يبدو أن وصية مايكل مور بتكوين جيش من الكوميديا قد لاقت صدى كبيراً داخل المجتمع الأميركي، فمنذ بداية عهد دونالد ترامب كرئيس للولايات المتحدة، أصبحت مواقفه وتصريحاته مادة دسمة للبرامج الأميركية الساخرة، والتي زادت شعبيتها خلال عهد ترامب بصورة غير مسبوقة، وبات الشعب يُقبل بكل شغف على هذه البرامج.
ويرى القائمون على البرامج الساخرة مثل جون ستيوارت، أن السخرية السياسية كانت السلاح الأقوى في مواجهة دونالد ترامب، لأنها تثير غضبه كما بدا من ردود أفعاله الغاضبة على تويتر بعد بث بعض حلقات برنامج “Saturday Night”.
ولم تقتصر البرامج الساخرة على المجتمع الأميركي فقط، بل توسعت الى العديد من الدول، بما في ذلك الدول العربية، التي أنتجت برامج تحاكي كثيراً البرامج الأميركية، ولكن بنسخ عربية.
- السمات الأساسية للسخرية
يمكن تعريف “السخرية” على أنها “أداة فنية مؤثرة قادرة على توضيح وإبراز القصور في أفعال إنسانية محددة، أو اتجاه بعض القضايا الاجتماعية من خلال السخرية والاستهزاء، مما يجعلها واسعة الانتشار وتصل لجماهير عريضة”[1]، في حين عرَّف آخرون “السخرية” على أنها “سلوك يتضمن توجيه نقد يتسم بخفة الدم، بغرض تسليط الضوء على سلوك ما، شخصي أو مؤسسي، اجتماعي أو سياسي، بهدف تغييره أو تطويره”[2].
وبعيداً عن التعريفين السابقين، وحجم التوافق والاختلاف بينهما، ثمة اتفاق على أن “السخرية” هي أي منتج، سواء أكان أدبياً أم فنياً، يحتوي على الخصائص التالية[3]:
- النقد (Critique): “السخرية” في جوهرها تعد شكلاً من أشكال النقد لأحد الأفعال الإنسانية، التي تتسم بالقصور أو النقص، ومحاولة الإضاءة عليها وإبرازها أمام شريحة واسعة من الأفراد، بغرض دفعهم إلى استهجانها، ومن ثم التشجيع على تبني سلوكيات مغايرة لها.
- التهكم (Irony): تستخدم “السخرية” أسلوب “التهكم”، من أجل إبراز المشكلة في السلوك محل الانتقاد.
- الضمنية (Implicitness): هي ليست موقفاً واضحاً أو حكماً قطعياً في قضية معينة، بل هي حكم ضمني غالباً ما يكون مبالغاً فيه أو يتم اقتطاعه من سياقه.
وفي الغالب الأعم من الحالات، فإن “السخرية” تحمل رسائل ضمنية، لا رسائل علنية، لذلك فإن القائمين عليها لا يقعون غالباً تحت طائلة القانون والعقاب، ويزيد توظيف “السخرية” في الأوقات التي تعم فيها حالة السخط أو عدم الرضا عن الأوضاع السياسية أو الاجتماعية القائمة، مع تزايد انشغال المواطنين بالمجال العام[4].
بدأ انتشار “البرامج الساخرة”، في جانبها السياسي، مع عقد التسعينيات من القرن العشرين، مع ظهور “برامج الترفيه السياسي” (Political Entertainment Programming) في الولايات المتحدة الأميركية، ومن أبرز هذه البرامج برنامج “سياسياً غير صحيح” (Political Incorrect)، وبرنامج “العرض اليومي” (The Daily Show).
