
"أنت لا تستطيع أن تمنع الطيور السوداء من أن تحلق فوق رأسك، ولكنك تستطيع أن تمنعها من أن تعشش في رأسك" (مثل صيني)
"أنت لا تستطيع أن تمنع الطيور السوداء من أن تحلق فوق رأسك، ولكنك تستطيع أن تمنعها من أن تعشش في رأسك" (مثل صيني)
عاش فوكوياما يثير صخباً ويغيب. فاجأ الكثيرين بنظرية عن نهاية التاريخ. أدت وظيفتها ورحلت مخلفة وراءها قلة محدودة من المنظرين ورجال السياسة في الغرب. عاشت هذه القلة سنوات تنشر التفاؤل الذي توهمته نظرية نهاية التاريخ وإنتصار الديموقراطية الليبرالية نصراً أبدياً.
كيف نعيشُ مَعاً؟ ثبُت أن لا جواب، حتى الآن. الإنسانية، بكل فلسفاتها وأديانها وعقائدها وأنظمتها، لم تجترح جواباً عن هذا السؤال؟
يعطينا الحجر الصحي المنزلي مناسبة للتفكير النقدي، خاصة وأننا أمام حدث تاريخي غير مسبوق، قد تكون له تداعيات زلزالية.
جلست حائرا أمام خبر وُرد في مقال بصحيفة أجنبية، وللأمانة يجب أن أعترف أن بعض الألم انتابني وأنا أبحث عن تعليق مناسب. المقال يناقش متفائلا تجارب التكامل الإقليمي رغم الوضع المحزن الذي تمر فيه التجربة الأوروبية، وقد فاته أن يأتي على وضع دافع لحزن أشد وهو وضع الجامعة العربية. اكتشفت بعد قليل أن وراء تفاؤله مشروعا لتكامل جديد بين دول وسط آسيا، كلها، وأقصد دول وسط آسيا وبدون استثناء عاشت طويلا في ظل تكامل إجباري فرضته عليها موسكو إبان عهد الهيمنة السوفييتية. قرأت وتأملت وعلقتُ هامسا للصديقة التي أقنعتني بضرورة قراءة المقال، علقت هامسا وأخشى أن أضيف إلى الهمس صفة السخرية، قلت لها بالعامية المصرية "كان غيرهم أشطر".