هل تحوّلت المبادرة الفرنسية إلى عبء على الفرنسيين بعدما أقفلت الأبواب اللبنانية بوجهها أم تملك فرصة جديدة، عبر إعادة تعويمها أوروبياً وفاتيكانياً؟
هل تحوّلت المبادرة الفرنسية إلى عبء على الفرنسيين بعدما أقفلت الأبواب اللبنانية بوجهها أم تملك فرصة جديدة، عبر إعادة تعويمها أوروبياً وفاتيكانياً؟
من السمات المستقرة في السياسة اللبنانية أن تبقى أنظار مختلف القوى والمكونات السياسية مشدودة ولو بدرجات مختلفة إلى الخارج الإقليمي بشكل خاص والمتأثر بالطبع بدرجات مختلفة بالخارج الدولي وتحديدا دور القوى الدولية الكبرى في الإقليم، وذلك لمراقبة اتجاه الرياح السياسية ومدى ملاءمتها لهذا الطرف أو ذاك فى لبنان: فهل هي نحو مزيد من الصدام والمواجهة بجميع أشكالها التي عادةً ما يكون لبنان رهينة لها أو إحدى ضحاياها والحامل للكثير من تكاليفها التي عادة ما تفوق طاقته، أم أن الرياح تتجه نحو التهدئة والصفقات والتفاهمات الموقّتة أو الطويلة الأجل، الشاملة أو المحدودة، والتي تساهم بإستقرار مرحلي للبنان ولو استفاد طرف لبناني أكثر من طرف آخر في بعض الحالات.
ساهمت التكنولوجيا الحديثة في تقريب المسافات بين الشعوب، وأزالت القيود الجغرافية بحيث لم تعد المعلومة تمرّ عبر القنوات الرسمية بل تصل مباشرة إلى الجمهور. لذا، لم تعد الحكومات هي السباقة في تقرير الموقف وتقديره، إذ يسبقها الرأي العام بحيث تجد نفسها مضطرة إما لمجاراته أو محاولة تصويب موقفه.
تمارس الطبقة السياسية في لبنان على مجتمعها العنف الذي يتدرّج من القسر والإكراه ليصل الى الانفجار الكبير في 4 أب/أغسطس 2020.
تميزت مذكرة "الحياد الناشط" التي أذاعها البطريرك الماروني بشارة الراعي من المقر البطريركي الصيفي في الديمان، بقراءة تاريخية غلبت عليها نبرة يمينية لا تمت بصلة إلى أدبيات بطريركية أنطاكيا وسائر المشرق، وتذكّر ببعض أدبيات اليمين اللبناني إبان الحرب الأهلية في لبنان.
تتراكم الأسئلة اللبنانية، لكنها تكاد تلتقي عند سؤال الصيغة التي ستحكم لبنان في المرحلة المقبلة.