سعت تلك البرامج لتناول القضايا السياسية وإلقاء الضوء عليها وانتقادها، ليس من خلال المحللين أو الخبراء السياسيين عبر البرامج المتخصصة، بل من خلال “السخرية” من السياسيين، ومواقفهم وتصريحاتهم المتناقضة، واستخدمت في ذلك لغة سهلة وبسيطة وتقترب من لغة الشارع العادي، وبالتالي أصبحت أكثر تأثيراً وجاذبية، بسبب مضمونها الساخر والبسيط[5]. إذا “السخرية” ليست ظاهرة جديدة، غير أنها باتت تشهد زخماً كبيراً، وخاصة مع انطلاق عهد الرئيس الأسبق للولايات المتحدة دونالد ترامب.
يلاحظ أن “السخرية” تصاعد استخدامها في السنوات الأخيرة في بعض الدول العربية، التي تشهد احتقاناً مجتمعياً واضحاً، أو تواجه شعوبها تحديات سياسية واقتصادية، وذلك كوسيلة لتعبير قطاعات اجتماعية معينة عن عدم رضاها عن الوضع القائم، وعلى رغم شعبية البرامج الساخرة، فإن هناك جدلاً غير محسوم حول حجم تأثيرها الحقيقي على توجهات الرأي العام
- أشكال “السخرية” الأكثر شيوعاً
تعد “السخرية” واحدة من مكونات الثقافة الشعبية لدى العديد من الدول، خاصة في العالم العربي، حيث يُعرف عن بعض شعوبها حبها للمرح والنقد اللاذع والساخر، كالشعب المصري، ولقد أدى نجاح البرامج الأميركية الساخرة إلى ظهور برامج مماثلة في بعض الدول العربية، في المرحلة التالية على ثورات ما عُرف بـ”الربيع العربي”، حيث إنتشرت ثلاثة أشكال أساسية من السخرية هي:
- برامج التوك شو الساخرة.
- الصحافة الساخرة.
- ميمز الانترنت.
سنتناول كل شكل من هذه الأشكال بقدر من التفصيل، وذلك على النحو التالي:
- برامج التوك شو الساخرة: تمثلت أبرز البرامج الناجحة في العالم العربي في أعقاب ما عُرف بـ“ثورات الربيع العربي” في برنامج “البرنامج” لباسم يوسف الذي اشتهر باسم “جون ستيوارت مصر”، حيث قدم برنامجه الساخر على غرار البرنامج الأميركي (The Daily Show)، وكان يعتبر البرنامج الأكثر مشاهدة في الشرق الأوسط، وركز البرنامج على تقديم “كوميديا سوداء” للسخرية من الأزمات السياسية والاقتصادية التي كان يمر بها الشعب المصري في زمن ثورة يناير.
ولفت الانتباه، في نفس السياق، برنامج للتحليل السياسي الساخر (DNA) للصحافي اللبناني نديم قطيش، نظراً لتناوله بصورة نقدية قاسية، وأحيانا ساخرة الأحداث والتصريحات السياسية في لبنان والشرق الأوسط.
الموجة الأولى من البرامج الساخرة التي ظهرت في العالم العربي غلب عليها الطابع السياسي، لكن تلتها سلسلة من البرامج الساخرة التي تنحو نحو النقد الاجتماعي والثقافي، أما في الموجة الثانية، لم تركز البرامج الساخرة على السياسة (النموذج الأميركي)، بل على الطابع الثقافي والاجتماعي، وأصبحت العادات والتقاليد وأسلوب الحياة والمفاهيم الاجتماعية الراسخة محل انتقاد تلك الموجة الثانية والتي ما زالت قائمة وشهدت نمواً وتطوراً ملحوظين.
ولعل هذا التحول من السياسي الى المجتمعي يرجع في جانب منه إلى انصراف الاهتمام جزئياً عن الشأن السياسي، بعد الإحباط الذي أصاب المجتمعات العربية، نتيجة الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية التي عانتها تلك الدول في أعقاب “الثورات”.
