
قبلَ قرْنٍ ونيِّفٍ كان لبنان. إنشاؤُهُ تمَّ بتسويةٍ فرنسيةٍ-بريطانية ضمن سايكس – بيكو. وُلِدَ الكيانُ أشْوهَ. وَنَمَا مشوَّهاً.. وعندما أعلنهُ الجنرال الفرنسي غورو من بيروت أثارَ الانقسامَ فوراً.
قبلَ قرْنٍ ونيِّفٍ كان لبنان. إنشاؤُهُ تمَّ بتسويةٍ فرنسيةٍ-بريطانية ضمن سايكس – بيكو. وُلِدَ الكيانُ أشْوهَ. وَنَمَا مشوَّهاً.. وعندما أعلنهُ الجنرال الفرنسي غورو من بيروت أثارَ الانقسامَ فوراً.
غليانٌ استراتيجيٌ يُحيط بلبنان.. هذا أقلُّ ما يُوصَفُ به وضعنا الراهن. لا يخدعنَّ وقفُ إطلاق النار أحداً. ولا يتوهمَّنَ أحدٌ أنَّ الصدفةَ وحدَها تكمُنُ خلف تزامنِ وقفِ إطلاق النار هنا، والعودة إلى إطلاق النار في سوريا. وبين هذين الحدَّينِ وحدة سوريا في خطر، ووحدة لبنان في خطر.
بتاريخ 17 كانون الثاني/ يناير 2022 نشر موقع 180postبحثاً مُهمّاً للباحث الدكتور عقيل سعيد محفوض بعنوان "الفيدرالية حل أم مشكلة لسوريا" (*)، وهو برأينا يفتح الباب لمزيد من التعاطي الموضوعي والعلمي مع قضية غلب على المتعاطين معها، إيجاباً وسلباً، الجانب العاطفي.
النّظام اللّبناني الطّائفي لم ينجحْ، لا قبل الطّائف ولا بعده. الكِيان اللّبناني ككلّ في أزمة وجوديّة متجدّدة. أمّا الأطبّاء المعالِجون فأغلبهم من المتسبّبين - غير ذوي الكفاءة - بهذه الكارثة. وخلف حفلات الخلاف والتّسويات اليوميّة والأسبوعيّة والشّهريّة بينهم.. جميعهم يعلمُ جيّدا، برأيي، أنّ البلد أمام خيارَين لا ثالث لهما، إذ لم تعُد تنفع "الوسَطيّة" (ولو كانت "ميقاتيّة") مع الحالة اللّبنانيّة.