تهجير غزة Archives - 180Post

800-40.jpg

لم يكن صعباً على الرئيس الملياردير دونالد ترامب، وهو الذي يتباهى بعبقريته وإنجازات فريقه، أن يُوحي أنّ بإمكانه التغلب على قوانين التاريخ في شأن صعود الإمبراطوريات وهبوطها، وذلك لجعل أميركا عظيمة مجدداً بفضل العصا السحرية للعلاقات الشخصية والصفقات التي يُجيدها.. وربما رأى نفسه قائداً مُتوجاً على طريق الفاتحين الكبار بين روما ومصر وهو القائل "كان يتعيّن انتظار انقضاء ثلاثة آلاف سنة للوصول إلى هذه اللحظة" التي تشهد إعلان خطته للسلام في الشرق الأوسط.

war-is-over_.jpg

نفرٌ من الشباب استأذنوا لقضاء الجزء الأخير من يوم الإثنين الماضي عندي نشاهد معاً ونناقش تطورات حكاية صنع السلام في الشرق الأوسط. المناسبة هي زيارة الرئيس دونالد ترامب، صاحب مشروع العشرين نقطة، إلى القدس وشرم الشيخ للحصول على توقيعات عدد مختار من قادة الدول على ما تسمى "خطة ترامب".

800-26.jpg

قبل ما يُقارب النصف قرن، وتحديداً في العام 1977، كانت أنظار العام كلها تتجه إلى القدس المحتلة التي قرّر الرئيس المصري أنور السادات أن يكون أول رئيس عربي يزورها رسمياً بعد وقوعها في أسر الإحتلال. مسارٌ تُوّجَ بمعاهدة سلام بين الجانبين في العام 1979 برعاية الولايات المتحدة.

1000233639.jpg

في أعقاب "طوفان الأقصى" في خريف العام 2023، لم تعد إسرائيل تكتفي بمراجعة إستراتيجيّتها الأمنيّة؛ بل شرعت في عملية إعادة بناء هندسةٍ كاملةٍ لدولتها من الدّاخل، بما في ذلك عقيدتها العسكرية، وذلك في خدمة رؤيةٍ أمنيّةٍ جديدةٍ متطرّفةٍ لا مكان فيها للخطوط الحمر التقليديّة التي كانت راسخة قبل السابع من أكتوبر.

cartoon_CM25_leilão_humanitário.2.jpg

ليست المرة الأولى، التي يتعهد فيها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاعتراف بدولة فلسطين، ثم يتراجع تحت الضغوط الأميركية والإسرائيلية. لكن إعلانه الأخير المفاجىء، ليل الخميس الماضي، حول اعتزامه الإقدام على هذه الخطوة خلال الدورة العادية للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك في أيلول/سبتمبر المقبل، أثار أكثر من سؤال حول الدوافع التي حدت به إلى هذا الإعلان الذي ينطوي على رمزية كبيرة، أكثر من تأثيره على أرض الواقع.

elaosboa32170.jpg

بجانب إسرائيل، تعد إيران هى الفاعل الشرق أوسطى الآخر الذى لم يتوقف أبدا عن التوظيف الممنهج للأداة العسكرية طوال السنوات الماضية وإن سبق، على نقيض الدولة العبرية، التوظيف بالوكالة وتجنب الفعل المباشر. واليوم، وبعد مرور أكثر من عام على انفجار تشرين الأول/أكتوبر ٢٠٢٣، تغلب الخسائر الفادحة على حصيلة إيران الاستراتيجية.