- الصحافة الساخرة: تصاعدت ظاهرة المواقع الإخبارية “الساخرة” التي تحاكي الصحف والمواقع الإخبارية، إلا أنها تعتمد إما على قصص إخبارية صحيحة مكتوبة بطريقة ساخرة، أو على قصص إخبارية مزيفة من وحي الأحداث الجارية. ويعد الهدف الأساسي من هذه المواقع التشكيك في نزاهة الممارسات الصحفية الحالية، فضلاً عن سخريتها من السياسيين أو المؤسسات السياسية[6]. ومن أهم المواقع الإخبارية ذات الشهرة العالمية “The Onion“، وموقع “Bean soup Times“.
أما الصحافة الساخرة في نسختها العربية فجاءت من خلال الموقع الاخباري الساخر “الحدود” https://alhudood.net، وهو موقع أردني تم تأسيسه في 2013 على يد ستة صحفيين أردنيين. والذي يهدف إلى استخدام السخرية في سرد الوقائع السياسية الصعبة التي نعيشها.
ولا تقف فكرة السخرية السياسية عند المواقع الإخبارية. هناك برامج إخبارية ساخرة تختلف عن برامج التوك شو الساخرة، حيث تأتي في شكل محاكاة لبرامج بث الأخبار، وتبث بدورها أخباراً ساخرة في إطار من الجدية، وكان من أشهرها في أميركا (Not necessarily the news)، والفكرة مقتبسة من برنامج بريطاني كان يعرف باسم “ليست أخبار التاسعة” وتأخذ هذه البرامج شكل البرنامج الاخباري الجاد مع وجود مذيع أخبار ومراسلين.
- ميمز الإنترنت “Internet Mems”: وهو مصطلح يُستخدم لوصف موضوع فكاهي أو ساخر ينتشر بسرعة كبيرة بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي. وعادة ما يكون الـ “ميم” (أو ميمز بالجمع) عبارة عن صورة واحدة يكتب عليها الناس تعليقاتهم، ويحتوي مضمون التعليق أو الصورة، أو الاثنين معاً على رسالة ساخرة من الموضوع محل التعليق، وتعرف أيضاً بين الشباب أحيانا بمصطلح “Theme”.
وجاء مصطلح “الميمز” من عالم البيولوجيا ريتشارد داوكينز (Richard Dawkins) الذي حاول وضع وحدة ثقافية على غرار “الجين” أي الوحدة الأساسية للوراثة في الكائن الحي، والتي يمكن من خلالها تتبع تطور الثقافة أو كيفية انتشارها[7]، فهي الفكرة أو الشعار أو الرمز الذي ينتشر بسرعة فائقة بين ملايين المستخدمين في وقت زمني بسيط، وتظهر “الميمز” على مئات الموضوعات والقضايا بدءاً من الموضوعات والأحداث العالمية والمحلية الكبرى وانتهاءً بالخبرة والمواقف الشخصية[8].
وقد انتشر هذا النوع من السخرية بشدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بل وأصبح أحد مكونات ثقافة الإنترنت، خاصة في ظل انتشار ثقافة “الرسائل البصرية”، وانتشارها أكثر من النصوص المكتوبة. ووفقاً لإحدى الدراسات التي تناولت ظاهرة “الميمز” السياسي الساخر، يتم إنتاج وتداول “الميمز” من خلال منفذي الفكرة، وأولئك الذين يقومون بتحويلها الى اللغة المحكية، فضلاً عن ملايين المشاركين الذين يتداولون هذا المنتج. لذا، فإن القائمين عليه يشعرون وكأنهم يساهمون في وضع أجندة النقاش العام[9].
ويحتاج إنتاج “الميمز” إلى الإلمام بمهارات تكنولوجية معينة لذلك غالباً ما يكون المنتجون لهذه الصور الساخرة من ذوي خلفيات تعليمية عالية، ويقعون أغلبهم في الفئة العمرية ما بين 18 و29 عاماً.
