في قلب القارة التي وُلدت فيها الفلسفة الحديثة، يتأمل العقل الأوروبي ذاته كمن ينظر إلى نهرٍ جفّ ماؤه وبقيت فيه الحجارة شاهدة على زمنٍ كان مفعماً بالضوء.
في قلب القارة التي وُلدت فيها الفلسفة الحديثة، يتأمل العقل الأوروبي ذاته كمن ينظر إلى نهرٍ جفّ ماؤه وبقيت فيه الحجارة شاهدة على زمنٍ كان مفعماً بالضوء.
جالسين كنّا على طاولة عشاء عمل، داخل مطعم يقع في مدينة أوروبيّة مركزيّة بالنّسبة إلى العمل الماليّ والأسواق الماليّة؛ هذا النّوع من العمل، كما تعلم عزيزي القارئ على الأرجح، يُشكّل مجالي المهنيّ الأساسيّ بل الوحيد. ليس هوايتي الوحيدة، ولكنّه مهنتي الوحيدة؛ نعم.
أجد أنه من المضحك جداً الحديث عن اليسار واليمين في السياسة وبخاصة في الاقتصاد. إن الاعتقاد الدائم بوجوب التمييز بين الحركات السياسية التي تدعي أنها يمينية أو يسارية أصبح بلا معنى. يسري ذلك على من يُصنِّف أو يُقسِّم البلدان أو الشعوب بين تقدمية يسارية وليبراليية يمينية.
النجاح الذي حقّقه جيرت ويلدرز (Geert Wilders) وحزبه في الإنتخابات الهولنديّة الأخيرة يُعيدنا بالذاكرة إلى زمن شيوع الفاشيّة في أوروبّا في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي. فهل نحن أمام عودة إلى تلك التجربة، أم أنّ فاشيّة "الغرب" متأصّلة فيه لكنّها كانت تتلطّى منذ نهاية الحرب العالميّة الثانية وراء قناع الليبراليّة.
يكشف الأدب عما في المجتمعات من اختلال في القيم واتجاهات التفكير والفعل، ويُقدّم استبصارات لما يُمكن أن تؤول إليه الأمور. صحيح أنه لا يُنتج خُطباً أو نصوصاً أو مشروعات سياسية بالضرورة، لكنه يقول الكثير مما يُمكن أن يقال.
لو أجرينا استفتاء عالمياً اليوم وسألنا الأطفال:"هل تعرفون من هو السيد المسيح، ومن هو بابا نويل"؟ على الأرجح، سيتبين لنا أن هؤلاء الأطفال يعرفون صاحب الثوب الأحمر واللحية البيضاء أكثر. لو أحصينا مجموع ما يأكله المسلمون في رمضان الصوم، لاكتشفنا أنهم ينفقون في شهر الزهد أكثر مما ينفقونه في أي شهر آخر، برغم ان الصوم يفترض قليلا من الطعام وكثيرا من العبادة والإحسان.