تجاعيد وجه بيروت تنبئ بحزن ليلي. آلامها في خلايا الطرق المكوّمة، والساحات ضاقت انفاسها واغمضت عينيها. ليل دامس في عز النهار. كأنها قلب يعتصر. كأنها مخيلة نصبت مشاهدها على منصات الاعدام. تجري مقارنة بين يومها الأسود المتمدد الى المستقبل، وبين بيروت التي كانت تومض. بيروت لم تعد للغناء بل هي منذورة للبكاء. لا تشبه ابداً ماضيها. بيروت التي قامت من خرابها، من ثلاثين عاماً، عادت ولبست الحداد، والصمت الابكم، والدمع الجاف. كان لها رائحة العروس، هي اليوم تجثو على ركبتيها، ولا تجد صلاة تتلوها.
هل هذه بيروت، ست الدنيا؟ واذ نسأل عن بيروت كحبيبة، كأطفال يبحثون عن ثدي يرضعون منه ايامهم ويكرعون معه نبض الحياة، ها هي اليوم تبحث عن عدم، عن موتى، أوعن اقدام فرحة تزورها.
ها هي منكسة بين اعلام تخلت عن الوانها. تبحث عن صور قديمة لتتذكر، انها كانت عاصمة، يدب فيها كلام فائض، وشعر مسترسل، ومسرح يحكي، وصالات عرض تنقل اللبناني إلى ستوديوهات العالم.. بيروت الساجدة اليوم على أيامها البائسة، تسأل لماذا هجرها الابداع. كيف تحوَّل الناس من الفرح إلى البحث عن رغيف وحبة دواء.
بيروت اليوم في حداد، ولا من يعزيها. فرحت بيروت قليلاً، عندما أمّتها الحناجر من كل المناطق والمدن والقرى، رجالاً ونساء واطفالاً وحناجر.. صدّحت بما تريد. كان الانسان اللبناني الرائع يتدفق املاً. يريد بيروت منصة لتنقل لبنان، من كيف كان، إلى كيف يجب أن يكون.. هي اليوم تسأل: أليس عندكم غير هؤلاء الذين يشبهون “رجال دفن الاحياء”؟
ها هي بيروت ساجدة على صمتها. لا حركة فيها. ابناؤها تعرضوا لمقتلة المرفأ. دمار رهيب. انفجار شبه نووي. شوارع مكفهرة وراكعة. اناس يتلعثمون بكلامهم. ليسوا في صدد تركيب جملة، من فعل جميل وفاعل انيق ومعنى دقيق.. صمت مبهم. حزن يابس. كتاب مقفل. اعلام داشر
بيروت التي كانت مكتبة العرب، جريدة العرب، منبر السياسة، ملجأ الاحزاب من العرب. احزاب الحرية في العرب، المنظمات الطليعية والتقدمية، اين هي اليوم؟ انها تتسوَّل على ابواب الطائفية، من كسرة سلام، فتنال عقوبة العجز وادامة الاحزان.
لم تكن بيروت يوماً، تعيش هذا الخراب. خراب الروح اولاً، وهو آخر ما ابدعته عبقرية الطائفية. غريب، إنها المدينة التي كانت مفتوحة على الشرق والغرب والشمال والجنوب. كانت ملتقى الثقافات والابداعات والإشعاع. قد تكون أحياناً تافهة أو ملتبسة. صح. أي مدينة صاخبة وحيوية لا تكون في حواشيها دناءات وسقطات؟ أي مدينة في العالم ظلت عذراء؟ لا مدينة. بيروت كان العهر فيها جميلاً. هل تعرفون الاسباب؟ سبب واحد كاف. كانت عاصمة الحرية. عاصمة الحريات. عاصمة التجرؤ على المستحيل. لم تكن قفصاً ابداً. لم تكن سجناً.. الحرية مقيمة فيها، وهي حرية جذابة، لاقطة، مفتوحة لكل مظلوم ومطارد ولاجئ وكاتب مضطهد وفنان معاقب ومفكر معارض.. غريب، بيروت كانت منتشرة من المحيط إلى الخليج، كأنها عاصمة العرب.
