أنا اليتيمة

هذا نصٌ شخصيٌ جداً. نصٌ قلقٌ. نصٌ رُبما أشترك به مع آخرين ليس بالضرورة من أترابي عمراً أو سياسة أو.. بل من أولئك القلقين على مصيرهم. المصيران الذاتي والوطني وهما حتماً مترابطان.

إستقبلني العماد ميشال عون في دارته في الرابية في أحد أيام شهر آذار/مارس 2013. كانت الساعة تقارب العاشرة والنصف صباحاً. دخل “الجنرال” وجلس على الأريكة المقابلة لأريكتي. بدأنا نحتسي القهوة وخضنا في حوار لم أكن أتوقع في ما مضى أن أخوضه مع رجل إرتبط ذكر إسمه بالحرب والإنقسام والإحباط.. وإتفاق الطائف.

لميشال عون شخصية لا تشبه إلا نفسها. يجبل هيبة عسكريته بطيبة أبوية ويبني جسراً معنوياً من الصداقة منذ المصافحة الأولى. صوته الجهوري يكسره دفء الحضور. ضحكة تغور في طيات عينين صغيرتين. لا حرج في البوح أمامه وعنه. تشعر أنه يحاول فهمك فتقول ما لديك بلا تكلّف ولا ادعاء. هو هكذا، بلا تكلّف وبلا ادعاء. رجل حقيقي لا يكذب. إذا أحرجته بسؤال يغيّر الموضوع، ولكنه لا يكذب. أقله هذا هو إنطباعي عن الرجل.

كان آخر خرطوشة قبل أن أنفذ قراري بالهجرة. كنت أريد أن أرحل يومها بعمر الـ24 سنة. كنت قد إستسلمت لليأس وأردت أن أهرب ربما لأتعلم إختصاصاً جديداً وأبني تجربة جديدة في عاصمة جديدة في بلد جديد. في ذلك النهار الشتوي الدافىء، اخترع لي “الجنرال” مكاني في بلدي، فأطال عمر بقائي فيه.

مكان ـ بلد هو أشبه ببركان. ينطفىء حيناً ويثور في أحيان. هذا هو لبنان. بلد مجبول بالأزمات. تسوياته تنتهي صلاحيتها  في لحظة معينة. لحظة لبنانية. لحظة إقليمية. دولية. خليط من الديموغرافيا. الجغرافيا. التاريخ. السياسة. الإقتصاد والإجتماع.

الهجرة لم تكن يوماً فكرة بعيدة، بل أسلوب حياة. نهرب جيلاً بعد جيل من بلدنا المأزوم. لا نجترح حلاً لبلدنا. نهرب إلى مصائرنا وحيواتنا الخاصة. نسأم من التغيير وما أكثر من أرادوا التغيير، لكن بلدنا ظل عصياً على الثورة والإصلاح. أنظروا إلينا في كل مكان في العالم. إنظروا إلينا في كل مكان.. إلا في لبنان!

أنا واحدة من جيش الخارجين مخذولين من حزب أنطون سعادة النهضوي المترامي الأطراف. حزب يقتل مؤسسه وشهيده كل يوم. يقتله بإنقساماته العمياء وعفنه ومنظومة مصالحه وفساده وقلْ ما شئت في الكثيرين ممن تعاقبوا على قيادته.. ولا أقصد أبداً أي مناضلة أو مناضل في صفوفه.. لا اليوم ولا في كل حين

الهجرة فكرة نشربها مع حليب أمهاتنا. ندرسها في مدارسنا. نحملها في جيوبنا وعقولنا. نخرجها ونفعّلها عندما نشاء. إنها لحظة لا تنتهي. طيفها يعيش معنا واحتمالها يومي في بلدنا بل في بلادنا.

في بيتنا ثلاثة إخوة؛ وأنا وحدي أعيش في لبنان.

في بيت أمي ثلاثة إخوة؛ وهي وحدها تعيش في لبنان.

