كيف إصطاد “الشين بيت” الأخوين عوض الله.. وأرشيف حماس؟ (93)

يروي الكاتب رونين بيرغمان في هذا الفصل من كتابه "انهض واقتل اولا، التاريخ السري لعمليات الاغتيال الإسرائيلية" كيف تمكن جهاز "الشين بيت" من اصطياد المسؤول العسكري لحركة "حماس" عادل عوض الله وشقيقه عماد والاستحواذ على الارشيف العسكري للحركة الذي كان بحوزتهما.

يقول رونين بيرغمان ان عادل عوض الله كان قائدا عملياتيا من الطراز الرفيع ولكنه لم يكن على بينة من التغييرات التي حصلت في جهاز “الشين بيت” (الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة في جمع المعلومات) بما فيها المراقبة الصارمة للمكالمات الهاتفية – من يتصل بمن، ومتى ومكان وجود كل طرف من المكالمة خلال اجرائها – ومع العلم ان عوض الله كان نادرا ما يستخدم الهاتف الخلوي شخصيا، فان عددا من اعضاء شبكاته كان يفعل ذلك، ما سهل امكانية معرفة مكان وجوده ومتابعته عن كثب. لم يكن عوض الله بالطبع يعرف أن “عدوه الرئيسي”، بحسب وصف رئيس “الشين بيت” آمي ايالون “هو افضل رئيس عمليات في تاريخ الجهاز”. كان هذا الرجل هو يوفال ديسكين الذي عينه ايالون رئيسا لمنطقتي القدس والضفة الغربية، المكانين اللذين كان الاخوان عوض الله ينشطان فيهما.

يتابع بيرغمان، ان ديسكين من مواليد العام 1956 وقد ادى خدمته العسكرية في وحدة “شاكد” للاستطلاع ووصل في الترقية الى رتبة قائد كتيبة. انضم الى “الشين بيت” في العام 1978 وخدم كضابط حالة في الاراضي الفلسطينية المحتلة ولبنان، وكان يجيد اللغة العربية بطلاقة وكان ممتازاً في عمله ايضاً، ما اتاح له الارتقاء في الرتب بسرعة، وكان ديسكين قاسيا جدا وناقدا بقوة لمساعديه كما لرؤسائه، وكان من الواضح انه اذا تمكن من سحق الشبكات “الارهابية” لحركة “حماس” في الضفة الغربية سيكون مرشحاً جيداً لتولي منصب رئيس “الشين بيت”.

سرعان ما تحول هذا المنزل الى كنز من المعلومات الاستخبارية التي تضمنت ارشيف الجناح العسكري لحركة “حماس” الذي كان ينقله عادل عوض الله معه من مخبأ الى مخبأ خوفا من وقوعه في ايدي “الشين بيت”، وبالإضافة إلى الخطط التي كانا الأخوان يعدانها لهجومهما المقبل والتي تضمنت دس السم في خزان المياه المركزي لمدينة تل ابيب

ينقل بيرغمان عن ديسكين قوله “كان عادل عوض الله شديد الشكوك، وكان يعتمد على التواصل البشري في شبكات اتصالاته وكل عضو في هذا الشبكات خضع لاختبار الولاء شخصيا، وبفضل هؤلاء تمكن من العيش لسنوات. حتى اللحظات الاخيرة، كنا نجد صعوبة كبيرة في الوصول الى مقربة منه”. ويضيف بيرغمان ان الاخوين عوض الله كانا حذرين جدا من مواجهة المصير الذي واجهه سلفهما محي الدين الشريف والاعتقال الذي تعرض له رفاق الاخير، وقد اشتبها ان هناك ناشطا في “حماس”، ربما في منصب رفيع، كان يتعامل مع إسرائيل او مع السلطة الفلسطينية ويسرب لهما الاسرار مما ادى الى اصطياد الشريف. وبما انه لم يظهر وجود اي متعامل، فقد اعتبر الاخوان عوض الله ان المتعامل ربما يكون ناشطا بينهم، وبسبب هذا الاشتباه قررا ان يتواصلا مع اناس من خارج “حماس” من المعروف عنهم ولاءهم للقضية الوطنية الفلسطينية، من اجل تأمين المأوى والمأكل لهما. فوقع خيارهما على نشطاء في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، كانوا قد سجنوا لسنوات في سجن “إسرائيلي” لادانتهم بالانتماء الى منظمة “ارهابية” وحيازتهم أسلحة نارية غير مرخصة. هؤلاء النشطاء أمّنوا للاخوين عوض الله مأوى في مبنى مؤلف من طابقين في احدى المزارع تقع بالقرب منه ساحة كبيرة محاطة بسور في قرية خربة الطيبة غربي مدينة الخليل، وقد كانت هذه المزرعة مملوكة لعائلة احد هؤلاء النشطاء. وسرعان ما تحول هذا المنزل الى كنز من المعلومات الاستخبارية التي تضمنت ارشيف الجناح العسكري لحركة “حماس” الذي كان ينقله عادل عوض الله معه من مخبأ الى مخبأ خوفا من وقوعه في ايدي “الشين بيت”، وبالإضافة إلى الخطط التي كانا الأخوان يعدانها لهجومهما المقبل والتي تضمنت دس السم في خزان المياه المركزي لمدينة تل ابيب.

