السياسة Archives - 180Post

800-6.jpg

في التجربة اللبنانيّة، يتجلّى نمطٌ من الممارسة السياسيّة يمكن وصفه بالطفولة السياسيّة، حيث تتحوّل السياسة إلى تكرار محفوظاتٍ وخطاباتٍ جاهزةٍ بدل أن تكون مساحةً لإبداع مشاريع تأسيسيّة أو تسويات سياسية. كثير من الفاعلين يتعاملون مع الساحة السياسيّة كمسرحٍ للأدوار الرمزيّة: يكفي أن يشغل الفرد موقعاً على الخريطة السياسيّة، حتى لو كان هامشياً، ليحسّ بفاعليةٍ رمزيّةٍ. هذا الحضور يبقى ناقصاً لأنه لا يتضمّن القدرة على المبادرة أو صياغة رؤيةٍ مؤسّساتيّةٍ جديدةٍ.

750-1.jpg

في السياسة، الزمنُ أداةٌ فاعلةٌ تُستخدم كسلاح كما المال والعتاد. كل دقيقة تفاوضية تحمل ثقلًا استراتيجيًا، وكل تأجيل أو تسريع يبدّل موازين القوى. ما يُرى كانتظار يتحول إلى لعبة أعصاب معقدة، حيث يربح من يحسن إدارة إيقاع الساعات والأيام.

4DF5A339-674F-46D1-9F70-EB4BF9E9D2FC.jpeg

"لم تعُد السياسة اليوم مجرّد مسألة أفكار، بل أصبحت حرباً عاطفيّة مشفّرة بلغة الخوارزميّات". هكذا عبّر الكاتب جيوليانو دا إمبولي عن تلاعب "مهندسو الفوضى" (عنوان كتابه) بوسائل التواصل الاجتماعي الرقميّة وبالمعطيات الشخصيّة لتغيير معنى السياسة سعياً إلى دفع الشعبويّة إلى الصدارة وإثارة المشاعر حول العالم.

800-4.jpg

يُشكّل المسلمون السُنّة في العالم العربي أكثرية ديموغرافية وثقافية ودينية تمتد من المحيط إلى الخليج. وبرغم هذا الثقل العددي، لم تتمكن الجماعات السُنيّة في معظم الدول العربية من التحوّل إلى "مكوّن وطني شريك" ضمن دول تتسم بتعدّد الهويات والانتماءات. وبين إرث "التفوّق التاريخي" الذي ورثوه عبر قرون من الزمن، وواقع "الانكماش السياسي" الذي يعيشه الكثير منهم اليوم، يواجه السنّة ما يمكن وصفه بـ"أزمة وعيٍ سياسيٍّ غير مكتملة".

first.jpg

تسهم التحديات القضائية الناتجة عن التحولات التقنية والاقتصادية والاجتماعية، تسهم في طرح النقاش حول السلطة القانونية التي أصبحت تشكل إحدى أهم سمات الدور القضائي المعاصر، والتي لا يمكن تحقيقها بعيداً عن استقلالية القضاء. لذلك، كان لا بد من توضيح التحول الذي طرأ على دور القاضي على وقع كل هذه المتغيرات في ظل حكم القانون. هذه المتغيرات أدت إلى اعتبار القاضي رقيب القانون لناحية تقييم شرعية القوانين أو مدى احترام مضمونها لمصالح المجتمع، وإلى اعتباره باعث القانون أو محفّزه لناحية تقييم القواعد الفاعلة في المجتمع والسوق وإدخالها في الجسم القانوني.

dont-look.png

في كل بنية اجتماعية تُنتج طمأنينتها داخل جهاز الدلالة، لا تكون السلطة مجرد بنية تشريعية أو آلة أمنية، بل منظومة تنظيم إدراكي تعمل في اللاظاهر، حيث تتسرب في اللغة، في الصور، في اللحن العابر، في ترتيب الكراسي، في مضمون اللافتة، في موقع اللوح داخل الصف، في ما يُقال إنه لا يحتاج إلى شرح.

kreiner.png

نستخرج المقدس من الماضي ولا نقول التاريخ، لأن الماضي ثابت في الوعي، والتاريخ مسار تطوّري دائم، يتجاوز الماضي والحاضر إلى المستقبل. ونحن مجتمعات ماضوية في وعيها، ذات رؤية عما مضى ثابتة لا تتغيّر إلا بما يؤكد الرواية ويزيد عليها مع مرور الأيام. ومن جملة المستخرجات هي المقدسات التي تحاط بالتأكيد وتصير فاعلة في الهوية، حتى أنها تكاد تستغرقها في كثير من الأحيان.

slider-1.jpg

يُحدّد المرء هويته بالآخر (هو)، أي بالعلاقة به. مجموع العلاقات بين الآخرين هو المجتمع. الإطار الناظم للمجتمع هو الدولة. لا شرط على الدولة، فهي شرط لما عداها، كأن تكون قوية أو عادلة أو غير ذلك. لا تستقيم الهوية إلا بالدولة، وتحديداً الدولة الحديثة. فما قبل الحداثة لم يكن لهذا البحث صلة.

Los-libros-del-pasado_0.jpg

التكنولوجيا علاقة الإنسان بالأشياء؛ الهوية علاقة الإنسان بالآخر البشري. تستند التكنولوجيا على العلم الحديث الذي يُقدّم لنا أسباب ما يحدث ويُعلّل حدوثه، ويُقدّم لنا تفسير ما يحدث في الطبيعة والمجتمع. وتستنند الهوية إلى علاقات البشر بين بعضهم البعض. فهي قبل كل شيء أمر من أمور السياسة. لكن الإنسان يتوهم أن الهوية معطاة وحسب، فلا خيار له فيها.

comments.jpg

في نظام السياسة تكفي أن تكون الأكثرية مع الزعيم كي يجعل برنامجه نافذاً. هناك دستور وقوانين وانضباط بها، مما يجعل آلية الأكثرية والأقلية فعّالة. في الاستبداد، حيث إلغاء السياسة، فإن عشوائية القرار الذي يتخذه الطاغية هي الأساس.