الإيروتيك العربي.. “الأورجازم” (3)

يتم اختبار النشوات أيا كانت بمثيرات مختلفة وبنوازع مختلفة. الحديث في الجنس وفي أعماقه مثير للجدل وأحياناً للنبذ بحكم الثقافة المغلقة في بعض المجتمعات.

الأمر في “الأورجازم” أنه شكل بلا شكل، مفهوم تختفي فيه اللغة فإن أخبرت أحدا “هل جرّبت الحشيشة مرة” وقال “نعم”، أي أنه يعرف نشوة الحشيشة مثلا لكن إن قلت له هل جربت الهيرويين؟ وقال لا، لن يستطيع تصور هذه النشوة. لذلك لا تُعرَف النشوة إلا بالعيش، والمأساة كذلك، والأمران هما من أعمق المشاعر المتداخلة.

لم يمارس الإنسان الجنس؟

يذهب الإنسان للجنس ليس دوماً لأجل الشهوة الجنسية البحتة لأن الأفعال المادية لا ترتبط بالضرورة بأفعالها:

  1. هناك من يذهب لتغيير واقعه النفسي الحالي.
  2. من يذهب لتفريغ طاقة مكبوتة.
  3. من يذهب للشراكة نفسها وترك الوحدة.
  4. من يذهب لكي يشعر أنه محبوب
  5. من يذهب للشعور بالفحولة.. الخ.

جنس بلا “أورجازم”

يمكن ممارسة الجنس من دون “أورجازم” لشريك أو للاثنين معاً، ويمكن أن يشعرا بالإثارة لكن ليس بالدرجة نفسها.

ولا يرتبط الأمر فقط بالحب. قد تنشأ المشاعر من خلال الجنس من دون سابق معرفة ولكن الممارسة في الحب مختلفة كون الحمولة الشعورية والذهنية موجودة بشكل كبير.

ومن خلال الموضوعية ينشأ البُعد الذاتي، لذلك، هذا المقال يتحدث عن تجربتي الشخصية.

ليس شكلاً تعميمياً، فكل مرة شعرت بـ”الأورجازم”، كان الأمر مختلفاً بشكل كبيرعن سابقه، والغريب أن الذي أراقبه دوماً هو الحيز؛ هذه الثواني، لأجد ألواناً تتغير كثافتها وأنواعها بحسب منسوب المشاعر والأحاسيس.

“الأورجازم”.. والذاكرة

في الجنس، هناك دمغات شعورية كثيراً ما يتم تذكرها ولأن فعل التذكير باهت عندما يبلغ الأمر أقصاه في “الأورجازم” يكون هو المُتذكَر الأقوى في الحضور. والإنسان يحيا على ذكريات شعورية وصورية لأن هناك فروقاً زمنية بين هذه المدركات القوية المفارقة.

هوية الجنس

لا يتكون الجنس من القذف أو الايلاج أو العمل الجسدي الذي ينتج أطفالا في ما بعد، بل من أشكال كثيرة توجد من التجربة، ومن الشركاء المختلفين.

هناك من لا يعطي الجسد حقه كحيز معرفي، بل يجعله أسير التحريم والتغليف.. الخ. وبرأيي، تتم الأفعال الجنسية جميعها في المجتمعات الأصولية بالشكل نفسه في المجتمعات المنفتحة. أي أن هذه الأفعال تُمارس كحيز تحريمي شكلي فقط عند الأصوليين أو المحافظين.

ويتم اختبار النشوات الجسدية بدرجة كبيرة من خلال الممارسة والتجريب، حتى الميول ليست فقط الجندرية بل نوع المنظور في الشريكة أو الشريك من سمات جسدية، عمرية، شكلية، مظهرية، الخ.

لا يمكن بالنسبة لي إخراج البعد الجسدي من خارج البعد الإنساني، ولا يمكن النفور من الممارسات نفسها، طالما أن من يستخدمها لا يتجاوز المعايير الإنسانية.

ولأننا نستخدم لغة، وأنا محصور في اللغة الرمزية، فـ”العاهرة” مع اعتراضي الشديدة على الكلمة، هي لا تخص المرأة فقط، بل الرجل أيضا.

لكن ما أتحدث عنه هو التجريب الكبير.