ها هي بيروت ساجدة على صمتها. لا حركة فيها. ابناؤها تعرضوا لمقتلة المرفأ. دمار رهيب. انفجار شبه نووي. شوارع مكفهرة وراكعة. اناس يتلعثمون بكلامهم. ليسوا في صدد تركيب جملة، من فعل جميل وفاعل انيق ومعنى دقيق.. صمت مبهم. حزن يابس. كتاب مقفل. اعلام داشر.
لا. لم تمت بيروت. انهم يتناوبون على قتلها. هي هنا على وعد بالغد. ليست مرّتها الأولى في جلجلة صعودها على صليبها. ستقوم برغم عصابات السياسة، وقراصنة المال، وطغاة الطوائف والاديان، وسعار الطائفية الذي يقتل الروح ويطلق العنان للعنف والقتل والتزلف والكراهية.
هل هذه بيروت؟ إن رؤوس اللبنانيين مطرقة. الكآبة رغيف الناس اليومي. لقد عرّت عصابات السلطة والطوائف الانسان من انسانيته. أمرته أن يلتزم حدود طائفته. من التزم تحوَّل إلى شيطان يثرثر اتهامات. أمرته أن يسجد لأصنامه، فعبدها.
بيروت اذا فعلت ذلك ستموت. الرهان، انها لن تفعل، بإرادة متمرديها، المؤمنين بالكلمة والضوء والمستقبل والانسان. المحقرين لكل آلهة السياسة اللبنانية واتباعهم من الكفار الحاقدين.
كلنا راحلون يوماً. بحزن بالغ وبارد هذه المرة. ولكن بيروت عائدة. هذه هي عادتها. هذه هي عبقربتها. ستمتلئ بالضجيج اللذيذ والاصوات التي يُصدّح بها الباعة، وحملة الكتب و”اللابتوب”. غداً تفتح بيروت دفاترها العتيقة الباسلة، وتهدي الاطفال، اقلام التلوين، لرسم خريطة جديدة، يكون فيها وجه بيروت أجمل من فجر يغار من الوانها.
هذا وعد وعهد. بيروت منذورة للقيامة دائماً. كانت ذات يوم مدرسة للحقوق، وقد جعلها صعاليك الطوائف، مدعسة ومعهرة ومقبرة لحقوق الانسان.
نتوقف عند هذا الباب. لا نفع للسباب والشتائم ابداً. فارفع رأسك يا اخي، وقل هي بيروت منذورة للغد.
***
وهل تلك بغداد؟
طبعاً انها ليست مدينة الملائكة، ولا مرتع الشياطين. تاريخها شاهق وعميق وراسخ. أيامها ثرية. باطنها ثروة وناسها ثورة. فيها من الحكمة ما عندها من الحماقة. كانت ايامها نهارات وتعب وعرق وجهد وبناء. وكانت لياليها شعراً وموسيقى وابداعات. ثم، حدث ما لا يحدث كل يوم: قنابل وصواريخ وحرائق ودمار وحرب مريعة. حرب اطفأت المصابيح والقلوب وسُدّت منافذ النجاة.
