عن كورونا ونظرية المؤامرة: غيتس ضحية أم مجرم؟

منذ بداية إنتشار جائحة كورونا، تتردد في وسائل الإعلام نظرية "المؤامرة العالمية" التي يقودها الملياردير العالمي الأميركي بيل غيتس.

بيل غيتس أحد مؤسّسي شركة مايكروسوفت Microsoft وقد باع اسهمه فيها سنة ٢٠٠٨ واتجه للعمل الإنساني على اوسع نطاق عبر مؤسّسة بيل وميلاندا غيتس (زوجته) العالمية. تصوّره بعض وسائل الإعلام الأميركية والأوروبية بأنه “مُستشرق لآفاق المستقبل” و”صاحب نظرة ثاقبة”، و”اهمّ رجل مُحبّ وفاعل للخير في التاريخ المعاصر”، ويُقدّم خدمات هائلة للبشرية من خلال الأموال الضخمة التي رصدها للأبحاث وتطوير اللقاحات وتوفيرها للدول الفقيرة خاصة في افريقيا وآسيا ومن خلال سعيه لتطوير الرعاية والخدمات الصحيّة في معظم الدول النامية في هاتين القارتين خاصة ودعمه لعدّة مشاريع إنسانية وصحية في تلك الدول.

مع إنتشار جائحة كورونا، سرت فيديوهات للملياردير المهندس بيل غيتس، عمرها سنوات، بينها مُقابلة شهيرة أُجريت معه في آذار/مارس ٢٠١٥ عندما كان يتكلّم في أحد المؤتمرات العالمية في مدينة “فانكوفر” الكندية. وقتذاك، قال حرفياً في الفيديو الذي تمّت ترجمته إلى ٤٣ لغة مختلفة:”عندما كنت طفلاً كنت أعتقد أن أخطر ما يُمكن أن يُهدّد البشريّة بنظري من مصائب هو حرب نووية تؤدي إلى وفاة الملايين من البشر”، وأكمل أن الشيء الذي سيقتل أكثر من ١٠ ملايين شخص في العقود القادمة سيكون “فيروساً فتّاكاً شديد العدوى”.

وبين كانون الثاني/يناير ونيسان/أبريل 2020، تصدرت كلمات “بيل غيتس” و”المؤامرة” محركات البحث عبر الإنترنت مثل “غوغل” وذلك حين كانت الجائحة في ذروتها في فرنسا ومعظم الدول الأوروبية. إرتبط إسم “بيل غيتس” بكلمة “فيروس كورونا” على كل محرّكات البحث عبر الانترنت، حيث تردّد إسمه أكثر من مليون مرة.

كانت أوروبا حينذاك تُمثّل البؤرة العالمية الأساسية لإنتشار الفيروس، وكنت يومها شخصياً شاهداً على مدى خطورتها وعلى العدد الكبير من الشائعات والفيديوهات والمقالات التي ذكرت ان هذا الفيروس لا يمكن إلا ان يكون من صنع الإنسان، وأشارت إلى وجود ايدٍ خفيّة عالمية صنّعته لتتخلّص من كبار السنّ والمتقاعدين والضعفاء الذين اصبحوا عالة على المجتمعات الغربية خاصة في القارة العجوز لأنهم بحاجة الى رعاية صحيّة وإجتماعية ذات تكلفة عالية وباتوا غير عاملين او مُنتجين ويعيقون تقدّم إقتصادات هذه الدول. نظريات تتداولها نخب في فرنسا وغيرها حيث أضافوا إليها انّ إيجاد هكذا فيروس يسمح ايضاً لبعض الديمقراطيّات الغربية ومنها فرنسا بإستعمال قوانين الطوارئ  والحجر والإغلاق لتمرير العديد من القوانين والمشاريع والإصلاحات التي قد تواجهها تظاهرات وإحتجاجات شعبيّة عارمة في الظروف العادية.

