“هآرتس” تربط بين “عبوة مجدو” والغارات الأخيرة على سوريا!

Avatar18003/04/2023
ربط المحلل العسكري في "هآرتس" عاموس هرئيل بين "عملية مجدو" وزيادة وتيرة الهجمات الإسرائيلية على أهداف للحرس الثوري الإيراني في سوريا، مثلما حذّر من أنه إذا حاول وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير دخول المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، "فيمكن أن يؤدي ذلك إلى اشتعال الأوضاع". 

“أعلنت إيران بصورة غير مسبوقة، أن ضابطاً في الحرس الثوري الخاص بها قُتل في هجوم جوي إسرائيلي استهدف محيط دمشق، ليل الجمعة الماضي. وبحسب وسائل إعلام عربية، فإن إسرائيل قصفت في سوريا ثلاث مرات خلال الأيام الماضية، الأخيرة كانت ليلة الأحد في منطقة حمص، في وسط سوريا. في الهجوم الأول، أشارت الأنباء إلى إصابة جنديين سوريين. المنطقة المستهدفة كانت مطاراً عسكرياً يتدرب فيه “حزب الله”، ويُجري فيه التجارب على الأسلحة المتنوعة أيضاً.

منذ بداية آذار/مارس، أُحصيت 7 هجمات جوية على سوريا على الأقل، وهو عدد أكبر من المعدل خلال الأشهر الماضية. أخبار غير موثوق بها صادرة عن جهات معارِضة في سوريا ترجّح مقتل 5 أفراد تابعين للحرس الثوري الإيراني في الهجوم ليل الجمعة الماضي، وأن الهجوم استهدف مخازن أسلحة تابعة لـ”ميليشيات” مدعومة من إيران.

وعلى الرغم من ذلك، فإن وكالة الأنباء الإيرانية “تسنيم” لم تعلن إلا خبر مقتل إيراني واحد هو مستشار عسكري اسمه ميلاد خيداي. وتم نشر صورته أيضاً.

صباح أمس (الأحد)، أشارت وكالة “مهر” الإخبارية الإيرانية إلى أن مستشاراً آخر أصيب في هذا الهجوم، قد مات متأثراً بجروحه. وبحسب الإعلام السوري، فإن أغلبية المناطق المستهدفة ترتبط بفيلق القدس المسؤول عن العمليات الخارجية في الحرس الثوري الإيراني، والمسؤول أيضاً عن العلاقة بـ”حزب الله”.

في 13 آذار/مارس، جرت عملية على مفرق “مجدو”، بعد أن انفجرت عبوة على جانب الطريق، استهدفت شاحنة. أصيب في العملية مواطن عربي إسرائيلي إصابة بالغة. وبعد العملية بأسبوع، تبين أن مَن وضع العبوة هو “مخرّب” عبر الحدود من لبنان، واستخدم بعدها دراجة كهربائية. بعد العملية بيوم، اغتالت قوة من “اليمام” [قوة محاربة الإرهاب] و”الشاباك” الشاب وهو يحاول عبور الحدود والعودة إلى الأراضي اللبنانية. حتى الآن، كان هناك تلميحات مختلفة إلى احتمال تدخُّل “حزب الله” في العملية، ومن الممكن أن يكون ذلك بالتعاون مع أحد الفصائل الفلسطينية. المؤسسة الأمنية لم تُصدر حتى الآن تقديراتها الرسمية بهذا الشأن.

إدارة المعركة بين الحروب

إلاّ إن زيادة وتيرة الهجمات ضد أهداف إيرانية في سوريا، يمكنها أن تؤشّر إلى طرف آخر مرتبط بالأحداث الأخيرة هو الحرس الثوري. في الآونة الأخيرة، إسرائيل قلقة من جهود إيران المتزايدة في تنفيذ عمليات ضدها. الحرس الثوري و”حزب الله” مرّرا أموالاً للفلسطينيين في الضفة الغربية، لتشجيعهم على تنفيذ عمليات.

تُكثر إسرائيل خلال الأعوام العشرة الأخيرة من قصفها لسوريا. في الأعوام الأولى، كانت الهجمات تستهدف قوافل أسلحة مهربة إلى حزب الله في لبنان. في الأعوام الخمسة الأخيرة، يتم بالأساس استهداف مواقع تصنيع أسلحة ومخازن تابعة لإيران و”الميليشيات” المرتبطة بها. وعلى الرغم من ذلك، فإنه لم يُنسب إلى إسرائيل إلا ضربات معدودة في الأراضي اللبنانية. يبدو أنه وكما في السابق، تفضّل إسرائيل إدارة المعركة في الأراضي السورية (معركة بين الحروب) وإلحاق الضرر بالأهداف الإيرانية هناك، تخوّفاً من مواجهة مباشرة مع حزب الله في لبنان، يمكنها أن تتطور بسهولة إلى حرب شاملة لا يريدها الطرفان.

