منذ أن إنوجد لبنان المستقل في العام 1943، إنوجد معه الاغتيال السياسي. ليس ذلك مدخلا لتقبل الأمر أو تبريره، إنما للدلالة على مسار يتكرر من دون اجراء ما.. لعله يوقفه.
منذ أن إنوجد لبنان المستقل في العام 1943، إنوجد معه الاغتيال السياسي. ليس ذلك مدخلا لتقبل الأمر أو تبريره، إنما للدلالة على مسار يتكرر من دون اجراء ما.. لعله يوقفه.
في يوم تشييع رئيس الحركة الوطنيّة اللبنانيّة كمال جنبلاط (اغتيل في 16 آذار/مارس 1977)، روى جورج حاوي الأمين العام السابق للحزب الشيوعي اللبناني، أمام بضع شخصيّات كانت تشارك معه في التشييع ما يلي: "كنتُ أرافق المعلّم كمال جنبلاط في طريق العودة من دمشق، بعد لقاءٍ عاصف ومتوتّر له مع الرئيس السوري حافظ الأسد. فهمس لي قائلاً: لقد اتُّخِذ القرار باغتيالي يا جورج".
الإغتيال السياسي على إمتداد تاريخه لم ينجح في منع المستقبل. كل إغتيال سياسي شكّل محاولة فاشلة لمنع حاضر أو ماضٍ من أن يمضي بلا أسف. الحقيقة الوظيفية للإغتيال هي أن يكون على الضد من السياسة. الإغتيال نقيض السياسة. المرعب في الإغتيال أنه دائماً ضد التنوير. هو منحازٌ بطبيعته إلى الظلامية. إلى التقوقع بلا هوادة.