“أبطال التحرير”.. طغاة التحرر الوطني!

في كتابه الجديد، بعنوان “تأملات 2022 في الحرية والسياسة والدولة” لمؤلفه الفضل شلق (الدار العربية للعلوم ـ ناشرون؛ 2023)، يسرح الكاتب في حقل سياسي فكري مترامي الأطراف. يناقش قضايا الحرية والهوية والثورة والثورة المضادة والإستبداد والطغيان، كما تشي عناوين هذه المقالة.

التحرر لا يقود بالضرورة الى الحرية، بل ربما يتناقضان، ويُلغى أولهما الآخر. التحرر هو ما يعني في اللغة الدارجة التحرر الوطني، أي تحرر المجتمع أو البلد من الاستعمار الكولونيالي، وتحقق حرية البلد والمجتمع من الاستعمار المباشر. هو ليس تحرر الفرد من كل القيود. وليس تحرر الفرد من القمع، بل ربما ازداد القمع في أيام التحرر من الكولونيالية، أو الاستعمار المباشر. وأحرز البلد استقلاله الشكلي، وهو الاستقلال الكامل الناجز؛ لكن لا شيء يمنع من استمرار نوع من الخضوع السياسي للبلد الذي كان مستعمِراً سابقاً، وغالباً ما يحدث ذلك باسم علاقات تاريخية. هي علاقات على كل حال كانت مسمومة بسبب الاحتلال، وتبقى مسمومة بعد الاستقلال، مع زينة هي الاستقلال وشعارات الكرامة، والنشيد الوطني، والعلم الوطني، والعملة الوطنية.

أحياناً كثيرة تستمر النخبة الحاكمة الجديدة في التحدّث بلغة المستعمِر السابق، وغالباً ما يسكن قادة الاستقلال في القصور التي كان يسكنها مفوضو الاستعمار سابقاً، ويمارسون العادات السابقة المعروفة بالاستعلاء على شعوبهم. الاستعمار السابق كان يمنن هذه الشعوب المسحوقة بأنه رسالة تمدينية، فمن حقه أن يسود، وأن يعلّم، وأن يمارس رسالته الإنسانية في تحضير (نقل الحضارة الى) الشعوب المغلوبة. وزعماء الدول المستقلة حديثاً، والذين أحرزوا “النصر” على قوى الاحتلال، وطردوا فلول الاستعمار، هم ذوو رسالة أيضاً. هي التحديث ونقل شعوبهم المبتلاة بالفقر والجهل والمرض الى مرحلة جديدة، حيث يتشابهون مع المستعمرين السابقين. الاحتلال السابق ساده رجال بيض، والتحرر من الاستعمار في ظل حكم الاستعمار مهمته أن يجعل المستعمرين سابقاً يشبهون سادتهم القدماء البيض البشرة، ليس في ثقافتهم بل في الخضوع لهم. ثقافة الرجل الأبيض منبوذة، وسياسة الرجل الأبيض مرغوبة للحفاظ على الاستقلال. الاستقلال تحقق بالسادة الجدد. وهو حمل الى شعبه تحرراً ناضل من أجله. ومن قاد هذا النضال يحق له أن يحكم، ومن حكم يحق له أن يستفرد. إذ أن الاستقلال يتعرّض لمؤامرات من الخارج. المؤامرة دائماً حاضرة سواء كانت حقيقية أو مفتعلة. افتعلها حاكم الاستقلال أو حاكم الاستعمار المنبوذ، المهم أن تبقى المؤامرة وأن تكون دائمة، وأن تكون أداة ماضية لنفي أو سجن كل معارض بتهمة التعامل مع الخارج، أو مجرد إهانة الشعور الوطني أو القومي.