معنى ذلك أن لقاح كورونا يشكّل حتى الآن “مسألة جدلية”. ذهب كثيرون إلى الربط بين ما هو “كلاسيكي قديم” ومعروف عن بيل غيتس في سعيه منذ سنوات لنشر اللقاحات وتوزيعها في عدّة دول أفريقية وآسيوية كما ذكرنا آنفاً وبين ما هو “جديد ومُثير”، وهو سعيه، بحسب الأقوال أو الشائعات، إلى زرع “شريحة إلكترونية تحت الجلد” للتحكّم بطريقة تفكير البشر وتغيير أنماط حياتهم. هذا الربط لا يعتمد فقط على الفيديو الذي ذكرناه سابقاً بل على وقائع أخرى كثيرة مُثيرة للإهتمام ومنها:

أ-تعتبر “مؤسسة بيل وميلاندا غيتس الخيرية” حالياً المورد او المموّل الثاني لمنطمة الصحّة العالمية اذا عُدنا لميزانيّاتها وحساباتها خلال عملها مثلا بين العامين ٢٠١٨ و ٢٠١٩. فقط الولايات المتحدة الأميركية تتصدّر لائحة المُموّلين لهذه المنظمة، وتحل مؤسسة “بيل غيتس الإنسانية” بعدها مباشرة في تصنيف مُموّلي هذه المُنظّمة، وبالتالي تستطيع أن تؤثر بشكل كبير في تقرير سياسات هذه المنظمة الدولية وتحريكها ودعمها.

ب- لقد كان غيتس أحد الداعمين الأساسيين لمشروع “السِجلّ” او “الدفتر اللقاحي الإلكتروني” الذي قام بتطويره بعض المهندسين في معهد ماساتشوستس للعلوم التكنولوجية الذي يعتمد تقنية النانو تكنولوجي.

ج- لا بد من التوقف عند تصريح غيتس في ١٨ آذار/مارس ٢٠٢٠ في اوجّ إنتشار جائحة كورونا والذي قال فيه أثناء مُشاركته في لقاء إعلامي مع بعض الخبراء ما معناه حرفيا: على المدى البعيد سيكون لدينا “شهادة رقمية” تُظهر ما إذا كان المريض قد شفي تماماً من المرض أو أنه قد أجرى الفحوصات التشخيصية اللازمة مؤخّراً، وكل ذلك عندما يكون  قد تلقّى اللقاح المناسب لهذا الفيروس.

بهذا المعنى، يجسد غيتس في آن واحد “الأخ الكبير” و”الصيدلي الكبير” الذي إتّفقت شرائح نخبوية غربية على محاولة إلباسه كل “نظريات المؤامرة”، وهي شرائح تضمّ نخباً فكرية من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار مروراً بكل مُعارضي العولمة واليمين المُتطرّف مع كل معارضي اللقاحات ومعارضي قمّة الخمسة الكبار G5 (اكبر خمسة إقتصادات عالمية).

وقد ساهم الموقف الرافض لبعض المشاهير العالميين في التسويق له في فرنسا والولايات المتحدة وغيرهما من الدول. اجتمع هؤلاء تحت شعارات مختلفة منها:”كلا لوضع شريحة الكترونية تحت الجلد للجميع” و”لا لعمليات بيل غيتس المشبوهة” و”لا لقمّة الخمسة الكبار” إلخ..

في تموز/يوليو ٢٠٢٠، ردّ غيتس على كل تلك الإتهامات عبر محطة CNN قائلاً إنّ مؤسسته الإنسانية دفعت الكثير من الأموال من أجل شراء كميات كبيرة من اللقاحات “لإنقاذ حياة آلاف وملايين البشر”، لكنّ كلامه لم يضع خاتمة لكل أخبار المؤامرة والإشاعات التي تدور حول دوره بهذا المجال. وثمة لوحة شهيرة إجتاحت وسائل التواصل الإجتماعي تقول بأن مؤسسة بيل وميلاندا غيتس الإنسانية مع كُثر آخرين توقّعوا وفاة حوالي 65 مليون شخص من جرّاء جائحة كورونا وذلك بناء على تقديرات وضعوها قبل ثلاثة أشهر من حصول الجائحة!