في بيت جدتي وجدّة أمي إخوة لم يعرفوا لبنان. صليب المسيحي المشرقي العربي هجرته. ترحاله بحثاً عن شهادة أو مكانة أو فرصة أو بطاقة هوية.

كيف أعادني ميشال عون عن درب هجرتي يومذاك؟

أرسلني “الجنرال” لمدير المحطة البرتقالية كي أخترع برنامجاً على الهواء أعرض فيه كل ما جمعت من تجربة تغطية الحروب وخطوط التماس، في وقت سعى سواه لإسكاتي. وجدت مساحة للتعبير بعدما تذوقت سياط المعارضة والنظام في سوريا. ربما هذه هي الطريقة الأنسب والأسهل لشرح تجربتي المكثفة والمرّة والإنفعالية في تغطية الحرب السورية. حرب كنت شاهدة فيها على الخطف والإعتقال والتخوين والتكفير والتهجير والموت والطرد والمنع والشتم والهتك والضرب والتمرد على الذات والمحيط.

أن تدخل إلى سوريا من بوابة الصحافة، هذا أمر من شبه المستحيلات. كيف ستُرضي سلطة لا يمكن أن ترضى حتى لو كنت مؤمناً بـ”قضيتها”. وهل يمكن أن تسكت عن تكفيري يذبح؟ كان علينا إما أن نمتشق بارودة بعثية أو مقصلة وهابية أو نموت بينهما. وجدت الملجأ في ميشال عون. اخترع لي برنامجاً إسمه “خط تماس”. الأصح وسيلة للتعبير وطي صفحة الهجرة.

ثمة إستدراك لا بد منه. لم آتِ إلى “الجنرال” من فراغ. أنا واحدة من جيش الخارجين مخذولين من حزب أنطون سعادة النهضوي المترامي الأطراف. حزب يقتل مؤسسه وشهيده كل يوم. يقتله بإنقساماته العمياء وعفنه ومنظومة مصالحه وفساده وقلْ ما شئت في الكثيرين ممن تعاقبوا على قيادته.. ولا أقصد أبداً أي مناضلة أو مناضل في صفوفه.. لا اليوم ولا في كل حين.

لم أصل إلى الرابية من الفراغ. أنا التي خذلتني مقاومة آمنت بها ورفعت رايتها لكنها منعتني من إقامة إحتفال في حرم الجامعة اللبنانية التي أفتخر بإنتمائي إليها. منعتني من أن أغني للمقاومة كما منعت وحرّمت بث أغاني الفنانة جوليا بطرس في أثير قنواتها التلفزيونية والإذاعية.

ثمة خذلان من قريتي المارونية الشمالية التي سمحت بقتل الأبرياء وإقتتال الأخوة ومن منطقتي التي توارثت من جيل إلى جيل قدسية التنسّك فكان أن أخذتها إلى الإنعزال عوضاً عن الصمود في الجبال دفاعاً عن روح الإنسان المتشبث بالحياة والإنفتاح على الآخر. خذلان من الكثير مما رأيت في العمل السياسي والحزبي والصحفي، من دربعشتار في الكورة إلى أقاصي الشمال والشرق السوري. جانحة دوماً نحو فلسطين. عاشقة أبدية للمسيح. رافضة للتخلي عن قنّوبين. مفتخرة بلهجتي الشمالية. مجنونة بكل موروث وإرث زغرتاوي. متماهية مع قريتي وكل ريف فقير.

فجأة وجدت أن ميشال عون يعالج يتمي الصحافي ويداوي مرارتي القومية بكلمة “مشرقية” تعويضاً عن حلم سورية الطبيعية الذي نشأت عليه. وجدت أنه يتبنى الإصلاح الذي صاغه أنطون سعاده وأنه يهدم بيده الحواجز بين الطوائف. اخترعت فتوى في عقلي. لم أنتمِ إلى تياره، لكن لا بأس أن “تراهن” عليه.