استمرت المقتلة في العراق، ثم تكررت، ثم دمّرت مدناً وقرى. سقط النظام. دخل المرتزقة. فلتذهب الدكتاتورية إلى الجحيم. القادمون ليسوا ابطال الحرية. انهم طوائف وعشائر وقبائل وعملاء ومرتهنون. دخلوا. عاثوا فساداً. تشبهوا بلبنان. نهبوا البلاد. الانتخابات فعل وافتعال وخراب. لا تصلح الديموقراطية مع الفساد والطوائف
ماذا أكلوا؟
في بغداد، أخذت شاحنات ترمي الخبز الى الجموع المحتشدة. يا ويل من تغضب عليه اميركا. الشجاعة تنوص امام القصف. التدمير عاث في المدينة حرائق وقتلى. احياناً، تقتل عائلة قربها عائلات. لا يبقى للعائلات أثر. الناجون في كل وادٍ يهيمون، يحملون ما خفّ من طعام باق وثياب خفيفة، ويتشردون في النواحي. بغداد لم تعد عاصمة تعصم ابناءها. سماؤها مفتوحة على جحيم. الذين يقتلون ينادون الأحياء: رجاءً لا تموتوا. حالة هستيريا. البكاء نشيد صامت. السلاح موفور بلا طلقات. عويل في كل مكان. خوف يتمدد، ودموع شاردة ومعبأة بحقد وانتقام. كل هارب من الموت يتصور انه على قيد حياة مؤقت. الموت على حافة المنازل المتروكة، او في ظل حائط متداع ووسط غبار اسود كالح. كآبة عمومية. شعور بالظلم لا يطاق. العقاب الاميركي المجرم. هذه الدولة هي الارتكاب الاعظم، والانتقام الهمجي. إن العنف على بغداد، اكثر مما ينبغي.. بدا أن العالم كله يكره بغداد، ويريد رأس العراق. وقادة العرب، قادة الانتقام.
لا صمت ابداً. القذائف والصواريخ تقترف المجزرة.
تقول نهى الراضي في كتابها “يوميات بغدادية”: غداً ابلغ الخمسين من العمر. اشعر باكتئاب مديد، نحن في حالة مزرية والوضع كله مأساوي. كثيرون عليهم أن يموتوا، ومن اجل ماذا؟ ها قد عدنا إلى العصر الحجري. بغداد أم الحضارات، باتت في العصر الحجري؟ من يصدق ذلك؟ بدا أن العالم كله يكره أهل بغداد ونواحي العراق السكرى بدمائها. أن العالم كله يكرهنا وانه في الحقيقة مغتبط بتدميرنا. انه عالم بلا انصاف. بلدان أخرى تقترف ظلماً. انظروا إلى ما فعلته روسيا في افغانستان، وتركيا عندما غزت قبرص، واسرائيل عندما احتلت فلسطين، لم يقصفها أحد قصفاً ماحقاً كما نقصف نحن الآن”.
تساءلت الناس: هل نصل إلى حرب نووية؟ هل نكون المليون قتيل دفعة واحدة؟ الغرب همجي جداً. انظروا ماذا فعلت فرنسا في الجزائر، الصهيونية في فلسطين، اميركا في اربع قارات العالم، وافدحها تدمير مدينتين على اهلهما بقنبلتين ذريتين هما هيروشيما وناكازاكي. كثيرون تساءلوا: متى تبدأ المحرقة؟ إن بلداً عمّرناه سيدمرون شعبه.. السماء سوداء. ليس في بغداد نهار. انه الليل. ليل القتل والافناء.
لا تستحق بغداد المحرقة. هتلر اميركا يهوى الحرائق.
بغداد الفتية، المنتجة، الصناعية، (هي ومناطقها كافة) كانت تضج بالإنتاج. صوّبت الطائرات اهدافها. حدّدت: معامل النسيج. المطاحن. مصانع الاسمنت. هذه ليست اهدافاً عسكرية. انها اهداف تعطي الحياة للناس.
