إلى جانب الخصائص المحلية للصراع في السودان، لن يستغرق الوقت كثيراً حتى تبدأ الجوانب الإقليمية والدولية بالظهور، شأنها شأن الحروب السابقة التي مرّ بها هذا البلد وغيره من البلدان، وتأثرت بالخارج وتأثر الخارج بها.
إلى جانب الخصائص المحلية للصراع في السودان، لن يستغرق الوقت كثيراً حتى تبدأ الجوانب الإقليمية والدولية بالظهور، شأنها شأن الحروب السابقة التي مرّ بها هذا البلد وغيره من البلدان، وتأثرت بالخارج وتأثر الخارج بها.
تضع المواجهة بين عبد الفتاح البرهان ومحمد حمدان دقلو الملقب بـ"حميدتي" وحدة السودان ومكانة المناطق الطرفية على المحك.. الصحفية المتخصّصة في العالم العربي وبلدان شرق أفريقيا غوينايال لونوار كتبت تقريراً بالفرنسية في موقع "أوريان 21"، حول مجريات الوضع السوداني، ترجمه الزميل حميد العربي من أسرة الموقع نفسه إلى العربية.
محمد حمدان دقلو، أو "حميدتي" أي (المحبب) وهو لقبه المفضل. عمره دون الخمسين بسنتين، لكنه عمر بحيوات كثيرة: المتشرد، راعي الإبل، تاجر الماشية، المُهرّب، المقاتل، قائد الميليشيا المخيفة، الجنرال، السياسي، الثري، نائب الرئيس، والطامح الآن للقب الرئيس صاحب الثروة الخيالية، أو في أسوأ الأحوال أن يضيف إلى حيواته حياة المعتقل السياسي أو ربما "الشهيد"!
عرف السودان حروباً كثيرة منذ إستقلاله عن بريطانيا عام 1956. لكن الحرب التي تفجرت في 15 نيسان/أبريل الجاري بين الجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو "حميدتي"، تختلف إلى حدٍ كبيرٍ عن سابقاتها، شكلاً ومضموناً.. وربما على صعيد النتائج التي ستسفر عنها.
تلفّت عبد الفتاح البرهان حواليه، فوجد أن كل شيء يُغري لتنفيذ إنقلابه والتخلص من شركاء مدنيين زاحموه على السلطة وليس على السيادة، منذ خلع عمر البشير في 11 نيسان/أبريل 2019. وقتذاك، إنحنى العسكريون لعاصفة الإنتفاضة الشعبية ووافقوا مرغمين على إشراك المدنيين في جنة الحكم المعقود للجيش معظم الوقت منذ الإستقلال عام 1956 إلى يومنا هذا.
تداول السودانيون الأسبوع الماضي مقطعاً مصوراً يتحدث فيه الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) قائد قوات الدعم السريع (قدس) عقب تفقده لضحايا وجرحى وعائلات معركة مفاجئة في منطقة ريفية بالقرب من مدينة كادوقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان بين قواته ومجموعة عسكرية قبلية غير نظامية لكنها مرتبطة بالحكومة.
يدور في الساحة السياسية السودانية جدل كبير هذه الأيام حول طلب رئيس الوزراء عبد الله حمدوك بشكل فردي ودون حوار داخلي مع أطراف السلطة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بتشكيل بعثة للسلام في البلاد بموجب الفصل السادس من ميثاق المنظمة الدولية.