غيتس بعيون الآخرين

وما يزيد خطورة هذه التصاريح أن بيل غيتس رصد أموالاً طائلة تُقدّر بحوالي ٤٥ مليار دولار من أجل تحسين الوضع الصحّي في كل دول العالم، ولا سيما النامية منها لأجل مُكافحة حالة الفقر المدقع التي تُصيب بعض بلدان أفريقيا وآسيا، وعزّز كلً هذه النظريات ايضاً إستثماره بحوالي ٢٥٠ مليون دولار من أجل “مكافحة جائحة كورونا” ودعمه الهائل لمنظمة الصحة العالمية ودعمه أيضا لسبعة مصانع وشركات أدوية تسعى لتطوير لقاحات مُمكنة من أجل مرض كورونا. وقد نشرت البروفيسور ماري إيف كارينيون وهي خبيرة في أبحاث علم الإجتماع في جامعة شيربروك في كندا دراسة إستنتجت من خلالها انّ من يتمسك بنظرية المؤامرة بشكلٍ عام هم أشخاص لا يثقون عادة بالسلطات الرسمية في دولهم ويعتبرون ان شخصاً مثل بيل غيتس هو شخص مثير للحذر ولا يوحي بالأمان والثقة. ولذلك فإن المواطنين في مختلف دول العالم وخاصة في الولايات المتحدة وأوروبا لا يثقون بنواياه الحسنة لخدمة البشرية.

وإذا عدنا إلى السؤال الذي طرح على بيل غيتس في ١٨ آذار/مارس 2020، يتبين أنه كان من أحد روّاد الإنترنت الذي سأله عن التغيّرات الإجتماعية التي يجب على المواطنين أن يتعوّدوا عليها  لكي يحافظوا على إستمرارية الإقتصاد وعلى نظريات الإبتعاد الإجتماعي، فكان جوابه هو الذي ذكرناه سابقاً. هذا الجواب تمّ إستعماله في منصات فايسبوك وتويتر من قبل مجموعات مُتعدّدة وإنتشر من بعده شعار يقول:”بيل غيتس سوف يستعمل  شريحة إلكترونية صغيرة يضعها تحت الجلد من أجل مكافحة مرض كورونا”. وهذا الشعار تكرر لأكثر من ١٥ ألف مرّة وأُسُتغلّ لكتابة عدة مقالات أخرى ولتأليف فيديو شهير على قناة يوتيوب من إحدى الكنائس في مقاطعة فلوريدا والذي شاهده أكثر من مليوني مُشاهد. وقد صرّحت الإعلامية المشهورة لورا أنغراهام على قناة فوكس نيوز في ٧ نيسان/ابريل ٢٠٢٠ “أنّ متابعة الأميركيين بطريقة إلكترونية بواسطة الشريحة الإلكترونية هو حلم كبير لرواد العولمة منذ سنوات كثيرة وأنّ هذه الأزمة الصحية العالمية هي الطريقة المثلى لوضع هذه الخطط قيد التنفيذ”. وهو ما اعاد تكراره في 13 نيسان/أبريل 2020 روجيه ستون أحد المستشارين السابقين لدونالد ترامب خلال مقابلة إذاعية، حيث قال “إنّ الدور الذي يلعبه بيل غيتس في ابتداع  ونشر كورونا فيروس هو دور يُثير جداً الكثير من الشكوك وأن بيل غيتس وغيره من رواد العولمة يستعملون الجائحة من أجل أن تصبح اللقاحات إلزامية ومن أجل متابعة الناس عبر الشرائح الإلكترونية”.

إقرأ على موقع 180  الجزائر وحقيقة قطاع النفط المسدود.. من أين نأتي بالأموال؟

الشهادة الإلكترونية

الكلام عن السِجلّ اللقاحي الذي يموله بيل غيتس نشره موقع PolitiFact وأشار إلى أن مؤسسة بيل وميلاندا غيتس شرحت أن الشهادة الرقمية التي تكلّموا عنها  من أجل اللقاحات ما هي إلا طريقة تُسهّل عمليّة الوصول لإجراء فحوصات للكشف على وجود فيروس كورونا في المنزل عند المرضى الذين لا يخرجون كثيراً بسبب الظروف المِحيطة بالجائحة. وبحسب شركة IBM فإنّ هذه الشهادة الرقمية ليست سوى “شهادة إلكترونية” تُستعمل لكي يعطى الشخص “تعريفاً مُعيّناً أمام الجهات العامة المُختصَة. وهي بشكل ما تُمثّل المُقابل الرقمي لشهادة قيادة السيارات أو لجواز السفر. وفي حالة كورونا سوف تُفيد كثيراً السلطات الصحيّة وكل المعنيين لمعرفة ما إذا كان الشخص كان قد أعلن أن فحوصاته إيجابية لكورونا ام لا. وأنّ ليس في الأمر أيّة مُعطيات تدلّ على أن مؤسسة بيل غيتس تسعى لزرع “شريحة الكترونية” تحت الجلد.