حكام الاستقلال يسكنون في قصور حكام الاستعمار الكولونيالي، ويطبقون أساليبهم. هؤلاء لحماية شعبهم من المؤامرات الخارجية وأولئك من أجل تمدين هذه الشعوب المعتبرة لدى الطرفين محتاجة الى الحماية من عجزها تارة عن مواجهة المؤامرات الخارجية، وتارة من قصورها عن استيعاب الثقافة الوافدة. وقد وفد الاستعمار، بنظر أصحابه، عن نفاق أو عن جدية لدى البعض الأقلية، بمهمة زرع الحضارة والتمدّن لدى الشعوب المغلوبة. معظم الشعوب المغلوبة لديها حضارات ممتدة على مدى آلاف السنين. وهم أعرق من شعوب أوروبا الغربية المستعمِرة بتاريخ طويل من الأناقة، والفن، والشعر، والتهذيب، والأعراف، والتقاليد، ومع ذلك يحتاجون الى مدنية الغرب الذي وحده يمتلك المدنية المناسبة، أو بالأحرى نزع مدنية الشعوب المغلوبة دون أن يحل محلها إلا وحشية الغرب أو آثار هذه الوحشية في الفتنة والحرب الأهلية والدمار والخراب.

تعالى هؤلاء الحكام على شعوبهم. وافترضوا أنهم مجتمعات يتآكلها الفقر والمرض، وأن الحداثة تقتصر عليهم وعلى حاشيتهم. وأطلقوا برامج تحديث من فوق. تجاهلوا أن مجتمعاتهم أكثر حداثة منهم، وأن توقها للحرية يفوق كل اعتبار، وأن قمعهم واضهادهم لشعوبهم ليس لهما ما يبررهما إلا التسلّط والتعالي

في السياسة الجيوبوليتية لا شيء يمنع أن يعادي حكام الاستقلال الجدد الاستعمار القديم. هذا من حقهم أو لأن أقنية فتحت باتجاه قوى كبرى أخرى. لكن غير المقبول، أو غير المفهوم، إذا أحسنوا النية، أن يكون العداء للغرب ثقافياً. هناك خوف دائم من الغزو الثقافي. فكأن التعليم ليس مطلوباً، وليس مرغوباً الأخذ من الغرب لقواعد العلم الحديث التي وحدها تتيح لنا أسباب القوة. الأنكى أن قصور الحكام الجدد، حكام الاستقلال، ملأى بمنتجات الترف الغربي، بينما المؤسسات التربوية والبيروقراطية خالية من العلم الحديث، علم الغرب. وهو ثقافة العالم. عداء ثقافي مقرون بعلاقات أخوة سياسية. ما من بلد مستعمِر إلا وأشار الى البلد المستعمَر سابقاً بأن له معه علاقات تاريخية. جاء الغرب يحتل بلادنا باسم التمدين ونقل ثقافة الغرب. لكنه كان كاذباً ممانعاً في نقل الثقافة الغربية وعلومها. وكان منافقاً في إنشاء علاقات سياسية. وإدعى أنها لأسباب تمدينية، وهي في حقيقة الأمر علاقات هادفة لبسط سيادة الغرب وتسلطه مع ما يرافق ذلك من مختلف أشكال القمع، والسجن، والتعذيب، والقتل، والإبادة، لمن يخالف سلطة الغرب السياسية وأوامر سادته.

نعرف أن لشعوبنا حضارات قديمة، تسمى عريقة، وكل شعب يتساوى مع الشعوب الأخرى في العراقة. لكن غير المفهوم، بل غير المقبول، هو افتراض العداء الثقافي للغرب مع تعاون سياسي كامل. يبدو الأمر غريباً. يعتبر حكام مرحلة ما بعد الاستقلال، أو التحرر الوطني، أنهم هم وحدهم من يضاهي الغرب في ثقافته، وبالتالي فإن التعامل السياسي مع الغرب مبرر. وفي نفس الوقت يفترضون أن الغرب شغله الشاغل هو التواطؤ والتآمر على حكامنا الجدد، باسم حماية شعوبنا من المؤامرات. فرض الحكام الجدد حالة الطوارئ أو ما يشابهها وأسسوا أجهزة مخابرات وقمع، وجعلوا الأمن هاجسهم. ألغوا السياسة والتواصل مع شعوبهم، اذ اقتصر على الأجهزة الأمنية والبيروقراطية. حتى هذه الأخيرة حيّدوها جانباً أو أخضعوها للأجهزة الأمنية. وهمشوا الجهاز القضائي الذي صار هيكلاً فارغاً من المضمون، تابعاً وخاضعاً لأوامر السلطة.

