
يشهد العديد من دول العالم اندفاعات قومية، ما يزيد من دور الثقافة التقليدية في الحياة اليومية، ويعزز الجهود الهادفة إلى الاستقلال عن الخارج، وتعزيز استقلالية القدرات الدفاعية، فيما يتم التمسك بنظام ما بعد الحرب العالمية الثانية فقط عندما تكون مناسبة.
يشهد العديد من دول العالم اندفاعات قومية، ما يزيد من دور الثقافة التقليدية في الحياة اليومية، ويعزز الجهود الهادفة إلى الاستقلال عن الخارج، وتعزيز استقلالية القدرات الدفاعية، فيما يتم التمسك بنظام ما بعد الحرب العالمية الثانية فقط عندما تكون مناسبة.
اقتربت إسرائيل مرة جديدة نحو سيناريو الانتخابات التشريعية المبكرة، التي ستكون الرابعة في غضون عامين. شركاء بنيامين نتياهو في الائتلاف الذي يرأسه، بالتناوب مع بيني غانتس، تقاطعوا مع المعارضة الإسرائيلية في تصويت أولي لإسقاط حكومة الوحدة التي تشكلت قبل ستة أشهر بعد مخاض طويل.
أطل المحلل الإسرائيلي بن كاسبيت في مقالة له في موقع "المونيتور" للتحذير من أن خطر الحرب الأهلية يقترب يوماً بعد يوم من الدولة العبرية.
حقق زعيم الليكود، ينيامين نتنياهو، حلم حياته وقاد الليكود في الانتخابات الأخيرة نحو الحصول على أكبر عدد مقاعد متفوقا على خصومه في حزب "أزرق أبيض" بزعامة الجنرال بني غانتس. كما أن معسكر اليمين الذي يقوده نتنياهو أفلح في الحفاظ على قوته كما تبدت في دورتي الانتخابات الأخيرتين وظل على ولائه لنتنياهو مرشحا لرئاسة الحكومة المقبلة. ولكن كل ذلك لم يحقق، على الأقل وفق النتائج الأولية المعلنة، حتى الآن لنتنياهو مراده. فأمر الحكومة المقبلة لم يحسم وبقيت الأزمة على حالها رغم كل ما ظهر من معطيات وتطورات. وظل مصير رئاسة الحكومة المقبلة في جيب زعيم "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان الذي كرر تأكيده بأنه لن يشارك في حكومة يرأسها نتنياهو ويشارك فيها الحريديم.
إسرائيل في مأزق سياسي أبعد من صناديق الإقتراع. تشي بذلك إستطلاعات الرأي الأخيرة عشية الإنتخابات النيابية وكذلك مواقف الكتل والأحزاب السياسية. يقود ذلك للإستنتاج بأن ثمة إنتخابات تشريعية رابعة، إلا إذا حصلت مفاجآت في يوم الإنتخابات، مثل تدني نسبة التصويت عند الناخبين اليهود أو إرتفاعها عند الناخبين العرب، في ظل مناخات تتحدث عن إحتمال تراجع المشاركة بسبب فيروس "كورونا" الذي وصل إلى إسرائيل وكذلك بسبب حالة القرف التي بدأت تصيب بعض الناخبين جراء تكرار الإنتخابات ثلاث مرات في أقل من 11 شهراً.
تبين إستطلاعات الرأي الإسرائيلية أن أيًا من معسكري بنيامين نتنياهو (الليكود) وبني غانتس (أزرق أبيض)، لن يتمكن من حسم الانتخابات التشريعية الثالثة، في غضون أقل من سنة، والمقررة في الثاني من آذار/مارس المقبل، بما يؤهله للحصول على أغلبية برلمانية في الكنيست (61 مقعدا من أصل 120) تتيح له تشكيل ائتلاف حكومي، الأمر الذي يؤشر إلى أن الأزمة السياسية مستمرة، ومعها يبقى إحتمال الدعوة إلى إنتخابات للمرة الرابعة مرجحاً. هل يمكن أن تعدّل القائمة العربية المشتركة أرقامها من 13 إلى 15 مقعداً؟
استعرض رئيس قسم العمليات في الجيش الصهيوني، الجنرال أهرون حليوة، خريطة التهديدات التي تواجهها الدولة العبرية، وحذر من "تدهور الوضع الأمني"، مبيناً أن "كل المؤشرات تظهر أن العام 2020 سيكون عاماً سيئاً، وسوف ينطوي على احتمالات سلبية على مصالح إسرائيل".
قررت الكنيست الصهيونية منتصف ليل الأربعاء ـ الخميس الماضي حل نفسها وإجراء انتخابات عامة في الثاني من آذار/مارس المقبل. يعتبر قرار حل الكنيست هذا سابقة تاريخية لأنه يعني أن الدولة العبرية اضطرت لإجراء انتخابات عامة للمرة الثالثة في غضون عام واحد، بسبب عجز حلبتها السياسية عن تشكيل أي نوع من الائتلاف الحكومي الضيق أو الواسع.