
أتصور أن الرأي بدأ يستقر عند نظرية عنوانها يشي بأن النظام الدولي الذي كان جيلي شاهداً على ولادته خلال نهايات الحرب العالمية الثانية يدخل بالفعل هذه الأيام مرحلة أفوله.
أتصور أن الرأي بدأ يستقر عند نظرية عنوانها يشي بأن النظام الدولي الذي كان جيلي شاهداً على ولادته خلال نهايات الحرب العالمية الثانية يدخل بالفعل هذه الأيام مرحلة أفوله.
نعيشُ مرحلة غير عادية. نسأل كثيراً ونتساءل أكثر. نعرف أن تيارات تجرفنا ولكن إلى أين؟ لا ندري. العالم من حولنا يتغير وما زال السؤال يُلحّ إن كنا حقاً تغيرنا معه. تُثبت الأيام الصعبة التي نمر فيها أن أحداثاً عظيمة وقعت ما كان يجب أن تقع وأن أحداثاً كثيرة عادية لم تقع وكان يجب أن تقع. أتحدث هنا عنا كعرب برغم علمي أن العروبة لم تعد بالضرورة هوية كل العرب.
أقول لو أننا تركناهم يُنفّذون الخطط والمشروعات التي أعدّوها لنا ولغيرنا، بل ولهم هم أنفسهم، لوجدنا أنفسنا بغير إرادتنا في عالم غير عالمنا ونحو مصير غير ما كنا نود وكل بلادنا بحدود غير ما سبق ورُسِم لنا. أراهم وأرانا على النحو الآتي:
بأي حساب لم تكن الأسابيع الأخيرة مرحلة طيبة في التاريخ الحديث للمنطقة التي نعيش فيها، وككل مراحل التاريخ يصعب جداً تحديد نقطة بداية هذه المرحلة وبطبيعة الحال يصعب أيضاً وربما أكثر التنبؤ بلحظة نهايتها.
قرأت مقال الزميل الدكتور مالك أبو حمدان المثير والمعنون "هل يصبح الأمير محمد ملك العرب"، في موقع "180post" وأود أن أتقدم بجملة ملاحظات وأفكار وتساؤلات:
قبل ثلاثين سنة كنا نناقش بجرأة سيناريوهات المستقبل واثقين من أن ما في حوزتنا من معلومات عن تاريخ التطور الإنساني وتجاربنا لا بد أن يسمح لنا باستشراف ما هو آت إلى درجة معقولة. كثيراً ما تداولنا عابرين شئون الماضي ولم نتوقف يوماً عندها أكثر مما تستحق.
فُرجت. التقى "العرب" في قمة "الأعدقاء". تم تكنيس العداوات. الماضي؟ كأن شيئاً لم يكن. سوريا عادت أو أعيدت الى الاحضان "العربية" المطعمة بدول "التطبيع" جلسوا كلهم. علكوا كلاماً "موزوناً" خرجوا ليعودوا إلى ممارسة "سلطاتهم" بالحياد الظاهر.
لا دليل ثابتاً يدفع للاعتقاد في أن القمة العربية التي تنعقد في نهاية هذا الأسبوع في مدينة جدة السعودية سوف تصنع قرارات تُرمّم ما تصدع من ثوابت أو سياسات تُصحّح ما تشوّه من نوايا طيبة.
ليس جديداً أن النظام العالمي غير قادر على حماية نفسه. اعتبر أنه انتصر على شعوبه بعد ثورة 2011. فإذا التشققات تظهر في تلافيفه.
"عدم اليقين" ربما كانت العبارة الأكثر تداولا في الكتابات السياسية في المرحلة الراهنة من مراحل تطور البنى والأفكار السياسية. العبارة في حد ذاتها لا تعني الكثير. مثلا لا تعني حال توقف أو شلل وفي الوقت نفسه لا تعني بالضرورة حال سيولة. ولما كانت لا تعني الكثير لدى الكثيرين راح بعضهم في محاولة شرح ما يجري أو ما يرى ويراقب يستخدم عبارات أو كلمات مثل فوضى وعدم استقرار ومرحلة انتقالية أو ضبابية. المهم أيضا أن العبارة كما نتداولها لا تشي باقتراب اليقين منا أو اقترابنا منه.