الحكام

تعالى هؤلاء الحكام على شعوبهم. وافترضوا أنهم مجتمعات يتآكلها الفقر والمرض، وأن الحداثة تقتصر عليهم وعلى حاشيتهم. وأطلقوا برامج تحديث من فوق. تجاهلوا أن مجتمعاتهم أكثر حداثة منهم، وأن توقها للحرية يفوق كل اعتبار، وأن قمعهم واضهادهم لشعوبهم ليس لهما ما يبررهما إلا التسلّط والتعالي. انفكت عرى التفاهم مع شعوبهم وصار الواحد منهم لا يختلط بالناس ولا يظهر في المناسبات إلا خطيباً من وراء الستار.

اعتبر هؤلاء الحكام أن مجتمعهم متخلّف، وأن الحداثة تقضي بغير الدين. احتكروا الحداثة، وأفسحوا المجال للدين على أساس اعتبارهم أنه لا يليق بالمجتمع المتخلّف غيره. في المقابل، كان الدين عند الناس أحد وسائل المعارضة لتحديث قسري، يفتقر القيمون عليه أي فهم لمجتمعهم، ورغباته، وتطلعاته، وحاجاته. طبيعي أن يتوسّع مجال الجماعات الدينية في وقت اعتبر الحكام أن مجال الحداثة يختص بهم.

لم تكن لدى المجتمع رغبة مقاومة الحداثة. الجميع كانوا يدركون ضرورتها. وكانت هي التيار الغالب منذ ما سمي عصر النهضة في القرن التاسع عشر؛ كان هناك مقاومة لاحتكار النظام الحداثة، وفقدانه الشرعية باحتقاره شعبه، وتعظيم تراثه، والهزء بدينه، وفقدان الثقة بالمجتمع الذي كان اعتماد حركة التحرر الوطني عليه قبل الاستقلال، واعتماد حاشية أشبه بالمرتزقة والمماليك في السلطة. فقدان الشرعية سريعاً بعد الاستقلال كان الآفة الكبرى لدى الحكام الجدد. ما داموا لم يفهموا معنى الانتماء للعروبة وأهمية السياسة والدولة في ذلك، فهم لن يستطيعوا فهم شعوبهم. قبل الاستعمار، الذي سبقهم، وثاروا عليه، وحرروا البلد منه، كان فهمهم لمجتمعهم أشبه بالمستشرقين. هم أيضاً اعتمدوا على مستشارين أجانب في مختلف الحقول، كما اعتمد الاستعمار على خبراء، كانوا المستشرقين. كان اعتمادهم على الشرق (الاتحاد السوفياتي) حينا، أو على الامبراطورية (أميركا وحلفائها) حيناً آخر؛ وعلى الدين، الإسلام، لكن لا على المسلمين، وعلى حزبهم (البعث، وجبهة التحرير، إلخ..) لكن لا على مجتمعهم، بعد أن حولوا الحزب الى إناء فارغ يتلقى الأوامر وينفذها، ولا ينبع منه قرار. استعانوا على الحزب بالجيش، وعلى الجيش بالأجهزة الأمنية. صار نظامهم آلة مرتزقة. حتى مشايخ الدين الذين استعانوا بهم كانوا مرتزقة، ومن وعاظ السلطان (كما سماهم على الوردي). لكنهم لم يثقوا بمجتمعهم، ولم يدركوا أنه في جميع الأنظمة، سواء الديمقراطية أو الديكتاتورية، الجمهورية أو الملكية، لا تستمد الشرعية إلا من المجتمع؛ فأصابهم الخوف والهلع، والطاغية دائما جبان، فأحاطوا أنفسهم بالأسوار، ووضعوا الحواجز بينهم وبين مجتمعهم. وليس بالضرورة أن يكون جدار الفصل العنصري مبنياً من الاسمنت والحجر، بل يمكن أن يكون معنوياً. وكلما ضعفوا وشعر الآخرون بذلك، تكاثرت الانقلابات، وسموها ثورات. وكانوا عاراً عليها.