أين شعراء العراق؟ أين الجواهري؟ معروف الرصافي؟ نازك الملائكة؟ بدر شاكر السياب. سركون بولص؟ صادق الصائغ؟ سعدي يوسف؟ وفنانون تشكيليون، ومسرحيون؟ المسرح الوحيد في العراق، هو مسرح القتل. حيث يربط المقتول بحصان ويسحل في الطرقات
واستمرت المقتلة، ثم تكررت، ثم دمّرت مدناً وقرى. سقط النظام. دخل المرتزقة. فلتذهب الدكتاتورية إلى الجحيم. القادمون ليسوا ابطال الحرية. انهم طوائف وعشائر وقبائل وعملاء ومرتهنون. دخلوا. عاثوا فساداً. تشبهوا بلبنان. نهبوا البلاد. الانتخابات فعل وافتعال وخراب. لا تصلح الديموقراطية مع الفساد والطوائف والدول النافذة: اميركا، السعودية، ايران. الاكراد اخذوا دويلتهم. السنة حرموا من السلطة. الشيعة يتنافسون وينافسون. ذهب صدام، وجاء بعده من يتشبه به، من داخل مركز انطلاق، يدعى الطائفة. “عاشت اميركا محررة الشعوب من الجب ونقله إلى الدب”.
أين شعراء العراق؟ أين الجواهري؟ معروف الرصافي؟ نازك الملائكة؟ بدر شاكر السياب. سركون بولص؟ صادق الصائغ؟ سعدي يوسف؟ وفنانون تشكيليون، ومسرحيون؟ المسرح الوحيد في العراق، هو مسرح القتل. حيث يربط المقتول بحصان ويسحل في الطرقات.
ليست هذه بغداد. العراق تلبنن. الدكتوريات تنجب بعد رحيلها شبيهها بصيغة الجمع.
اختم بما يلي:
“يسأل، هل جئت إلى عصر سمح وكريم – هل شكلي مقبول بالنسبة له؟ هل سيحاسبني أحد على لون البشرة؟ – عن اصل العرق؟ – هل سيكون لمثلي بيت في العالم؟ هل اعطى الخبز الكافي؟ – والحب الكافي؟ – أو لن اقتل او أسأل؟ – او لن ارسل لأرض اجهلها وحروب تتلطى بدمائي؟
وأخيرا يسأل: ماذا افعل؟ – أأكون الطير او الطلقة؟ – السيف؟ ام الرأس المقطوع؟ – في المنعطف الثاني في الجهة اليسرى من شرخ القلب – وعلى مقربة من غيمة – سقط الشاعر – اسقطه الامويون بكاتم صوت”؟ (صادق الصائغ)
لا بيروت هي بيروت، ولا بغداد هي بغداد. لم يموتا بعد. متى يترجلان عن صليبهما؟
اللعنة. ثم اللعنة. هل هذه أمة ام مقبرة؟
***
كيف حال الشام؟
كانت عاصمة الأمة، ذات قومية ناهضة في وجه الاستعمار. كانت ملتقى النخب النضالية. كانت منبر العروبة والوحدة. ترفض التجزئة. رفعت السلاح ضد فرنسا. تريد أن تبقى الأرض واحدة. امة سورية وعربية. فلسطين جزء عزيز منها. لبنان كذلك.. وتجري الرياح بما لا تشتهي السفن. اغتيلت الوحدة، مزقت الامة. لوحق سلطان باشا الاطرش، قائد الثورة الدرزي المذهب، في بحر سني واشقاء مسيحيين. كل ذلك داسته ودمرته فرنسا، ابنة السفاح نابليون بونابرت.
تركت دمشق وحدها. سلخت عنها الاسكندرون، تشلَّعت. دمرت احياؤها ذات ليلة. هجم مدمنو الديموقراطية الفرنسية على مجلس الشعب. قتلوا ودمروا. هكذا تكون الديموقراطية. ثم كان ما كان من مصائب الزمان، الى استقلال هش، لم يصمد. تآمرت اميركا، فدشنت في المنطقة، منطق الانقلابات العسكرية، حسني الزعيم ترأس جمهوريته ثم أعدمه الضباط، إلى آخر مسلسل الانقلابات ثم الانقلاب على الوحدة مع مصر، ثم حكم الاحزاب، إلى أن استقر الحزب عسكريا وعائلياً. وبتنا نعرف دمشق كما هي لزمن مديد. وبتنا نعرف دمشق كما هي لزمن مديد. دولة عسكرية بلا حريات للشعب، فالعسكرة والحرية ضدان، ثم كان ما كان. تحالف العالم “الحر” مع دول الرجعة، واسلام القتل، قتلوا الثورة وبددوا السلطة. دمشق اليوم لا تشبه ماضيها.
