الملف النووي يتحرك.. وطهران تنتظر جواباً أميركياً!

أكدت عدة مصادر في طهران لـ"جاده إيران" أنّ العمل جار لجسر الهوة في المفاوضات النووية، حيث حمل منسق الاتحاد الأوروبي إنريكي مورا، بعد زيارته الأخيرة لإيران مقترحًا لإعادة إحياء الاتفاق النووي.

أثناء وجوده في طهران الأسبوع الماضي، ربما أعادت اجتماعات كبير المفاوضين النوويين في الاتحاد الأوروبي إنريكي مورا مع كبار المسؤولين الإيرانيين الحياة إلى المفاوضات لاحياء الاتفاق النووي الإيراني.

وما منح مهمة مورا دفعة أخرى هو تزامن زيارته مع زيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى إيران، والذي كان أيضاً عاملا كبيرا في الجهد الدبلوماسي لإحياء الصفقة. كان مورا في طهران في الفترة من 10 إلى 13 أيار/مايو، بينما زارها أمير قطر في 12 أيار/مايو.

وقال دبلوماسي أجنبي مقيم في طهران لـ“جاده إيران” إن اليوم الأول من زيارة مورا – بما في ذلك اجتماعه مع نائب وزير الخارجية الإيراني علي باقري كني – لم يكن مشجّعاً. وأضاف الدبلوماسي أن “الأمور تغيرت في اليوم الثاني، حيث قدم الإيرانيون لمورا بعض الاقتراحات”.

وعلم موقع “جاده إيران” من مصادر متعددة في طهران بأنّ ما قُدِّم للمسؤول الأوروبي كان أكثر من مجرد اقتراحات، كما أشار مصدر مسؤول في طهران للموقع إلى إن “الجانب الإيراني سلّم إلى مورا اقتراحاً بأفكار تمت مراجعتها”.

وبحسب المصدر نفسه، فإن “قضية الحرس الثوري الإسلامي ليست محورية في الاقتراح الجديد. الموضوع موجود، لكن هناك قضايا أخرى ذات أولوية أكبر”.

كشف مصدر دبلوماسي أجنبي في طهران أنّ قطر وسلطنة عمان تساعدان في تمهيد الطريق للتوصل إلى اتفاق نووي

في الأشهر الأخيرة، توقفت محاولات إحياء الاتفاق بسبب مطالبة إيرانية بشطب الحرس الثوري الإيراني من قائمة الأميركية للمنظمات الإرهابية الأجنبية.

بينما لم يكشف أحد تفاصيل الاقتراح الجديد، أكد مصدر آخر في طهران أنه لن يكون هناك استئناف للمحادثات من دون رد واضح من الولايات المتحدة.
وشدد المصدر الرسمي على أنّ “إدارة جو بايدن يجب أن تقرر، حيث لا يمكنها البقاء في الوسط بين سياسات الرئيس السابق دونالد ترامب وما كرره الرئيس جو بايدن خلال حملته الانتخابية”. وتابع: “إنهم يتقنون فن المبالغة في تبسيط القضايا المعقدة، وإخراج الأشياء من سياقها، وهذا يخلق المزيد من الخلافات بشأن الاتفاقية النووية. من السهل حقاً العودة إلى الصفقة، لكن إدارة بايدن تريد الحصول على الكعكة وتناولها في نفس الوقت، وهذا غير ممكن”.

ويُعتقد بأنّ زيارة أمير قطر لطهران كان لها أثر إيجابي على مهمة مورا، حيث أعرب الشيخ تميم عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى اتفاق بين الولايات المتحدة وإيران، مؤكداً استعداده للمساعدة في هذا الشأن.

وقال الأمير خلال مؤتمر صحفي عقده في 20 أيار/مايو مع المستشار الألماني أولاف شولتز في برلين: “نأمل أن يكون هناك اتفاق بين أطراف الاتفاق النووي، وقطر مستعدة للمشاركة في حل هذا الصراع”.

وكشف مصدر دبلوماسي أجنبي في طهران أنّ قطر وسلطنة عمان تساعدان في تمهيد الطريق للتوصل إلى اتفاق نووي، واستطرد: “خلال الأشهر القليلة الماضية، قام دبلوماسيون كبار من قطر وسلطنة عمان بزيارات سرية إلى طهران. ويبقى الهدف الرئيسي خلق أفضل الظروف لإحياء المحادثات النووية”.

في وقت سابق من هذا الأسبوع، تحدث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين مع وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني وشكره على “الدور البناء الذي تقوم به الدوحة” ضمن الجهود لحل القضايا مع إيران، وفقاً لما جاء في بيان أميركي عن الاتصال.

وصرّح وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان يوم الخميس إنه إذا تصرفت الولايات المتحدة “منطقياً”، فإن الصفقة في متناول اليد. ويوم الجمعة الماضي، تحدث عبد اللهيان عبر الهاتف مع منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل. وفقاً لبيان إيراني عن المكالمة، قال بوريل: “نحن الآن على طريق جديد لمواصلة المحادثات والتركيز على الحلول … آمل في تحقيق نتيجة جيدة”. وبحسب ما ورد، أضاف بوريل أنّ الاتحاد الأوروبي “مصمم على مواصلة الجهود لسد الفجوات بين إيران و الولايات المتحدة”.

وقال عبداللهيان كذلك لنظيره الروسي سيرغي لافروف إن الأطراف الأخرى في محادثات فيينا يجب أن تطرح مبادراتها لهذه الغاية، مضيفاً أنّ طهران مستعدة للتوصل إلى اتفاق “جيد” و “قوي” و”دائم” مع مراعاة الاتفاقية الخطوط الحمراء للجمهورية الإسلامية.

(*) بالتزامن مع “جاده إيران

Print Friendly, PDF & Email
إقرأ على موقع 180  أسئلة النار في الإقليم.. تركيا، إيران والضفة؟
علي هاشم

صحافي وكاتب لبناني

Download Best WordPress Themes Free Download
Premium WordPress Themes Download
Download Premium WordPress Themes Free
Premium WordPress Themes Download
download udemy paid course for free
إقرأ على موقع 180  تمرين الحرب الإسرائيلية المقبلة.. ترابط الساحات