الشركة نفسها لن تتكلّم أبداً في العام 2016 عن أية “شريحة الكترونية” بل قالت إنه “سيتمّ حقن نوع من الحِبر غير المرئي بالعين المُجرّدة والذي من المُمكن قراءته بواسطة الهواتف الذكية لكي يسمح بمتابعة الأطفال والأشخاص من ناحية اللقاحات وما إذا كانوا قد تلقّوا بعض اللقاحات أو لا في بعض الدول النامية”.

 وأضاف مهندسو الشركة أن هذا الحِبر لا يُمكن له أن يُحدّد المكان الجغرافي للأشخاص الذين تم حقنهم به وهو طريقة سهلة التطبيق وقليلة الكلفة لكي تسمح لأجهزة الصحَة وللمُنظّمات وللمؤسسات الإنسانية الدولية في الدول النامية لمعرفة التاريخ اللقاحي للأطفال. وهذا ما من شأنه أن يُخفّف بشكلٍ كبير عدد الوفيات المُبكرة عند هؤلاء الأطفال خاصة  أن كميات اللقاحات المُستعملة في تلك الدول تصل إلى حدّ 1.5 مليون لقاح سنوياً، ممّا يجعل عملية مُتابعة الأجندة اللقاحية في تلك الدول عملية صعبة ومُعقّدة جداً. كذلك فإن المنظمة الغير حكومية بيل وميلاندا غيتس تحمل الرقم المالي (ID2020) للتعريف عنها عندما تتبرّع او تقوم بدعم احد مراكز الأبحاث او الشركات. وهذا الرقم مذكور في عدّة نظريات تآمرية تحكي عن نظريات زراعة الشريحة الإلكترونية تحت الجلد.

وفي الواقع فإنّ المصدر نفسه (ID2020)، وبعد تتبُّعه بشكلٍ دقيق، تبين أنه يُكافح منذ سنوات لكي يُحدّد هوية الأشخاص المُشرّدين والذين لا يحملون أوراقا ثبوتية في مختلف أنحاء العالم ومن ضمنها أحد البرامج الأساسية التي تقوم بها مؤسسة غيتس الخيرية لتحديد هوية رقمية  للأشخاص الذين لا يوجد لهم سكن في مدينة Austin في ولاية تكساس. وكما أوضح موقع أميركي متخصص، فإن أياً من المشاريع التي يقوم بها (ID2020) لا يتضمّن في أية حالة من الأحوال زرع شرائح الكترونية تحت جلد هؤلاء الأشخاص وإنما قد يتضمّن لاحقاً بعض المعطيات البيومتريكية مثل بصمات الأصابع والعين.

قاتل الأطفال؟

نُسِبَ كلام كثير إلى بيل غيتس إتُهم فيه بأنّه يسعى من خلال اللقاحات للحدّ من الأعداد البشرية. هذه النظرية تمّ التداول بها منذ سنوات عديدة، وقال بعض من حاول التشويش على مشاريعه أن غيتس صرّح علناً في ٢١ كانون الثاني/يناير ٢٠١٦ بأنّ اللقاحات هي أفضل طريقة للحدّ من عدد سُكّان البشرية، ليتبين أن الموقع الإلكتروني الذي أورد العبارة الأخيرة قد حرّف الكلام الذي قاله غيتس إلى شبكة CNN في العام ٢٠١١ وجاء فيه “إننا عندما نُطوّر اللقاحات نسعى لإنقاذ حياة الأطفال الصغار الذين يحتاجون لهذه اللقاحات وسوف نخفف بذلك بشكلٍ كبير الوفيات عند هؤلاء الأطفال وسوف نُبطّئ النمو البشري، وسوف نُحقّق الإستقرار وسلامة البيئة سوف تستفيد من كل ذلك”. إنتهى تصريح غيتس.

