بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية التركية الأخيرة، أعلن رجب طيب إردوغان تعيين حكومة جديدة من 18 وزيراً، بينهم أكاديميون وإختصاصيون، إلا أن الشخصية الحكومية الأبرز هي حقان فيدان، وزير خارجية تركيا الجديد وصديق إردوغان الأقرب منذ عقود من الزمن.
بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية التركية الأخيرة، أعلن رجب طيب إردوغان تعيين حكومة جديدة من 18 وزيراً، بينهم أكاديميون وإختصاصيون، إلا أن الشخصية الحكومية الأبرز هي حقان فيدان، وزير خارجية تركيا الجديد وصديق إردوغان الأقرب منذ عقود من الزمن.
نافلة لهذا المقال: الربيع العربي انتهى! وحلم الديموقراطية في العالم العربي مؤجل إلى زمن غير معلوم.
تمثل إعادة انتخاب رجب طيب إردوغان رئيساً لتركيا من جديد، منعطفاً حاسماً. صحيح أنه يمكن القول إن إردوغان سلطانٌ لا جدال فيه، بالنظر إلى الفوز الذي حقّقه برغم التحديات الكبيرة التي رافقت الانتخابات الأخيرة. لكن الذي سيحدد ما ستعنيه ولايته المقبلة بالنسبة لمستقبل بلاده، وربما المنطقة والعالم، هو الدور المتنامي لروسيا كـ"داعم ونموذج رؤى أساسية" للإردوغانية الجديدة، بحسب سونر كاجابتاي، في تقرير نشره موقع "فورين أفيرز" (*).
ليس من المبالغة القول إنّ احتفالات فوز "غالطا سراي" ببطولة الدوري التركي بكرة القدم، هنا في حي "شيشلي" في اسطنبول، تفوّقت على احتفالات أنصار الرئيس رجب طيب إردوغان بفوزه في الإنتخابات الرئاسية. فلنفترض، وهي فرضيّة ممكنة، أنّ اسطنبول التي انقسمت بشكلٍ حادٍ وعامودي في الإنتخابات، عادت لتتوحّد خلف ناديها العريق اليوم، ولعلّها من المرّات النادرة التي يجتمع فيها إردوغان وكمال كليتشدار أوغلو على تهنئةٍ هذا النادي على إنجازه الكبير.
الجمهور التركي سيكون يوم الأحد في 28 أيار/مايو المقبل على موعد متجدد مع صناديق الإقتراع الرئاسية، لكن من كان ليُصدّق قبل أكثر من عشرين عامًا، أنه سيرى كل هذا الإهتمام العالمي بالإنتخابات التركية؟
هناك مثل شعبي تركي يقول: "ليس المهم خديجة، بل المهم النتيجة". بهذا المعنى ليس مهمًا أن تشهد تركيا غداً (الأحد) أهم انتخابات رئاسية وبرلمانية في العقود الأخيرة. الأهم ما ستسفر عنه من نتائج إما تعيد رجب طيب إردوغان إلى الحكم أو تحيله وحزب العدالة والتنمية إلى صفحات التاريخ التركي.. ولطالما كانت حافلة بالشخصيات والأحداث!
من يود أن يفهم حجم التحوّل الذي أحدثه حزب العدالة والتنمية في المجتمع التركي خلال عشرين سنة مضت من إمساكه بالحكم، عليه أن يتابع أجواء التنافس الإنتخابي، عشية الإنتخابات الرئاسية والتشريعية المقررة يوم الأحد في 14 أيار/مايو المقبل.
في الرابع عشر من أيار/مايو المقبل، انتخابات مفصلية في تركيا، أكان لرجب طيب إردوغان نفسه أم للبلاد والمنطقة بشكل عام. الحماسة الانتخابية في تزايد مستمر، هذا في وقت وضع المرشحون الأربعة لرئاسة الجمهورية برامجهم الانتخابية التفصيلية.