تمكن جهاز “الشين بيت” من تحديد أحد النشطاء (في الجبهة الشعبية) الذين كانوا على تواصل مع الاخوين عوض الله، يقول بيرغمان، “وضغط عليه بشدة لجعله عميلا للجهاز تحت طائلة تهديده بالسجن لسنوات طويلة بتهمة التعامل مع حماس، ومقابل هذه العصا الغليظة، قدم له الجهاز الجزرة التي كانت عبارة عن مدفوعات مالية سخية بالاضافة الى تأمين حياة جديدة وسهلة له ولعائلته في الخارج ان تعامل، فوافق. وكانت اولى المهمات هي تأمين مراقبة المنزل بالصوت والصورة الحية، لان اعتقال الاخوين عوض الله بحسب قناعة ديسكين كان يمكن ان ينتظر لكن الاهم الان هو معرفة ما كانا يخططان له بدقة، لذلك، انتظر عملاء “الشين بيت” الى حين اعطاهم المتعامل خبرا ان الاخوين بصدد مغادرة البيت إلى مكان ما ولأمر ما. كان الاخوان عوض الله في سيارة واحدة والمتعامل في السيارة الاخرى. وكان عملاء وحدة “العصافير” بالانتظار خارج المنزل يراقبون، وما ان ابتعدت السيارتان عن الانظار حتى دخلوا المنزل مستخدمين نسخة عن المفتاح الذي امنه لهم المتعامل وبدأوا بتركيب كاميرات مراقبة وميكروفونات في كل غرفة من غرفه”، يقول بيرغمان.

عاد الاخوان عوض الله في وقت متأخر من الليل، وعلى مدى اربعة ايام من بعد ذلك التاريخ، كان يتم تسجيل كل كلمة ينطق بها المسؤول العسكري الاول لحركة “حماس”. لقد تحدث عادل وعماد عن عدد من التحسينات التكتيكية التي كانا يريدان إدخالها على خطتهم، وعن امكانية ان تبدأ “حماس” في تصنيع الصواريخ على غرار تلك التي كان حزب الله اللبناني يستخدمها. وقد وفّرت المراقبة الدقيقة لهما لـ”الإسرائيليين” تفاصيل عن خطط محددة والتوجه العام الذي كان الاخوان يعملان عليه. ففي احدى المحادثات بينهما على سبيل المثال تحدث عماد، الذي عانى من تعذيب قاس على ايدي سجانيه لدى السلطة الفلسطينية، بكراهية مرة ضد رجال (الزعيم الفلسطيني) ياسر عرفات وقال “في المرة الثانية اذا اتوا لاعتقالي سأطلق عليهم النار على الفور”، لكن اخيه الذي كان يستلقي على إحدى الارائك نهض على قدميه وانفجر به غاضبا “نحن لا نطلق النار على مسلمين، هل تسمعني؟ حتى لو فعلوا بنا ابشع الامور، لا تقتل مسلماً ابداً”.

قال ايالون لنتنياهو “ان لم يكن لدينا الرغبة في قتل رئيس الذراع العسكري الذي يعمل ضدنا فلماذا وجودنا؟ ان لم توقع الترخيص بالقتل سوف استقيل من قيادة الشين بيت”

ابلغ جهاز “الشين بيت” الجيش “الإسرائيلي” عن كمية المعلومات القيّمة التي حصل عليها، وكان من المعروف جيدا انه في وقت ما غير متوقع ووفقا للتدابير الامنية الاحترازية، فان الاخوين عوض الله سيُغيّران مخبأهما، فطلب “الشين بيت” تجهيز قوة لقتلهما، ولكن المؤسسة العسكرية لم تكن توّاقة لاغتيال مسؤول اخر لحركة “حماس” – نظرا لرد الفعل الذي أعقب إغتيال يحيى عياش، وذلك ما كان يثير قلق المسؤولين “الإسرائيليين”. لذلك فقد ذهب ايالون و”الشين بيت” الى وحدة “يمام” في “الشرطة الإسرائيلية” التي كانت مهمتها مكافحة “الارهاب”، وكانت هناك منافسة شديدة وطويلة الامد بين وحدة “يمام” ووحدات العمليات في الجيش “الإسرائيلي” وقد فسر الجيش قرار ايالون بطلب مساعدة الشرطة على انه خطوة استباقية مقصودة.