ولا تعرف مستقبلها.
هي الآن تحت الحصار. عيش قليل. مؤونة نادرة. خبز الكفاف. وقود دون الكفاف. الناس يعتادون على شظف العيش. كانوا يريدون حرية مع الخبز. خسروا الحرية والكفاف والعيش، باستثناء قلة اصابت ثروة في ظل نظام لا يسائل ولا يحاسب. هذه هي النتائج الماحقة للإنسان، الذي لم يعد طموحه يتعدى مساحة رغيف خبز، وقبضة هواء.
نزار قباني مات وفي قلبه حرقة على دمشق. كل عشاق دمشق في التاريخ، مذهولون وحزانى ويأملون أن تعود دمشق: عاصمة الدنيا تملأ الليل صباحاً
دمشق اليوم ناقصة جداً. تسأل عن اولادها. هم أكثر من مليون في لبنان. كذلك في الاردن، وأكثر من ذلك في تركيا، وسيل الهروب إلى الغرب مستدام. ماذا بقي لدمشق؟ لم ينتصر أحد. الكل خسر أكثر مما هو متوقع. الارباح لم تسجل بعد، الا في خانة المنتظرين.
أين دمشق التاريخ؟ ماذا نتذكر من عبقريتها؟ من مسرحها؟ من شعرائها؟ من فنانيها؟ من موسيقاها؟ من وألف من.. انها في الذاكرة وليس لها اشقاء اليوم. عمر ابو ريشة حاضر في الوجدان. شعره وصوته وجرحه والقوافي نوازل. دمشق تتذكر كيف أسقط ابو ريشة حكومة في دمشق. وقف على المنبر بعدما دعي اليه، في حضور حشود كبيرة، وحضور رئيس الحكومة آنذاك. ارتجل ابو ريشة كلامه من نبع غضبه. قال والزبد ملء شدقيه:
“امتي هل لك بين الامم/ منبر للسيف او للقلم؟
الاسرائيل تعلو راية/ في حمى المهد وظل الحرم؟
لا يلام الذئب في عدوانه/ أن يك الراعي عدو الغنم
إن ارحام البغايا لم تلد/ مجرما مثل جميل المردم”
هذا انتهى من زمان. والذي انتهى، هذا الذي كان من قبل بين الشام ولبنان. ففي قصيدة الاخطل الصغير، ابيات “يحن اليها فؤادنا”.
“يا ربى لا تتركي ورداً ولا تبقي اقاحاً
مشت الشام إلى لبنان شوقاً والتياحا
فافرشي الطرق قلوبا وثغورا وصداحا..
وتساوينا جهاداً وتآخينا جراحاً”
كل هذا انتهى. نزار قباني مات وفي قلبه حرقة على دمشق. كل عشاق دمشق في التاريخ، مذهولون وحزانى ويأملون أن تعود دمشق: عاصمة الدنيا تملأ الليل صباحاً.
***
لا تسأل بعد الآن عن القدس، عاصمة فلسطين.
أوجه الشبه كثيرة. هذه علامات النهايات، لا فجر غداً. لا غداً بعد غد. الزمن القومي ولى. الزمن الديني حل واحتلَّ. اننا على ابواب الجاهلية الحديثة.
هل يجوز ذلك؟
الانسان العربي مأزوم. مرتبك. يبحث عن هوية. عن خلاص. يجد المستحيل امامه. كيف تنشأ بلاد وتستمر وتتحد بلا انسان. والانسان ليس قطعة اثاث. انه حرية. وكل شيء دونه، بما فيها الدين والسلطة والمال والعسكر.
نقول إلى اللقاء، ولا نعرف اين ومتى نلتقي. لعل القاء تحية الوداع أصدق، فوداعاً.