“بحسب التقديرات، في إسرائيل، فإن استعداد الولايات المتحدة والدول الأوروبية للعودة إلى الاتفاق النووي “قريبة من الصفر”، حتى لو لم تتم إزالة الموضوع كلياً عن الطاولة. وعلى الرغم من ذلك، فإنه توجد مخاوف في إسرائيل من أن التعاون بين الدولتين سيسمح لإيران بالتزود بقدرات هجومية مُحسّنة.
حتى الآن، قدّروا في الغرب أن الانتخابات النصفية الأميركية ستخلق فرصة للدفع قدماً بالاتفاق، وأن إيران ستتنازل في نهاية المطاف. الافتراض الحالي مختلف كلياً: التعاون ما بين إيران وروسيا، والذي ترفضه الدول الأوروبية بسبب اجتياح أوكرانيا، يلقي بظلاله على قدرة الدول العظمى على تشكيل جبهة موحدة أمام طهران في الموضوع النووي. أحد المخاوف المركزية لدى الدول الغربية التي تخوض المفاوضات له علاقة بقدرة روسيا على القيام بالدور المكلفة به في الاتفاق الأصلي: مراقبة إخراج مخزون اليورانيوم المخصّب من الأراضي الإيرانية، كما هو مطلوب.
من هذه الناحية، التطورات الأخيرة تخدم إسرائيل التي تسعى لإحباط الاتفاق. مسؤولون إسرائيليون طالبوا إدارة بايدن بتشديد العقوبات ضد إيران بسبب التقدم في المشروع النووي، اكتشفوا مؤخراً أن الإدارة في واشنطن مجندة للمعركة لأسباب أُخرى. فإلى جانب وقوف إيران إلى يمين فلاديمير بوتين، هناك أيضاً الاحتجاجات الشعبية في الدولة والأخبار عن خرق حقوق الإنسان من جانب النظام هناك. كل هذا شجع الولايات المتحدة والدول الأوروبية على تعميق نظام العقوبات.
في هذه المرحلة، لا يزال من المبكر التقدير ما إذا كان هذا الخط العدواني سيؤثر في إيران في مجال البرنامج النووي. فعلى الرغم من أن العقوبات محسوسة جيداً في الدولة، فإنها لم تغيّر سياساتها: الأسبوع الماضي هاجمت مسيّرة إيرانية سفينة بملكية جزئية إسرائيلية في خليج عُمان، نظام آية الله أعلن توسيع تخصيب اليورانيوم، ومؤسسات حقوق الإنسان أشارت إلى تعزيز الهجوم ضد المتظاهرين في الشوارع. هذه كلها إشارات إلى أن إيران بعيدة عن فهم الرسالة الغربية.
يوم الأحد الماضي، قال رئيس قسم الاستخبارات في الجيش الجنرال أهارون حاليفا إن إيران في الوقت القريب “ستتسلى بتخصيب” اليورانيوم لدرجة 90%، الذي يسمح بإنتاج قنبلة نووية. بعد ذلك بيوم، أعلنت طهران للوكالة الدولية للطاقة الذرية نيتها توسيع تخصيب اليورانيوم في مفاعل فوردو بنسبة أقل بكثير، 60%
وفي المقابل، تزداد المخاوف في إسرائيل من أن التعاون ما بين إيران وسوريا سيمنح الإيرانيين معرفة وخبرة لمساعدتهم على مهاجمة أهداف في الشرق الأوسط. شخصيات إسرائيلية تتابع، بقلق، تزويد روسيا بمسيّرات إيرانية وتبادُل المعلومات بين الدولتين في هذا السياق. رئيس مكتب الأمن القومي إيال حولاتا حذّر الأسبوع الماضي، في خطاب ألقاه في معهد IISS في البحرين، من إمكانية أن تزود موسكو إيران بصواريخ باليستية قصيرة المدى، كجزء من تعميق التعاون بينهما.
قال مصدر سياسي لـ”هآرتس” إن إسرائيل عبّرت عن مخاوفها أمام الحكومة في موسكو، خلال محادثة أجراها السفير الإسرائيلي مع نائب وزير الخارجية الروسي. مصدر آخر لديه خبرة في الموضوع، قال إنه “لم يكن لإيران حتى اليوم خبرة عملياتية جدية في موضوع التسلح”. وأضاف أن “المعركة في أوكرانيا بأسلحة تعرفها إيران جيداً، يمكن أن تسمح لها بمراكمة معرفة ناجعة أكثر بتفعيل المسيّرات وإطلاق الصواريخ والقذائف”.
يوم الأحد الماضي، قال رئيس قسم الاستخبارات في الجيش الجنرال أهارون حاليفا إن إيران في الوقت القريب “ستتسلى بتخصيب” اليورانيوم لدرجة 90%، الذي يسمح بإنتاج قنبلة نووية. بعد ذلك بيوم، أعلنت طهران للوكالة الدولية للطاقة الذرية نيتها توسيع تخصيب اليورانيوم في مفاعل فوردو بنسبة أقل بكثير، 60%.
في أيلول/سبتمبر المنصرم، عرض وزير الدفاع بني غانتس أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة معلومات استخباراتية لدى إسرائيل، تشير إلى أنه جرى تطوُّر جدي على البرنامج النووي الإيراني في العام الأخير. وخلال جلسة مع السفراء، طالب المجتمع الدولي بـ”خطط عملياتية، وسياسية واقتصادية، والعمل في مجلس الأمن ضد إيران”، كما طالب باستنفاد تحقيق وكالة الطاقة الذرية ضدها في كل ما يخص بقايا اليورانيوم التي وُجدت في مواقع غير معلنة. وبحسب غانتس، فإن إيران عززت إنتاج أجهزة الطرد المركزي المتطورة في العام الأخير بـ”مئات عديدة”، والآن، لديها على الأقل ضعف الكمية التي كانت لديها سابقاً في مفاعليْ نتانز وفوردو. وأضاف غانتس أنه “في مفاعل فوردو، حيث يُمنع تخصيب اليورانيوم، بحسب الاتفاق النووي الذي لا تزال إيران ملزمة به طوّرت إيران قدراتها على التخصيب”، ووفقاً له “إذا قررت إيران، فتستطيع الانتقال إلى تخصيب بنسبة 90%”.
حينها، دعا غانتس المجتمع الدولي إلى العمل ضد إيران بأقرب وقت ممكن، وقال: “الجهة الأكبر التي تزعزع الاستقرار في الشرق الأوسط هي إيران. إيران يمكنها أن تدفع إلى الإرهاب وسباق التسلح. أنا مؤمن بأنه من الممكن منع ذلك، والآن هو وقت العمل. إيران تهدد الاقتصاد العالمي، وموارد الطاقة، وتؤثر في أسعار الغذاء والتجارة، وفي حرية الملاحة والاستقرار في الشرق الأوسط. تقوم بهذا كله الآن، وإذا كان لديها غطاء نووي، فإن الأمور ستغدو أصعب”. (المصدر: مؤسسة الدراسات الفلسطينية).