هل لا زال بالإمكان إنقاذ لبنان، أم سبق سيف العزل وسنكون من الآن فصاعداً شهوداً على تحقّق نبوءة وزير خارجية فرنسا جان إيف لودريان عن زوال لبنان عن الخريطة؟
هل لا زال بالإمكان إنقاذ لبنان، أم سبق سيف العزل وسنكون من الآن فصاعداً شهوداً على تحقّق نبوءة وزير خارجية فرنسا جان إيف لودريان عن زوال لبنان عن الخريطة؟
تقسمنا حتى الفتات فماذا بعد؟ فيما العالم يلملم بعضه، بقينا نحن نفتت المفتت ونتحول إلى التناهي فى الصغر ربما ليس حجما جغرافيا بل حجما على خارطة العالم المتحول والمسموع والقادر على أن يضع مطالبه ورغباته وربما حتى أجنداته.
أفضل ما يمكن أن يحدث للطبقة السياسية المسيطرة في لبنان، وهو أسوأ ما سيكون للناس، ما يسعُنا أن نُطلق عليه تسمية "الإنهيار الطويل المنخفض الشدة". وإذ يبدو ذلك من المفارقات، لكنه إنهيار يُتوقَعُ أن يمتد لعقد من الزمن أو اكثر، ويتدرج على مراحل غير قصيرة "تُفرمل" بعض إنزلاقاته القوية بين فينة وأخرى، من دون مقاربة جدية لمشاكله البنيوية. وهذا ليس بجديد على طبقة سياسية إمتهنت منذ زمن سياسة حافة الهاوية وشراء الوقت حتى تستفيد من حصول لحظة تقاطع مصالح إقليمية ما، تستغلها لإبقاء إستحواذها وإستيلائها على موارد الدولة والاقتصاد.
تجميد الأصول المالية العائدة لعدد من المصارف اللبنانية ورؤساء مجالس اداراتها، بقرار من النائب العام المالي علي ابراهيم ثم قرار النائب العام التمييزي غسان عويدات بتجميد التجميد، أكثر من مجرد تضارب في الصلاحيات بين مرجعيتين قضائيتين. كما لا يمكن اعتبار ما حصل تبايناً في الإجتهاد الدستوري. الأمر في حقيقته هو صراع مصلحي متفاقم بين شركاء في تفليسة يشهد محاولات لتمويهه بصيغ وحيل قانونية.