اليوم كم أتمنى لو لم أكن أشعر ما أشعر أو أعرف ما أعرف. لو لم أرَ ما رأيت ولا اختبرت ولا تعرفت، لربما كان الأمل أكثر وكانت لم تنته الدهشة.

فربما لما عدت إلى اليتم وإلى فعل الهجرة المباغتة.

أنا التي خذلتني مقاومة آمنت بها ورفعت رايتها لكنها منعتني من إقامة إحتفال في حرم الجامعة اللبنانية التي أفتخر بإنتمائي إليها. منعتني من أن أغني للمقاومة كما منعت وحرّمت بث أغاني الفنانة جوليا بطرس في أثير قنواتها التلفزيونية والإذاعية

يومها في 2013 شعرت أنني لست يتيمة بوجود ميشال عون الفكرة. “الجنرال” الذي صالح وصافح سوريته فحجّ إلى براد في حلب، ومارس مسيحيته بأبهى ما تكون عندما وقف إلى جانب أهل قانا والجنوب. شعرت أن هناك من يمكن أن يعيد إليّ كرامتي، بلا طأطأة رأس، كي أكون أنا نفسي.. وكي أمضي على درب آمنت به.

لكن فجأة إنتهى كل شيء. ها أنا أصارع نفسي في ضياعي. لقد استثمرت كل طاقتي لكي أبقى، وبقيت ولكنني أشعر أنني أعيش على “التريدميل”. مهما بنيت في نفسي ومحيطي عملاً أو استقراراً أو نجاحاً، أمشي إلى الخلف. كل شيء يمشي إلى الوراء. وعد لبنان الذي يشبهني إنتهى. خياراتنا أشبه بلعبة مقامرة. ولكن هل أقامر بحياتي؟

أحسد أبي وجيله، لأنه أنجز ما عليه إنجازه. أنتجنا وأورثنا حتى مراراته.. أحسد أبي لأنه ليس عليه أن يفكر في ما إذا يجب أن يؤسس أسرة أو هجرة أو يبقى أو يعتنق العزوبية هرباً من مسؤولية.. لكن جيلنا العالق في عنق الزجاجة، كيف يشاهد نفسه عند مفترق الطرق هذا؟ نحن الذين فقدنا الدهشة اليوم في ريعان شبابنا. أسأل نفسي أين مكاني في بلادي؟ وأين بلادي على خارطة الوطن العربي الكبير؟ هل أستثمر العقد الرابع من عمري هنا؟ ولأجل من؟ وما هو البديل؟

إقرأ على موقع 180  لهذه الأسباب.. لا تصوّتوا للوائح السلطة

عُدت إلى “الجنرال”، لكن هذه المرة في قصره الرئاسي، قبل شهور قليلة. حاولت أن ألتقط عدوى الأمل مُجدداً لكنني وجدت نفسي يتيمة أكثر من أي وقت مضى. لم يكن القصر دافئاً. تشعر بالبرودة حتى في عز الصيف.

حملت سؤال الأمل وذهبت إلى جبران باسيل بعدها بأسابيع. لم ألتقط عدوى الأمل. الطريق طويل وصعب وشاق حتى نصل ـ بحسبه ـ “إلى لبنان الذي لطالما كان فيه شرق وغرب”. يقول باسيل إن قدرنا منذ نشأة هذا الكيان، قبل مائة سنة، هو الإنتشار.. يسألني ممازحاً: وهل تكونين أكثر راحة في بغداد مثلاً؟ ملمحاً إلى أن كل ما نعانيه من أزمات كهرباء وانعدام استقرار، مضاعف في العراق وبالتالي هذه الحياة صعبة أينما كنا. أجبت باسيل بالقول: خياراتنا محدودة في الشارع المسيحي. إما انت أو سمير جعجع. ولولا هذا الواقع لما اضطررنا أن نكون معك أنت في خندق واحد. وهل أسوأ من واقع أن تكون السياسة قدرية؟ نحن الذين خلعنا التبعية الطائفية والإقطاعية والتوريث وذهبنا إلى أفكار لا إلى أفراد، كم هو مرّ أن نجد أنفسنا محاصرين باليتم والوحدة، نتظلل مع ناجي حايك تحت نفس الشجرة عند ميشال عون. يا للهول. أكاد أصاب بالجنون مرددة عبارة زياد الرحباني في “فيلم أميركي طويل”.. “كلنا بفرد خندق يعني.. ولاه شو هالخندق هيدا”.

