"الحدود موجودة في كل مكان، من أكثر الخطوط دنيوية المرسومة على صفحة بيضاء، للحدود المعقدة، للسحابة والسماء" [1] لكن هل يتخطى البعض الحدود تلك؟ ولم يتخطوها؟ وهل هو نوع من خلق الجنون أو نوع منه؟
"الحدود موجودة في كل مكان، من أكثر الخطوط دنيوية المرسومة على صفحة بيضاء، للحدود المعقدة، للسحابة والسماء" [1] لكن هل يتخطى البعض الحدود تلك؟ ولم يتخطوها؟ وهل هو نوع من خلق الجنون أو نوع منه؟
هي المعضلة الأصعب، أن تحاول معرفة آخر أفكار من قرّر أن يُنهيَ حياته، فترتبك في رؤية صورته عندك: أهو غاية في الشجاعة والحكمة أم هو على المقلب الآخر من الخوف والهرب واليأس؟
قبل نحو عشر سنوات، كان بائع الخضار التونسي المتجوِّل محمد البوعزيزي يسوق عربته في أحد شوارع مدينة سيدي بوزيد. فاعترضت سبيله شرطيّة وصرخت به بالفرنسيّة:"Dégage" (إرحل). بحجّة أنّ البيْع ممنوع للباعة المتجوّلين في ذاك المكان حيث كان يقف. ولمّا حاول البوعزيزي ثنيها عن مصادرة عربته وبضاعته، دفعته وصفعته أمام الناس.
ساد الهرْج والمرْج في بلدة عبيه الجبلية، أثناء مراسم التشييع الرمزي للشابّة إنعام حمزة عضو جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، التي استشهدت في مزارع شبعا المحتلة عام 1990 في عملية فدائية ضد الإحتلال، قطّعت جسدها أشلاءً، أعيدت رفاته، بعد تسعة وعشرين عاماً، ليوارى ثرى مسقط رأسها.