إقرأ على موقع 180  "الكبار" مأزومون، السلم الدولي مُهدّد.. ماذا "عنّا"؟

لا يعني التحرر الوطني، التحرر من الحكم الخارجي والاستعمار، وحرية الأفراد في المجتمع، بل ربما قاد الى العكس. معظم البلدان التي حققت استقلالها، وطردت المستعمرين، حكمها بعد التحرر الوطني طغاة، كانوا أبطالاً للتحرير. رأسمالهم الوحيد كان التحرير. اعتبروا بسببه أن لهم منة على شعبهم. وفي بعض الأحيان، اعتبروا التحرر الوطني ولادة جديدة للمجتمع، وليس تطوراً يجب البناء عليه. بل ولادة هم سببها. فاعتبروا أنفسهم آباء الشعب، وكأنهم خالقه. وكان أمراً طبيعياً بالنسبة لهم أن يدوم حكمهم الى الأبد. فكانوا يجرون انتخابات دورية هي أشبه بالاستفتاء، إذ لا منافسين لهم. فيفوزون بأغلبية كاسحة اعترافاً من شعبهم بالجميل لهم. وكيف لا يعترف لهم شعبهم بالجميل لهم وهم مؤسسو دولته، وخالقو استقلاله، والمضمر أنهم خالقوه.

مع طغيان الاستبداد واتساع أجهزته وتمتين علاقاته بالخارج، تحوّل مزاج الناس نحو الدين، وفقد الاعتقاد الديني رحابته التي كانت معروفة أيام محمد عبده، وجمال الدين الأفغاني، وقبلهما رفاعة الطهطاوي. تغيّر الدين تبعاً لذلك، وتحوّل من إيمان فردي، تتخذ فيه صلاة الجمعة مكانة مركزية، كما في الأزمنة منذ ظهور الإسلام. ولا شيء جديد في ذلك. انما الجديد هو تشكّل جماعات إسلامية طرحت شعار تطبيق الشريعة، بالأحرى تضمينها الدستور، لا خوفاً على الدين من أهله بقدر ما كان الأمر معارضة للسلطة الاستبدادية.

تلاعبت السلطة بالإشتراكية، والتسيير الذاتي، وجميع قضايا المجتمع، بما في ذلك العروبة (الانفصال وخيانة الوحدة)، وقضية فلسطين ذات المكانة المركزية في الوجدان العربي. كان جمال عبد الناصر بريق أمل وسط كل ذلك، لأنه بخلاف جميع الطغاة الآخرين، كان على علاقة بمجتمعه، مندمجاً في مشاعره، منسجماً مع تطلعاته، مستجيباً لرغباته وحاجاته. لكنه هُزِمَ وانهزم معه مشروعه. وهو مشروع الناس الذي وضع العروبة والوحدة العربية فوق كل اعتبار. فكانت وفاته المبكرة إيذاناً بمجيء سلطة علاقتها بالخارج مفضوحة وعلانية. لم تجد طريقاً للشرعية والمشروعية غير الانفتاح على الخارج، والتغازل مع جماعات الإسلام السياسي في الداخل.

كان جمال عبد الناصر بريق أمل وسط كل ذلك، لأنه بخلاف جميع الطغاة الآخرين، كان على علاقة بمجتمعه، مندمجاً في مشاعره، منسجماً مع تطلعاته، مستجيباً لرغباته وحاجاته. لكنه هُزِمَ وانهزم معه مشروعه. وهو مشروع الناس الذي وضع العروبة والوحدة العربية فوق كل اعتبار. فكانت وفاته المبكرة إيذاناً بمجيء سلطة علاقتها بالخارج مفضوحة وعلانية