تلعب البرامج الساخرة دوراً في تشكيل وعي قطاع من الجمهور حول بعض القضايا الاجتماعية والسياسية، فقدرة هذه البرامج على الوصول إلى الشارع بلغة سهلة، و”إمتاع” المشاهدين بالمواقف الساخرة، والحث على النقد ينمي المعرفة بالجدل السياسي والاجتماعي القائم في المجتمع
- حدود تأثير السخرية
لا يزال الجدل حول تأثير السخرية، بنمطيها السياسي والاجتماعي، غير محسوم، فبينما يراها البعض مجرد أداة للترفيه حول القضايا السياسية والاجتماعية، وأن تأثيرها لا يتعدى التعبير عن الإعجاب (Like) بأعداد كبيرة على الفيسبوك من دون أن يكون لذلك انعكاس على الواقع العملي، فإن الرأي المغاير يذهب إلى أن السخرية لديها القدرة على التأثير على توجهات المواطنين في المجال العام، سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة. وقد تركز الجدل بين الاتجاهين حول دور السخرية كمصدر للمعلومات، وقدرتها على التأثير على شعبية السياسيين، بالإضافة إلى دورها في تشكيل الوعي المجتمعي، وذلك على النحو التالي:
أ – مصدر مضلل للمعلومات: حيث فقد الشباب، على مدار السنوات الماضية، اهتمامهم بمصادر الأخبار المختلفة، خاصة وسائل الاعلام التقليدية. كان السؤال الذي يطرحه السياسيون: كيف يُشكل الشباب وعيهم عن العالم المحيط بهم، وكيف يحكمون على الأشياء، ومن أين يستقون معلوماتهم عن الداخل والعالم. ويجيب تقرير صادر عن مركز بيو لاستطلاعات الرأي، أن 21% من الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 سنة يستقون معلوماتهم عن التطورات السياسية، ويُكوّنون معرفتهم عن المرشحين السياسيين والمرشحين لرئاسة الدولة من خلال البرامج الكوميدية[10]، وقد وجد الباحثون أن مشاهدي البرامج الساخرة هم الأصغر سناً مقارنة ببقية برامج التوك شو.
ويتمثل الأمر المقلق في هذه النوعية من البرامج في أن المشاهد لها لا يستطيع التمييز أحياناً بين ما هو حقيقي وما هو محاكاة، أي بين الأحداث الواقعية والمفبركة في العمل الساخر، وهو ما قد يؤدي إلى تشكيل وعي زائف أو فهم مغلوط تجاه قضية من القضايا، خاصة مع ميل البرامج الساخرة إلى تسليط الضوء على موقف بعينه واقتطاعه من سياقه أحياناً، كما ينبغي إغفال أنها عادة ما تكون قريبة من تيارات سياسية بعينها.
ب- التأثير على شعبية السياسيين: يلاحظ أن هناك وجهتي نظر حول تأثير برامج السخرية على توجهات الرأي العام، ويرى أصحاب الاتجاه الأول أن تلك البرامج تؤثر على توجهات الناخبين، وإن بصورة غير مباشرة، فمن خلال سخريتها من مواقف بعض المرشحين، فإنها تؤثر على حظوظهم في الفوز بالانتخابات، خاصة إذا ركزت على تناقضات في أقوالهم خلال الدعاية الانتخابية مقارنة بقناعتهم التي عبّروا عنها في فترة سابقة على ترشحهم، أو إذا سخرت من بعض جوانب برامجهم السياسية، وهو الأمر الذي قد يؤدي إلى الإضرار بمصداقيتهم أمام ناخبيه، وبالتالي يضعف فرصهم في الفوز.
من الجانب الآخر، يلم أنصار الاتجاه الآخر بشعبية برامج السخرية، خاصة السياسية منها، ونجاحها في اجتذاب ملايين المشاهدات، ومع ذلك، فإنهم يتبنون تقييماً متحفظاً لتأثيرها على تغير قناعات الناخبين، وهو ما يرجعونه إلى حقيقة أن الناخبين من مختلف التوجهات السياسية، سوف يتابعون تلك البرامج التي تتوافق مع خطهم السياسي بصورة أساسية.
