استقرت التوليفة الإعلامية للقاء القمة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ، على معادلة لا غالب ولا مغلوب في ضوء توصل القطبين الكبيرين إلى هدنة مؤقتة لمدة سنة في حربهما التجارية.
استقرت التوليفة الإعلامية للقاء القمة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ، على معادلة لا غالب ولا مغلوب في ضوء توصل القطبين الكبيرين إلى هدنة مؤقتة لمدة سنة في حربهما التجارية.
منذ العصور القديمة، كان الصراع على الممرات والمضائق والقنوات هو المحرك الأساسي لإعادة تشكيل خرائط النفوذ العالمي. فطريق الحرير، الذي امتد من الصين وصولاً إلى أوروبا عبر آسيا الوسطى والشرق الأوسط، لم يكن مجرد طريق تجاري بل كان مساراً استراتيجياً حدد موازين القوى بين إمبراطوريات ذلك الزمن.
يقول وانغ إيوي، مؤلف كتاب "الحزام والطريق"، "إن المبادرة ليست مقطوعة موسيقية تعزفها الصين بصورة منفردة، بل إنها سيمفونية جماعية لكلّ الدول على طول خط الحزام والطريق"، ويضيف أنها لا تؤدي دورًا في التعبير عن حلم الصين فحسب، بل في ترجمة أهداف الأمم المتحدة في السلام والتنمية، ولا سيّما التنمية المستدامة لعام 2030، وتجسّد المسؤوليات العالمية، التي تضطّلع بها الصين بعد نهضتها.
يتخطّى اسم أوراسيا الكلمة المركبة، التي تجمع أوروبا وأسيا، ليصل إلى جمع الجغرافيا بالسياسة (جيوبوليتيك)، في إطار استراتيجية دولية، تتصارع فيها وحولها قوى كبرى من داخلها ومن خارجها. وقديمًا قيل من يمتلك أوراسيا يهيمن على العالم.
لا يمكن تقييم مجريات الحرب في أوكرانيا من خلال التطورات الميدانية، كراً وفراً، بل عبر النظر إليها بمنظار استراتيجي، وخصوصاً إلى أطرافها الحقيقيين، وهما هنا الولايات المتحدة وروسيا.
يعود الشرق الأوسط بقوّة إلى قلب السياسة العالمية والصراع الدائر حول أوكرانيا بين روسيا والغرب، مدفوعاً بالأهمية الحيوية للقضايا التي تناولتها قمّة جدّة العربية ـ الأميركية، ثم قمّة طهران الروسية ـ الإيرانية ـ التركية.