غالانت إستقال.. لم يستقل

التصعيد الأخير في لبنان يجري في وقت ما زال منصب وزير الدفاع معلّقاً في إسرائيل. مرّ أسبوع على إعلان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إقالة وزير الدفاع يوآف غالانت، في أعقاب احتجاجات جنود الاحتياط ضد الانقلاب القضائي. اتهم نتنياهو غالانت بأنه كان ضعيفاً أمام موجة رفض الامتثال للخدمة العسكرية. وعملياً، حتى الآن، لم يتم إرسال رسالة الإقالة الرسمية إلى غالانت. لذلك، قانونياً، لم يبدأ بعد العد التنازلي أي 48 ساعة بعد وصول رسالة الإقالة.

خلال نهاية الأسبوع، جرت مداولات بشأن صيغة الاعتذار لرئيس الحكومة التي تصدر عن غالانت، كي يوافق نتنياهو على إبقائه في منصبه. عملياً، يبدو أن نتنياهو أيضاً في ورطة، لأن إقالة غالانت أخرجت مئات الآلاف في تظاهرات عفوية في الطرقات، وأرغمته على تعليق المسار التشريعي حتى انتهاء عطلة عيد الفصح في الكنيست. إذا نفّذ نتنياهو إعلان الإقالة، فيمكنه مواجهة تظاهرات واسعة مرة أُخرى. غالانت، حتى الآن، لا يزال يمارس مهماته كالمعتاد، على الرغم من الإقالة المشكوك في أمرها.

تخوّف من تصعيد

في الوقت الحالي، سُجّل في نهاية الأسبوع خطر جديد باشتعال الجبهة المعروفة، القدس، بشكل يمكن أن يؤثر سلباً في المجتمع العربي في إسرائيل، وفيما يجري في الضفة الغربية أيضاً. أفراد الشرطة أطلقوا النار ليلة السبت على محمد العصيبي، شاب بدوي من بلدة حورة في النقب، أنهى تعليمه في الطب مؤخراً، وقتلوه. تم إطلاق النار على العصيبي في البلدة القديمة، بالقرب من المسجد الأقصى، في نهاية يوم الجمعة الثاني من شهر رمضان. تدّعي الشرطة أنه حاول سرقة سلاح شرطي. أما أصدقاؤه فيقولون إنه حاول الدفاع عن فتاة عربية كانت في نقاش مع عناصر من الشرطة.

إقرأ على موقع 180  غزة.. لم تُغمد سيفها في قيلولة الوقت

حتى الآن، لم يتم نشر توثيق للحادثة (يوجد فيديو يُسمع فيه صوت إطلاق نحو 10 رصاصات عن بُعد)، ومن الصعب فحص أيّ رواية هي الصحيحة. ادّعاء الشرطة أنه لا يوجد تسجيل في مكان ممتلئ بالكاميرات، يطرح الكثير من الأسئلة، ويذكّرنا بإطلاق النار وقتل الشاب الذي يعاني جرّاء التوحد، إياد الحلاق. قبل هذه الحادثة، لم يتم تسجيل أي حدث استثنائي، ومرّ الشهر حتى الآن بهدوء نسبي. وخلال نهاية الأسبوع، دخل الكثيرون من الضفة إلى القدس للمشاركة في الصلاة.

الادّعاءات أن العصيبي قُتل بدم بارد يمكنها أن تنشر حالة من الغضب. مصادر أمنية قالت لـ”هآرتس” إن الوضع الميداني حساس جداً، ويمكن لحادثة واحدة أن تؤدي إلى اشتعال كبير. خلال الأسبوع الماضي، جرت 7 عمليات إطلاق نار في الضفة، ولم تسجَّل إصابات في صفوف الإسرائيليين. وفي نهاية الأسبوع، سيتزامن عيد الفصح مع يوم الجمعة الثالثة في رمضان. عزّز كلٌّ من الجيش والشرطة قواته في الضفة والقدس، تخوّفاً من تصعيد محتمل. وأول أمس، أصيب ثلاثة جنود بعملية دهس بسيارة كان يقودها ضابط في الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية، بالقرب من بلدة بيت أمر، شمالي الخليل. تم إطلاق النار على السائق وقتله. وقال الناطق الرسمي باسم الجيش إن الحديث يدور عن عملية دهس.

ستبذل الشرطة خلال الأيام المقبلة جهوداً كبيرة لمنع دخول نشطاء “جبل الهيكل” إلى منطقة المساجد لإقامة صلاة يهودية. الأجهزة الأمنية تحذّر من أنه إذا حاول وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير “زيارة” المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، فيمكن أن يؤدي ذلك إلى اشتعال الأوضاع”. (المصدر: مؤسسة الدراسات الفلسطينية).

Print Friendly, PDF & Email
Avatar

Download Premium WordPress Themes Free
Download Nulled WordPress Themes
Download WordPress Themes Free
Premium WordPress Themes Download
online free course
إقرأ على موقع 180  تقدير إستخباراتي إسرائيلي: الأسد لم يعد راضياً عن الحضور الإيراني!