهدائنا.. وبعدها ليكن لكلٍ منا رأيه، سواء أكان حريصاً على إبن بلده أو حاقداً عليه بما يتجاوز بأشواط حقد العدو وكراهيته لنا.
"اختلف الأردنيون على الموضوع السوري، لكن لا يصح أن يختلفوا على الموضوع اللبناني، بما فيهم الإسلاميين"، بذلك يلخص أمين عام حزب الشراكة والإنقاذ سابقًا سالم الفلاحات موقفه في حوار مع موقع "180 بوست". تستمد تصريحات الفلاحات أهميتها من كونه كان في فترة 2006-2008 مراقبًا عامًا للإخوان المسلمين في الأردن، وهي الفترة التي شهدت ظاهرة انفصال حركة حماس عن إخوان الأردن.
لم يكن أحدٌ يأمل أن تؤدي المهمة الأمريكية الأخيرة بين بيروت وتل أبيب إلى وقف إطلاق النار أو تحقيق هدنة بين الجانبين. وحده المبعوث الأمريكي الخاص آموس هوكشتاين كان يُراهن هو وزميله المبعوث الخاص بالشرق الأوسط بريت ماكغورك على إمكان تحقيق خرق يُصرف في صناديق الإنتخابات الرئاسية الأمريكية لمصلحة المرشحة كامالا هاريس!
أن يظهر الرجل الأول رسمياً في حزب الله أمام الجمهور في سنوية "طوفان الأقصى" وجبهة الإسناد اللبنانية لا سيما في ضوء الضربات القاسية التي تلقاها الحزب في الأسابيع الثلاثة الماضية، فهذا أمر يحمل في طيّاته الكثير من الرسائل والدلالات.
أخيراً، وبعد طول انتظار، جاء الرد الصاروخي الإيراني على الجنون الذي تقوم به القيادة السياسية في "إسرائيل" والمتمثل باغتيال قادة مقاومين أبرزهم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية ومسؤول ملف لبنان في "فيلق القدس" الإيراني عباس نيلفروشان، فضلاً عن التحضير لغزو بري ضد جنوب لبنان!
خلال الساعات المقبلة سيكون قد مضى على اغتيال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وبدء الحرب الإسرائيلية على لبنان خمسة أيام.
يقول المحلل تسفي برئيل في مقالته في "هآرتس" إن الولايات المتحدة لا تحاول التفريق بين الجبهيتن الفلسطينية واللبنانية، أي أن "وحدة الساحات تنطبق أيضاً على الجهود الدبلوماسية، وليس فقط في زمن الحرب. لقد نجح هوكشتاين في "إزاحة" فرنسا عن المنافسة على قيادة حلّ للمواجهات في لبنان، بعد أن اعتقدت أن في إمكانها الفصل بين الساحتين من أجل الدفع قدماً بحلّ في لبنان، من دون أن يكون متعلقاً بالوضع في غزة".