نعم، لم يعد يتسع الخندق نفسه لي ولناجي حايك. عذراً أستاذ جبران. عذراً جنرال. لا يمكن أن أهادن من يريد قتلي لأن مسيحياً لبنانياً إسمه الشهيد أنطون سعاده أقنعني أكثر منه.

إنتهى آخر حبل ثقة بأن هناك من يحمينا هنا. سكنت صدري كل أنواع البارانويا، والقلق.. والهجرة في الجعبة، لا أدري متى أضغط الزر وأختفي إلى عاصمة أخرى، فأنا يتيمة.. سكنت حنجرتي غضبة مزمنة تحولت إلى ألم. شاهدنا من بعد الإنفجار، حجم الإستثمار في الدم والقضية

لا يتسع الخندق نفسه لكل هذه التناقضات. كيف يمكن أن تجتمع سوريتي ومشرقيتي وعروبتي مع ناجي حايك وسكاكينه الفدرالية؟ كيف يمكن أن أتحسس رقبتي كلما سمعت ناجي حايك يقول لي “ذميّة” على تويتر؟ وماذا تعني هذه الكلمة؟ وكيف يحق لأي شخص أن يقول لأي شخص هذه الكلمة إذا لم يتوافق معه فكرياً؟ وكيف يكون هذا الشخص قائد “جب” في تيار ميشال عون؟ وكيف يخرّج تيار ميشال عون كوادر فيها من الفردية والتقوقع والعنصرية والشوفينية ما يتفوق على أجيال وأجيال في القوات اللبنانية. القواتيون تجدهم يستخدمون مصطلحات أكثر ذكاءاً. أما بعض مناصري التيار، يا للهول، هم رأس حربة الكراهية الطائفية التي يتفوه بها هؤلاء عند كل مفترق طرق سياسي في البلاد.

أنا اليتيمة. إلى من أذهب؟ أسأل سمير جعجع مراراً على التلفاز وفي المقالات والتغريدات والمنابر، أي حتف تجر مسيحيي لبنان إليه بخطابك؟ ألا ترى ما يجري من حولك؟ تنبش خطاب بشير الجميل بعد أربعين عاماً، لماذا؟ ألا تعلم أنه حين كان بشير الجميل يعتلي مقعد الرئاسة كان الإسرائيلي في قلب بيروت، ولم ينجح. المسيحي قلق وخائف ويعيش في الحقيبة وتريد أن تسوّقه ليتقوقع أين ومع من وكيف وبأي عديد وعتاد وأي همّة؟ وهل زمن هذه الحروب لا نعرفه؟ وهل نفعتنا مرة مثل هذه الخيارات؟ من قاتلت حقاً طوال خمسين عاماً إلا أبناء جلدتك؟

لا أخفيك القول أن حزب القوات كاد يفوز فعلاً بالقلوب المسيحية المعتدلة حين اعتمد الخطاب الناعم والإيجابية الإجتماعية في وقت مارس فيه التيار سكرة السلطة، لكن الآن تغير كل شيء، منذ قطع الطرقات وجدار نهر الكلب وإعتراض الناخبين السوريين ومطاردة الشيوعيين في الجميزة إلى أحداث الطيونة. لا يمكن أن نبتلع هذا الدم يا حكيم. إلى أي إنتحار جديد تأخذنا؟

وعلى سيرة نهر الكلب، في العام 2019 كنت أخرجت الهجرة مرة جديدة من جعبتي. كنت من يأسي أريد أن أهرب إلى جبال الشرق البعيد، في النيبال أو أبعد، لأعيش بهدوء هناك وأفتتح مشروعاً استثمارياً صغيراً هناك. ثم اندلعت التشرينية اللبنانية والتشرينية العراقية. وجدت أن أبناء جيلي يلهبون الشوارع والأفكار، وأن بلادنا لنا وعلينا نحن أن نبنيها، وأن كل ما إختزنا من غضب متراكم قد آن أوان تسخيره حيث يجب.