يتابع بيرغمان، “لاحقا، حصل خلاف في الرأي بين ايالون وديسكين، فقد ارتأى الاخير ان تقتحم مجموعة من كوماندوس “يمام” المنزل وتقتل الاخوين على الفور، لكن ايالون، الذي كان في المبدأ مؤيدا لقتلهما، كان يفضل ان يبذل جهداً اكبر من اجل اعتقالهما على قيد الحياة واخضاعهما للتحقيق الذي كان متأكدا انه سيسفر عن كمية هائلة من المعلومات القيمة، في النهاية تم التوصل الى تسوية بين الرأيين: إذا كان هناك من طريقة للتأكد من اعتقالهما من دون تعريض حياة عملاء “يمام” للخطر لا بأس بذلك.. والا فليقتل الاخوان عوض الله.

إقرأ على موقع 180  رابين و"حرقة القلب" في عنتيبي: وديع حداد يجب أن يموت (35)

اخذ ايالون الخطة الى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي ابدى ترددا اكبر من ذلك الذي ابداه عندما قدم له جهاز “الموساد” خطة اغتيال خالد مشعل في العاصمة الأردنية، لقد فهم بصورة جيدة الان ان كل عملية، مهما بدت امنة وسهلة، قد تنهار خلال التنفيذ وتنتهي الى نتائج كارثية على الفريق المولج بتنفيذها. عملية اغتيال محي الدين الشريف لم تترك اية بصمات “إسرائيلية” ولكن هذه المرة كان من الممكن ان يقتل الاخوان في غارة لوحدة “يمام” ولن يكون باستطاعة “إسرائيل” ان تنفي مسؤوليتها وبالتالي فان حركة “حماس” سترد بهجمات كبيرة وواسعة. كان شيمون بيريز قد خسر موقعه رئيسا للحكومة بسب موجة “الارهاب” التي اطلقتها “حماس” ردا على اغتيال يحيى عياش، ولم يكن لدى نتنياهو الرغبة في المخاطرة بموقعه فرفض توقيع الصفحة الحمراء (قرار القتل). فقال له ايالون “ان لم يكن لدينا الرغبة في قتل رئيس الذراع العسكري الذي يعمل ضدنا فلماذا وجودنا؟ ان لم توقع الترخيص بالقتل سوف استقيل من قيادة الشين بيت”، وفق الرواية التي قدّمها إلى رونين بيرغمان.

لقد كان ما قاله ايالون تهديدا كبيرا مع تداعيات تتجاوز موقعه نفسه، فقد كان ينظر حينها الى نتنياهو على انه ضعيف بسبب اطلاق سراح زعيم “حماس” الشيخ احمد ياسين، وكان الرأي العام يرى بانه لم يكن في موقعه كرئيس للوزراء محارباً جيداً لـ”الارهاب”، فاذا استقال ايالون، كان نتنياهو متأكدا ان سبب الاستقالة سيتسرب وسيتبين أن رئيس الوزراء رفض تصفية هدف رئيسي يهدد الدولة “الإسرائيلية” واليهود في كل مكان ما سيجعله يبدو اضعف واضعف. لذلك بعد ساعات قليلة من تلك المحادثة وقع قرار الموافقة على العملية.

ويضيف بيرغمان “كانت الخطة تقضي بشل حركة الاخوين عوض الله قبل الهجوم، وفي احدى المحادثات التي رصدها الشين بيت ذكر عماد انه يحب البقلاوة، لذلك في مساء الحادي عشر من سبتمبر/ايلول عام 1998 قام اختصاصيون في الشين بيت بدس مادة مخدرة في البقلاوة وارسلت الى البيت في خربة الطيبة، وانتظروا حتى يأخذ المخدر مفعوله على الاخوين لأجل دخول البيت ونقلهما بواسطة آلية الى احد مراكز التحقيق. لم تمض الخطة كما رُسِم لها، ففرح عماد بالبقلاوة جعله يتخم نفسه بها ما ادى الى ان يسيطر عليه النعاس بسرعة وان يبدأ بالشخير، ولكن “الشين بيت” لم يكن يعلم ان عادل يكره البقلاوة ولن يلمسها، وعندما بدا من خلال المراقبة المتلفزة بان عادل لم يقرب البقلاوة ولا ينوي الذهاب الى الفراش في وقت قريب، اعطي الامر لوحدة “يمام” باقتحام المنزل فتحركت مجموعات الاقتحام من عدة اتجاهات مصحوبة بكلب هجومي. تم تسلق السور واقتحام المنزل. هرع عادل نحو بندقيته واطلق النار على الكلب ولكن رجال الكوماندوس عاجلوه بتصفيته على الفور. استيقظ عماد على صوت الرصاص وحاول الوصول الى سلاحه ولكنه قتل بصليات نار سريعة. وما ان اعطت وحدة “يمام” اشارة تأمين الشقة حتى دخل فريق من وحدة “العصافير” وسرعان ما وجد الارشيف مخبأ في إحدى الغرف”.