ومن جهة ثانية، فإن البرامج الساخرة تؤدي إلى إحداث استقطاب في الرأي بين المؤيدين والمعارضين لها، وهو يتضح مثلاً من خلال النظر إلى التعليقات الموجودة بأسفل الفيديوهات أو المقالات الساخرة، إذ تنقسم إلى نوعين هما، تعليقات مؤيدة تمدح البرنامج وتثني عليه، وتعليقات رافضة تنتقده وتزدريه، ومن ثم لا يتعدى دور السخرية سوى التأكيد على التوجهات القيمية المسبقة التي يتبناها الفرد، مثال على ذلك؛ فوز الرئيس دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة عام 2016.
ج- تشكيل الوعي المجتمعي: تلعب البرامج الساخرة دوراً في تشكيل وعي قطاع من الجمهور حول بعض القضايا الاجتماعية والسياسية، فقدرة هذه البرامج على الوصول إلى الشارع بلغة سهلة، و”إمتاع” المشاهدين بالمواقف الساخرة، والحث على النقد ينمي المعرفة بالجدل السياسي والاجتماعي القائم في المجتمع[11]، فكلما زادت نسبة التعرض لهذه النوعية من البرامج، كما زاد الاهتمام والانخراط في معرفة الشأن السياسي ومواقف السياسيين[12].
وفي الختام، يلاحظ أن “السخرية” تصاعد استخدامها في السنوات الأخيرة في بعض الدول العربية، التي تشهد احتقاناً مجتمعياً واضحاً، أو تواجه شعوبها تحديات سياسية واقتصادية، وذلك كوسيلة لتعبير قطاعات اجتماعية معينة عن عدم رضاها عن الوضع القائم، وعلى رغم شعبية البرامج الساخرة، فإن هناك جدلاً غير محسوم حول حجم تأثيرها الحقيقي على توجهات الرأي العام، وهو ما يرجع، في جانب منه، إلى الإخفاق في فصل عامل السخرية عن العوامل الأخرى، التي قد تدفع الرأي العام إلى تبني توجه معين. ومن جانب آخر، فإن بعض الحالات تقدم مثالاً واضحاً على أن حجم السخرية، مهما بلغت شدتها لا تؤثر على اتجاهات الرأي العام، فالهجوم الإعلامي والسخرية المكثفة من الرئيس الأميركي الأسبق دونالد ترامب خلال الحملات الانتخابية الأميركية في عام 2016، لم تنجح في التأثير على حظوظه في الفوز بها.
المصادر والمراجع:
[1] Megan LeBoeuf, “The Power of Ridicule, An Analysis of Satire, Senior Honors Projects, University of Rhode Island, 2007.
[2] Cate Watson, Note on the Variety and Uses of Satire, Sarcasm and Irony in Social Research, with Soon Vices and Folies in the Academy, Power and Education, Vol. 3, Issue 2, 2011, p. 140.
[3] Megan LeBoeuf, Op.cit.
[4] Ibid.
[5] Rachel Joy Larris, The Daily Show Effect: Honor, News, Knowledge and Viewers, (Master of Arts thesis, Georgetown University, 2005), p. 9.
[6] Vasiliki Plevriti, satirical users- generated Memes as an effective source of political, criticism extending debate and enhancing civic engagement, Center for Cultural Policy Studies, (The University of Warwick), 2014, p.13.
[7] H. Keith Henson, Memes Met-Memes and Politics, ALAMUT.
http://www.alamut.com/subj/evolution/misc/hensonMemes.html
[8] Vasiliki Plevriti, op.cit.
[9] Ibid.
[10] Rachel Joy Larris, op.cit.
[11] Satire is shaping the next generation of American citizens, Pennsylvania state university, 19 December 2012.
[12] Farmukh Nazir & Mohammad Bilal Bhatti, Impact of political Satirical shows on political socialization: am analysis, Global Media Journal, Vol. IX, issue 2, Fall 2016, p. 2.