قررت تأجيل الرحيل.

جلست خلف مكتبي أنشغل بما أنشغل فيه الآن، التفكير والتعبير في لبنان ومن لبنان وفجأة إنفجر مرفأ بيروت ومات في داخلي حتى الشعور الهش بالأمان. إنتهى آخر حبل ثقة بأن هناك من يحمينا هنا. سكنت صدري كل أنواع البارانويا، والقلق.. والهجرة في الجعبة، لا أدري متى أضغط الزر وأختفي إلى عاصمة أخرى، فأنا يتيمة.. سكنت حنجرتي غضبة مزمنة تحولت إلى ألم. شاهدنا من بعد الإنفجار، حجم الإستثمار في الدم والقضية.. والآن نعيش على اعتاب انتخابات لا نعرف إن كانت ستجري وإذا جرت ماذا سيتغير وإذا غيّرت ماذا سيحدث مستقبلاً.

لا أفق لي ولأمثالي. ولا أفق للسياسة اللبنانية ولا للتغيير. كفرت بالمجتمع المدني منذ الثورة السورية، وكفرت بالحزب القومي وقدرة تغييره نهائياً، وكفرت بشعبي، وسياسييه، وبلادي، وما فيها.. ولا زلت أسأل نفسي إذا كان للكتابة أصلاً من جدوى. فلمن أكتب؟ وما الذي سيتغير إذا كتبت؟ لمن أغضب؟ وماذا لو غضبت؟ فعلاً يتيمة أنا.

أخجل من أن أعترف أنني هزمت. أو أنني اسعى للإنتقال من بيروت. أشعر بالهزيمة حين اقول إنني حددت الخطة “ب” ورأيت الشقة التي سأعيش فيها، وأنني أعد جواز سفر جديد للعقد القادم من عمري.. أخجل من التفكير أنني قد أترك المكان الذي اشتريته فوق تلة ليمون في المتن الدافئ الحبيب لأستأجر غرفتين على شرفة البوسفور البارد القاسي، طمعاً بأن أعيش حياة شبه طبيعية، في بلاد شبه طبيعية، يحفزني فيها شيء ما للنهوض إلى مستقبل ما.

هنا يتدخل الغرور ليلبي الأنا، فيخترع ألف فتوى تحلّل المكوث في اسطنبول. أمشي في شوارع ترطن فيها الألسن باللغة العربية. هنا السوري والعراقي والفلسطيني واللبناني والتونسي، ينتشرون في السوق والعمل ويتشعبون ويتمددون. هوذا احتلالنا البشري لتركيا، أقول، تمدد الأمة في الدنيا، أقول.. نصف ساعة من الزمن ثم أعود، أقول.. ولكن لا. الحقيقة أنني يتيمة. وأنني لا أعرف إذا بقي لبنان كيف سيكون شكله، وما الذي نستطيع تحقيقه إذا بقينا. أكاد أجزم أنني اشبه مئات الآلاف من اللبنانيين. وأننا جميعاً أيتام. نريد حزباً جديداً، نريد أملاً جديداً.. كل من آمنا فيه، تغير وجهه. كل ما بين اليدين من وقائع يقول إننا أيتام لبنان، وأن لبنان برمّته كما تقول أم كلثوم “كان صرحاً من خيالٍ فهوى”.

Print Friendly, PDF & Email
غدي فرنسيس

صحافية، لبنان

Download Nulled WordPress Themes
Free Download WordPress Themes
Download Premium WordPress Themes Free
Download WordPress Themes
free online course
إقرأ على موقع 180  هذا هو بديل برنامج صندوق النقد الدولي (2)