في الواقع، درجت عادة إجتزاء كلام غيتس مثل الذي أدلى به في العام ٢٠١٠ ويقول فيه:”تعداد سكان البشرية الحالي هو ٦،٨ مليار نسمة وسوف يصل إلى ٩ مليار نسمة في السنوات القادمة.. إذا قُمنا بعمل جيد من خلال اللقاحات وتفعيل التأمين الصحّي وسياسات تخفيف عدد الولادات في مُختلف البلاد، من المُمكن خفض تعداد البشرية  بين ١٠ إلى ١٥%”. اصحاب نظرية المؤامرة قاموا بتحوير كلام غيتس وربطوا بين “صناعة الأوبئة” وبين تخفيض النمو  البشري على الكرة الأرضية من اجل تخفيف حالات الفقر والمجاعة. وقد أعلن بيل وميلاندا غيتس أن الوصول إلى تباطؤ النموّ البشري هو أحد الأهداف الرئيسية لمؤسستهم الخيرية لأن ذلك سيؤدي إلى تحسين الصحة عند الأشخاص الذين يعيشون على هذه الكرة الأرضية وهذا ما سيعطي الحظ في الحياة والخروج من المجاعة في الدول التي تعاني من الفقر الكبير ومن انتشار المجاعة. وقد شرح بيل غيتس مرات عديدة تلك النظرية ـ التي يعارضه فيها الكثير من الخبراء في علوم التنمية والصحة والسكان ـ بأنه يريد الوصول إلى التباطؤ في نمو الأعداد البشرية عن طريق اللقاحات وليس عن طريق اعتماد وسائل منع الإنجاب لأنه يعتبر أنه من خلال تخفيض عدد الوفيات عند الأطفال سوف يترك مجالاً للأطفال الآخرين الأصحّاء لكي يبقوا على قيد الحياة.

وقاتل الفتيات أيضاً!

هناك حادثة مهمة جداً حصلت في الهند في العام ٢٠٠٩ عندما قامت مؤسسات بيل غيتس الخيرية بدعم لقاح ضدّ أحد الفيروسات التي تتسبّب بسرطان في عنق الرحم. وقد إنتشرت وقتها عدّة تقارير تتهم غيتس بأنه استعمل هذا اللقاح ليتسبّب بوفاة العديد من الفتيات الهنديّات من عمر ١٠ إلى ١٤ سنة. لكنّ هذا البرنامج توقّف بسرعة في العام ٢٠١٠. وقد قامت السلطات الهنديّة بدراسة مُعمّقة للملفَ وتبيّن أنّ تلك الإتهامات غير صحيحة وأنّ عدداً كبيراً من الوفيّات التي حصلت كانت لأسباب أخرى لا علاقة لها باللقاح الذي كانت مؤسسات بيل غيتس الخيرية تدعمه. وقد نُشرت عدّة تقارير كاذبة تقول بأنّ السلطات الهندية طردت بيل غيتس لكن تبين أن مؤسسات غيتس الخيرية تواصل عملها في الهند بشكلٍ طبيعي.

أخيراً: ماذا قال المُتّهم بيل غيتس عن نفسه عندما سُئل  منذ فترة قصيرة على إحدى قنوات التلفزة الصينية الشهيرة عن كل هذه المواضيع؟ قال غيتس حرفياً: “إنني استغرب كيف يحوّرون الحقائق وكيف يقلبون الأمور ويتّهمون من يقوم بأقصى جهده من أجل تحضير العالم لحياة أفضل ويستثمر في ذلك مليارات الدولارات للوقاية من الأمراض الجرثومية ولمنع حصول جائحات مُماثلة ويثقون بتلصيق الأكاذيب من حوله”، واضاف: نحن فعلاً نعيش في وضع جنوني بسبب هذه الجائحة وسوف يكون هناك العديد من الإشاعات الجنونية!.

Print Friendly, PDF & Email
د. طلال حمود

رئيس ملتقى حوار وعطاء بلا حدود وجمعية ودائعنا حقّنا

Download Premium WordPress Themes Free
Free Download WordPress Themes
Premium WordPress Themes Download
Free Download WordPress Themes
free online course
إقرأ على موقع 180  الإنتصار لفلسطين .. يبدأ بالصوت