ينقل بيرغمان عن أيالون قوله “قلت لعرفات، لا تقل لي من هما عوض الله فنحن نعرف انك تعرف من هما وماذا فعلا، فباسم دولة إسرائيل اطلب منك ان تفعل كل شيء لكبح جماح حماس..”. طلب عرفات ان يبقى خبر العملية طي الكتمان لاربعة ايام من اجل تنظيم وضعه

اتصل ايالون بنتنياهو واخبره ان العملية نجحت وان الاخوين عوض الله قتلا، واستباقاً لاي ردة فعل عنيفة من الفلسطينيين، طلب نتنياهو من ايالون التوجه الى “المقاطعة” وهو مجمع قيادة السلطة الفلسطينية في رام الله. عندما وصل ايالون الى هناك كان ياسر عرفات لا يزال صاحيا وينتظره، فاخبره ايالون ان “إسرائيل” قتلت الاخوين عوض الله. هنا ينقل بيرغمان عن أيالون قوله “قلت لعرفات، لا تقل لي من هما عوض الله فنحن نعرف انك تعرف من هما وماذا فعلا، فباسم دولة إسرائيل اطلب منك ان تفعل كل شيء لكبح جماح حماس..”. طلب عرفات ان يبقى خبر العملية طي الكتمان لاربعة ايام من اجل تنظيم وضعه، فقال له ايالون ان ليس بامكانه ان يفعل شيئا لتأخير انتشار الخبر وان ليس امام الفلسطينيين سوى اربع ساعات قبل ان تصل القصة الى الصحافة، واضاف ايالون مخاطبا عرفات، كما يقول بيرغمان “ارجوك اعطِ جبريل (الرجوب) و(محمد) دحلان الامر ان يتصرفا حالا”. وكان الرجلان اللذان يقودا جهازي الامن الفلسطيني يجلسان إلى جانبي عرفات، واضاف ايالون “هما يعرفان ما يجب فعله، وان لم يفعلا ذلك وانطلق اي هجوم ارهابي فان إسرائيل سترد باقسى قوة ممكنة بما يؤدي إلى توقف عملية السلام”. امر عرفات الضابطين بالعمل بصورة صارمة. في الليلة نفسها، تم اعتقال كل القادة الناشطين في “حماس” واقتيدوا الى الاعتقال وتبلغت الحركة ان اي نشاط ضد “إسرائيل” سوف يجر الى رد فعل عنيف من السلطة الفلسطينية. لقد فعل الرجوب ودحلان كل ما امكنهما ليؤكدا لـ”الإسرائيليين” ان عرفات كان جادا في تنفيذ تهديداته لحركة “حماس”. في غضون ذلك، بدأ المحللون وضباط “الشين بيت” التنقيب في الارشيف العسكري لـ”حماس” وادخال الاسماء والتواريخ في حواسيبهم – كل ذلك كجزء من جهد مكثف يهدف الى التدقيق السريع في وثائق الارشيف من اجل العمل قبل ان يتمكن الذراع العسكري لحماس من استجماع قواه ويختبىء مجددا. وبدأت وحدات من الجيش “الإسرائيلي” و”يمام” و”الشين بيت” بحملة اعتقالات شملت العشرات من كبار المسؤولين العسكريين وخبراء المتفجرات وحافظي الاسلحة والمواد المستخدمة في تصنيع العبوات ومسؤولي التدريب والدعم ومن ضمنهم ضباط الاتصال وعناصر من الذراع المدني الاجتماعي لحركة “حماس”. لقد قاد الارشيف الذي حماه الاخوان عوض الله بقوة الى وضع البنى التحتية للجهاز العسكري لـ”حماس” على شفير الانهيار”، يقول رونين بيرغمان.

وتبين أن الشقيقين عوض الله كانا يعدان خطة تضمنت خطف شخصيات عسكرية وسياسية كبيرة وتفجير سيارات مفخخة في خمس مدن كبيرة تبدأ بواحدة في تل ابيب يليها تهديد للحكومة الإسرائيلية بتفجير اخرى ما لم يطلق سراح جميع الاسرى الفلسطينيين، ومن ثم تفجير سيارة اخرى، وهكذا دواليك، بالاضافة الى خطة لدس السم في خزان المياه المركزي لمدينة تل ابيب.

Print Friendly, PDF & Email
Premium WordPress Themes Download
Download WordPress Themes Free
Download WordPress Themes
Download Nulled WordPress Themes
download udemy paid course for free
إقرأ على موقع 180  رابين و"حرقة القلب" في عنتيبي: وديع حداد يجب أن يموت (35)