كتبت محللة الشؤون العربية في "يديعوت أحرونوت" سميدار بيري مقالة اليوم تطرقت فيها إلى ما جرى في الأردن، ليل أمس، عندما توالت الأخبار عن إعتقالات.. وصولاً إلى القول إنه تم إفشال محاولة إنقلابية للإطاحة بملك الأردن عبدالله الثاني. ماذا تضمنت مقالة سميدار بيري؟
“أضيئت الأنوار الليلة الماضية في مقر المخابرات الأردنية في منطقة دابوق في عمان. توقفت عشرات السيارات أمام المبنى، وأنزلت محتجزين كانت وجوههم مغطاة بملاءات سوداء حتى لا يسهل التعرف عليهم، بينما كان يحيط بهم رجال الأمن. هؤلاء هم المشتبه بهم بالتعاون مع الأمير حمزة، الأخ غير الشقيق للملك الأردني عبد الله الثاني، المتهم بمحاولة انقلاب في القصر الملكي، حسب صحيفة “واشنطن بوست” أمس السبت.
وصلت قوة خاصة إلى الأمير حمزة (41 عاما)، لكنها تركته مع شقيقه الأمير هاشم، وأيضا مع أخ غير شقيق آخر، الأمير علي، في قصر العائلة في عمان. وقال ضابط اردني كبير في عمان الليلة الماضية “مثل هذا الشيء، وبهذا الحجم، بمشاركة كبار أعضاء العائلة المالكة، لم يحدث لنا من قبل”.
كان القصر محاطًا بالحراس ولم يُسمح بالدخول أو الخروج. كما ورد اسم متهم آخر هو الشريف حسن بن زيد وهو عم الملك عبد الله من الدرجة الثانية. يعيش الأمير حسن في السعودية ويحمل جواز سفر أردنيًا بالإضافة إلى جواز سفره السعودي. ومن بين المعتقلين أيضا رئيس ديوان الملك ووزير المالية الأسبق الدكتور باسم عوض الله الذي كان أحد مساعدي الملك عبد الله لكنه اختلف معه في السنوات الأخيرة وانتقل إلى السعودية (مقرب من ولي العهد محمد بن سلمان وشريك في وضع رؤية نيوم).
تولى الأمير حمزة، نجل الملكة نور الزوجة الرابعة للملك حسين الراحل، منصب ولي عهد الملك عبد الله الذي يحكم الأردن منذ 22 عامًا، أي منذ وفاة والده الملك حسين. بعد خمس سنوات، قرر عبد الله عزل حمزة من منصبه و”إرساله للراحة” وعين نجله الأكبر، الأمير حسين، مكانه. منذ هذه الإطاحة، لم يُمنح حمزة مناصب في القصر، وتم حذف اسمه نهائيًا من قائمة بدائل الملك عبد الله في رحلاته إلى الخارج.
ووفقًا للمعلومات التي تم نقلها إلى يديعوت أحرونوت من مصادر رفيعة جدًا في الأردن فإن السعودية والإمارات شاركتا، من وراء الكواليس، في محاولة الانقلاب. وكدليل على ذلك، تشير المصادر الأردنية إلى زيارة الملك عبد الله الأخيرة إلى السعودية، والتي تمت بشكل مفاجئ الشهر الماضي، ولم يتم إعطاء تفاصيل عنها أو عن أهدافها. وتحدث الملك عبد الله مع ولي العهد السعودي وامتنع الجانبان عن الإدلاء ببيان مشترك.
وتقدر مصادر أردنية رفيعة أن ولي العهد السعودي وولي عهد أبوظبي، هما شركاء سريون في محاولة الانقلاب الفاشلة. بالإضافة إلى ذلك، أصبح باسم عوض الله، الذي كان وزيراً للمالية في الحكومة الأردنية ومعروفاً بأنه مساعد للملك عبد الله، حلقة الوصل بين النظام الملكي السعودي والأردن.
تم اعتقال ما لا يقل عن 25 شخصًا مقربًا من الأمير حمزة في الأيام الأخيرة للاشتباه في كونهم شركاء سريين مع السعودية، في التخطيط لمحاولة الانقلاب في القصر الملكي. سلسلة الاعتقالات مستمرة منذ الأسبوع الماضي، لكن تم الكشف عنها، كما ذكرنا، الليلة الماضية فقط. اعتقل جميع حراس الأمير حمزة ورجال أمن الأمير علي.
يتضح الآن بما لا يقبل الشك أن نتنياهو – ليس وحده بالمناسبة – كان على اطلاع واسع على ما يُشغل بال الملك عبد الله في الأسابيع الأخيرة. لماذا، على سبيل المثال، كان مهماً له (للملك عبد الله) أن يمنع إنتقال رئيس حكومة إسرائيل جوا إلى الخليج (عبر أجواء الأردن). وفي ذلك، ليس نتنياهو فقط هو الذي يتحاسب معه الملك، إنما بالأساس، فإن الملك، كما يتضح الآن، يتحاسب مع حاكم أبو ظبي (محمد بن زايد) الذي تعاون مع الذين حاولوا التآمر ضده”.
عَمّان، بأوضح الكلمات، تشتبه بنتنياهو، الذي كان سيسعده التخلص من عبد الله الملك الأخير وأن يرى مكانه حاكم أردني آخر. كما أنه ليس مؤكدا أن نتنياهو يوجّه مخططاته إلى شخص من العائلة المالكة. ومن الجائز جدا أن يكون عسكريا رفيعا أيضا.
وفق اشتباه آخر في القصر الملكي، نتنياهو لم يكلف نفسه أيضا بالحفاظ على سرية أفضلياته وشارك السر مع أصدقائه الجدد في الخليج.
وبرغم القطيعة السياسية والغضب الشخصي الذي أعلن عنه الملك عبد الله تجاه نتنياهو، منذ سنتين، حرص على أن ينقل ضباط الجيش عند الحدود الطويلة بين الدولتين رسالة إلى نظرائهم الإسرائيليين بأن الأمور تحت السيطرة ولا خطر على إستقرار المملكة.
بكلمات بسيطة، حتى لو سارعوا في الموساد وبعثة شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية إلى إبلاغ نتنياهو بما يجري وراء الكواليس في المملكة أثناء حدوثه، فإن عبد الله لم يعد يثق بأي أحد، لا برئيس الحكومة الإسرائيلية، ولا بجيرانه في الدول العربية، ويتضح أيضا، لا ثقة بأشقائه في العائلة المالكة.
عقبت الإدارة الاميركية على الأحداث في المملكة بالقول: “نحن نتابع عن كثب ما يجري في الأردن. الملك عبدالله هو شريك هام لنا وله كل الدعم من جانب الولايات المتحدة”.(المصدر: عرب 48، يديعوت أحرونوت)