هل آن أوان المفاوضات من أجل التوصل إلى تسوية روسية أوكرانية، أم أنه آن أوان الضربة الروسية ذات الطابع النووي التكتيكي؟
هل آن أوان المفاوضات من أجل التوصل إلى تسوية روسية أوكرانية، أم أنه آن أوان الضربة الروسية ذات الطابع النووي التكتيكي؟
في 30 أيلول/سبتمبر، وبعد سلسلة استفتاءات، أعلنت روسيا ضم أربع مناطق أوكرانية. جاء الضم وسط تلويح بالخيار النووي وتعبئة "جزئية" سُرعان ما تحولت إلى حالة ذعر وقلق في الشارع الروسي. مع هذه التطورات، تصبح أوكرانيا "بمثابة حبة دواء سامة، وفلاديمير بوتين في سعيه لابتلاعها يحكم على نفسه بالهزيمة"، بحسب تاتيانا ستانوفايا (*) في تقرير نشرته "فورين أفيرز".
على عكس التطلعات الأميركية، قرّرت "أوبك +" خفض انتاج النفط عالمياً. قرار رأت فيه الإدارة الأميركية انحيازاً من المنظمة، وعلى رأسها السعودية، لمصلحة روسيا. هذا القرار يُعيد طرح السؤال إزاء مستقبل العلاقات السعودية الأميركية ومدى واقعية استمرار وصف تلك العلاقات بـ"الاستراتيجية" مقارنة بالعلاقات السعودية الروسية التي تتقدم باطراد.
حتى لحظة إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن الخميس، أن التهديد النووي في أعلى مستوياته منذ أزمة الصواريخ الكوبية قبل نصف قرن، كان المسؤولون الأميركيون غير مقتنعين بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيعمد فعلاً إلى الضغط على الزر النووي، سواء كان تحذيرياً أو تكتكياً أو إستراتيجياً، في حال ساءت أحوال جيشه أكثر في الميادين الأوكرانية، ولمس "تهديداً وجودياً" لوحدة الأراضي الروسية.
الآن وقد شهدنا لحظة توقيع فلاديمير بوتين رسمياً على قرارات ضم المناطق الأوكرانية الأربع إلى الاتحاد الروسي، تزامناً مع الاندفاعة العسكرية المضادة من جانب أوكرانيا واستعادة مساحات في غرب ما اقتطعته روسيا من مناطق، وكذلك مع إعلان موسكو حشد قوات بمئات الآلاف من الأفراد الإضافيين.
قرار روسيا الاتحادية ضم مناطق أربع من أوكرانيا إليها، وهى لوجانسك ودونيتسك وخيرسون وزابوريجيا، فى استفتاء تم فى خضم الحرب القائمة وباعتبار أن لهذه المناطق علاقات تاريخية خاصة مع روسيا، شكل خطوة تصعيدية كبيرة فى الحرب الدائرة.
في 37 دقيقة، هي مدة الخطاب الذي ألقاه في القاعة الفسيحة للقديس جرجس بالكرملين، لخّص الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رؤيته للصراع المصيري مع الغرب، محدداً موقع روسيا، تاريخياً وحاضراً ومستقبلاً، في أوروبا والعالم، إنطلاقاً من الحرب التي تخوضها اليوم في أوكرانيا.
إذا استثنينا متغيّر الحدث المتمثل بضم الأقاليم الأربعة من أوكرانيا (خيرسون وزابوريجيا ودونيتسك ولوغانسك) إلى بلاده، فإن خطاب فلاديمير بوتين الأخير هو خطاب تذكيري بالثوابت الإستراتيجية، من وجهة نظر الوطنية الروسية التي يمثّلها ويراها صاحب القرار في الكرملين.
نشر موقع Eurasia review مقالا للكاتب أمب أميت داسجوبتا بتاريخ 21 سبتمبر/ايلول تناول فيه ضرورة صياغة سياسة خارجية هندية قوية تقيها المخاطر المحدقة بها من جيرانها واضطرابات النظام الدولى.
على مدى الأشهر الستة الماضية، فرضت 38 دولة غربية وآسيوية وابلاً متزايداً من العقوبات ضد روسيا ردا على عمليتها العسكرية في أوكرانيا.. صحيح أن العقوبات قد أضرّت بروسيا، لكنها لم تهزمها، وكل ما فعلته هو مزيد من الأذية لشعوب جنوب الكرة الأرضية، كما يشرح نيكولاس مولدر (*) في هذا التقرير.