
ليت (أسماء) تعرف أن أباها صعد/ لم يمت/ هل يموت الذي كان يحيا/ كأن الحياة أبد/ وكأن الشراب نفد/ وكأن البنات الجميلات يمشين فوق الزبد/ عاش منتصباً، بينما ينحني القلب يبحث عما فقد (أمل دنقل).
ليت (أسماء) تعرف أن أباها صعد/ لم يمت/ هل يموت الذي كان يحيا/ كأن الحياة أبد/ وكأن الشراب نفد/ وكأن البنات الجميلات يمشين فوق الزبد/ عاش منتصباً، بينما ينحني القلب يبحث عما فقد (أمل دنقل).
بعد حوالي الشهرين على الحرب غير المسبوقة في الخرطوم وما تعرض له المواطنون من جرائم قتل، واختطاف، وتعذيب، واغتصاب، وانتهاك للحرمات، ونهب وسرقات، وحصار ونزوح إلى الداخل والخارج بمئات الآلاف إن لم يكن بالملايين، وتدمير معظم المنشآت المدنية ومؤسسات الدولة، فإنه يصعب العثور على شخص واحد من مواطني الخرطوم يرفض تحقيق انتصار حاسم للجيش على قوات الدعم السريع (ق د س) المتمردة سوى القائد العام للجيش نفسه، الفريق أول عبد الفتاح البرهان!
في الجزء الأول من هذه المقالة، قاربت كيفية تناول العلماء قضية الخيانة الوطنية ودوافعها والظروف التي تصنع الخونة في أوطانهم.. وفي هذا الجزء الثاني والأخير، ثمة تأملات أولية من وحي "حرب الخرطوم".
إني لأعجب كيف يمكن أن يخون الخائنون/ أيخون إنسانٌ بلادَه؟ إن خان معنى أن يكون، فكيف يمكن أن يكون؟
بوفاة الأستاذ الأمين محمد سعيد، الأمين العام للجبهة الشعبية للديمقراطية والعدالة، يوم الإثنين ١٥ نوفمبر/تشرين الثاني الحالي تطوي إرتريا صفحة من كتاب ضخم من الثورة، السياسة، الدبلوماسية، الثقافة، الأدب.. والعروبة.
حصل السودانيون على اسم بلادهم من لون بشرتهم وعرفت الأرض التي يقطنونها وامتداداتها من شرق القارة وحتى غربها في كتابات الرحالة والجغرافيين العرب باسم (بلاد السودان). إبان الفترة الاستعمارية كان هناك السودان الفرنسي الذي عرف باسم مالي بعد الاستقلال.. والسودان الإنجليزي المصري الذي هو جمهورية السودان الحالية وجمهورية جنوب السودان الناشئة.
متأخراً جداً، ومرتبكاً جداً.. اتخذ الفريق أول عبد الفتاح البرهان القائد العام للقوات المسلحة السودانية مجموعة قرارات لحل أزمة الشراكة المختلة في حكم الفترة الانتقالية عقب اسقاط حكم الرئيس السابق المشير عمر البشير وحلفائه الإسلاميين.
أحد أكبر نواقص السياسة وممارسة السلطة والحكم والإدارة في بلادنا أن العمل يسبق الفكرة، وأن التنفيذ يسبق النظرية لذلك فإن الساسة عادة ما يسلكون طرقاً وعرة للحصول على السلطة بما في ذلك القتل، والسجن بما يشمله من تعذيب قد يؤدي إلى الموت هو الآخر، والفساد الإداري والمالي، والعمالة للأجنبي والخيانة الوطنية بطبيعة الحال.
مرّ أسبوع كامل على الذكرى الـ٤٨ لقيام الولايات المتحدة بقتل الرئيس التشيلي المنتخب سلفادور الليندي في ١١ سبتمبر/أيلول ١٩٧٣م، وتنصيب الدكتاتور المجرم أوغستو بينوشيه على أنقاض قصر لامونيدا الفخيم.
ليس أسهل لفهم وتفكيك وقائع ومستقبل الحياة السياسية في السودان وتحولاتها من النظر في التأريخ السياسي لمصر، وليس، في هذا السياق، أيسر من القول بأن الكثير من مظاهر الحياة في السودان انعكاس - يتواصل أو يتقطع - للحياة في الجارة الشمالية الكبرى، وإن بدا في بعض الأحيان مكرراً بصورة تبعث على السأم، وفي البعض الآخر مشوشاً يبعث على الضجر!