الطاغية

الحديث عن تحرر المجتمع يفترض تشابهاً في أجزائه. وأنه كتلة واحدة. هو بالنسبة لمن حرره مقولة مجردة. قضية خالية من التعدد والتنافر. خطاب القائد العظيم يختصر الشعب في مقولة. يضع فيها ما يستعصي على المقولات. إذا كان كل فرد يتعدد الهويات، فالمجتمع أكثر تنوّعاً بأضعاف أضعاف. يُختصر الشعب في مقولتين إثنتين: الطاغية والدين. الطاغية لأنه فرّغ المقولة من المتناقضات؛ هو يحكم الشعب وحسب. والشعب يجب أن يكون واحداً تحت لوائه؛ والدين لأنه يفترض الدين واحداً. الله واحد. يخضع له شعب واحد. لذلك يتحالف الطغيان والدين السياسي، ويضعان نفسيهما بتصرف السادة من الخارج. الخارج أيضاً قصير الباع في فهم الشعب التابع له. هو واحد لأن الذي يحكمه وينطق باسمه واحد. قبول التنوّع في نظر هؤلاء ترف أكاديمي، وربما اعتبر التعدد خيانة. الجميع يخضعون لقانون عرفي واحد وشريعة واحدة. التوحد ليست هدفاً يرنو إليه الجميع، أو يجب أن يفعلوا ذلك. هو واقع مفترض. الشعب واحد. ليس مهماً تناقض المقولة مع الوجود. يوضع الوجود في عهدة المقولة من أجل التحديث. وهذا يفرض من فوق. شعب متخلّف يحتاج الى التحديث. هذه مهمة نبيلة يمارسها الاستبداد، ويعلم أو لا يعلم، أنه يكمّل بها مهمة التمدين أو التحضير الكولونيالية. نبل الهداية الدينية يبرر للاستبداد وجوده. يصير الدين والاستبداد حليفين، وإن تقاتلا أو تنافسا من أجل السلطة. كلاهما يستمد شرف المهمة من قوة الاستعمار السابق للتحرر. يستمر الاستعمار في مهمته مرتدياً ثوب نبالة التحديث القسري. جميع هذه السلطات غير قابلة لما الناس عليه. لا يعتبرون أن المجتمع يتطوّر في علاقاته مع الشعوب الأخرى، وتصيبه الحداثة تلقائياً، وهو يرتاح الى حداثته وتطوره، ويتقبلها براحة وسماحة، كما كان الدين مثلا في القرن التاسع عشر ومعظم القرن العشرين. يريد الاستعمار والاستبداد والدين حداثة على صورة كل واحد منهم. يفرضون صورتهم بالاستبداد. وعندما يرفض المجتمع هذا القسر والإكراه، يسمى الأمر إرهاباً وتكفيراً. دين الناس غير دين السلطة. هذا أمر طبيعي. لم يرف للناس جفن خلال الصراع بين الاخوان المسلمين وعبد الناصر. كان دين الناس مع عبد الناصر. عندما صادر أنور السادات دين الناس، نشأت جماعات تكفيرية باركها الغرب. انفتاح السادات كان يلزمه أصولية دينية تحالفه في تأييد له أو منافسة معه، وربما تقتله. الدين ليس الملاذ الأخير للناس. هو وضع طبيعي، بينما دين السلطة هو الملاذ الأخير للناس. القاعدة وصولاً الى داعش، مروراً بالهجرة والتكفير، هي خارج المجتمع، وهي إفرازات للسلطة. كان يجب وصم الإسلام واتهامه كدين ووضعه موضع الشبهة، من أجل تبرير الحرب على هذه المنطقة. وقد حدثت الحرب على الإرهاب وارتدت على ثورة 2011، وموّلت الثورة المضادة من أعشاشها في دول النفط بالمال والسلاح. المجتمعات العربية حاربت الامبريالية والاستبداد بالسياسة ورفعت شعار “الشعب يريد إسقاط النظام”. كان الرد عليها بالثقافة والعنصرية، وأن في ثقافة هذه الشعوب رجعية، وأن في مستوى تطورها دونية. توافق ذلك مع جهابذة الإسلام الذين أرادوا هداية المسلمين الى دين جديد. إسلام جديد يتوافق مع الصورة المعطاة لهم.

Print Friendly, PDF & Email
الفضل شلق

مثقف وكاتب لبناني

Download WordPress Themes Free
Download Premium WordPress Themes Free
Download Nulled WordPress Themes
Download Best WordPress Themes Free Download
download udemy paid course for free
إقرأ على موقع 180  مسرحية قرار الحرب.. والسلم