الألم Archives - 180Post

slider.jpg

رأينا في الجزء السّابق من هذا المقال أنّ صرحَ لايبنيتز الفلسفي-الذّهني-النّظري جدّيٌّ ومتينٌ وقويٌّ جدّاً برأينا. بل إنّه، وبسبب انطلاقه من صفات الكمال المُطلَق، يكاد يبدو وكأنّه.. "كامل"، لكن ذلك قد يصحّ فقط من وجهة النّظر المفاهيميّة (Conceptuelle) كما رأينا أيضاً، أي من زاوية عالمَي الأفكار والمفاهيم (وبشكل غالب).

tumblr_loar4sHOXa1qbcporo1_640.jpg

رأينا في المقال السّابق حول الألم أنّ كلّ هذه التّساؤلات الأساسيّة لا بدّ وأن توصل إلى سؤال "وجود (أو تواجد) الشّرّ"، وبالتّالي إلى الاصطدام الفلسفي القديم-العظيم: إنّه الاصطدام أو الارتطام الموجع جدّاً – بالنّسبة إلى الكثيرين – بسؤال الثيوديسا La Théodicée. إذ: مهما كانت نظرتنا الوجوديّة (Ontologique) فيما يخصّ وجود أو تواجد الألم والشّرّ، لا بدّ وأن نرتطم بعاملٍ مهمٍّ متأتٍّ من معتقدات الأديان السّماويّة الإبراهيميّة بشكل خاص: الخير والعدل المُطلَقَين "للإله".

سلايدر-1.jpg

يسيرُ بعضُ المدرّبين الشّخصيّين والمعالجين النّفسيّين، بالإضافة إلى بعض المدارس الفكريّة "الشّعبيّة" الحديثة: يسيرون في اتّجاهٍ خاطئٍ وخطيرٍ جدّاً برأيي. أقصد أنّهم: يسيرون في اتّجاه إفهام أو إيهام النّاس، لا سيّما منهم الشّباب، أنّه بالإمكان الوصول – "يوماً ما" من حياتهم – إلى عيشٍ بلا ألَم. أي: كأنّما يمكن الوصول، يوماً ما، إلى حياةٍ تكادُ تكون خاليةً من الألم.