ولأن اللفظ حاكم للبعد الديني والاجتماعي لا جوهر الأمر، وبما أنني لا أؤمن بالتصنيفات كحقائق معرفية. لهذا أقول بلسان الأكثر تجريباً.

الشبق

يؤول الشبق في الأعراف إلى الحيوانية، ومحاولة رَوحنة الإنسان بدون تحميله أُسه الحيواني، وهذا له أبعاد تاريخية كثيرة.

والجدلي أن الشخصيات الدينية أو التي تسلطت باسم الدين أو جوهره هم الأكثر تجريباً، أما محاولة فرض قيم على الإنسان ككل أو محاولة تثبيت أبعاد واحدة فقط من الطرفين الجسدي أو الروحي فهذه هي السلطوية.

نعم، ليست السلطة هي الشكل المعهود في المؤسسات بل في المعارف أيضاً.

الايمان بلامحدودية ذات صاحبها وبمحدودية الآخرين فيكون الخطاب خطاباً مطلق الحقائق.

“الأورجازم” في الجلسات السرية

تم تصوير “الأورجازم” تاريخياً وواقعياً حتى في المحادثات غير الرسمية على أنه انفجار أو دفق كبير، أي هناك فيض، نعم هناك فيض على سعة الإنسان الجمالية.

فهذه الحالات نادرة، أي حالات الذروة، وربما ما يجعلها بهذه القيمة حالياً هي تدني النشوات الأقل وعدم عيشها لفترة طويلة، فيعتمد الإنسان على حسه.

“الأورجازم” علمياً

و”الأورجازم” تصاحبه بعض الصفات للرجل والمرأة:

  1. تبدأ من عند تقلصات العضلات اللاإرادية.
  2. يصل ضغط الدم ومعدل ضربات القلب والتنفس إلى أعلى المعدلات، مع استنشاق الأوكسجين بسرعة.
  3. تشنج عضلات القدمين.
  4. هناك إطلاق مفاجئ وقوي للتوتر الجنسي”.[1]

وجميع الاشكال في “الأورجازم” خروج ذاتوي من الذات ولو كان أنوياً ليس بالضرورة للشريك ولكن للخروج.

الايروتيك فن، الصِلة الأكبر التي تربطني به جمالية بدون نبذ الشهوة من الحيز الجمالي.

“الأورجازم” علمياً يُعرّف “ذروة جنسية بين مرحلتي “plateau” وهي قبل الأورجازم و”resolution” بعد الاورجازم لدورة الاستجابة الجنسية للإنسان”[2]

 الختان

الختان له أضرار كثيرة نفسية وجسدية وجنسية. وقد وجد في حضارات كثيرة حتى سابقة على الأديان الإبراهيمية وهذه الأضرار تؤثر على النشوة الجنسية و”الأورجازم” فـ”الضرر من الذكور الختان كبير، حيث يحرم الذكر البالغ من 64 إلى 90 سنتيمتر مربع من أنسجة القضيب المثيرة للشهوة الجنسية”.

إقرأ على موقع 180  بهاء عاشق اللحظة.. بتفاصيلها

والأضرار الجنسية تؤثر بشكل كبير على عملية النشوة بإزالة الكثير من النهايات فتؤثر على حساسيته تجاه الجنس وأيضاً على قدرته.

وهناك أنواع كثيرة منه ليس كله ما ذكرنا تفاصيله سابقا فهناك الختان اليهودي وقد ذكر في سفر التكوين صريحا “يختن منكم كل ذكر فَتُخْتَنون في لحم غرلتكم فيكون علامة عهد بيني وبينكم.. وأما الذكر الأغلف الذي لا يختن في لحم غرلته، فتقطع تلك النفس من شعبها إنه قد نكث عهدي”[3]

الختان في العصر الحديث

عربياً، صارعت الكاتبة الكبيرة نوال السعداوي لمقاومة الختان وفصلت من عملها في وزارة الصحة سنة 1972 بعد نشر كتابها المرأة والجنس.

ونوال نفسها عانت من الختان “رأيتهم يمسكون أختى التى كانت تصغرنى بعامين بالطريقة نفسها، فصرخت وأنا أقول لهم لا، لا، ورأيت وجه أختى من بين أيديهم الخشنة الكبيرة، كان شاحباً كوجوه الموتى، والتقت عينىّ بعينيها فى لحظة سريعة قبل أن يأخذوها إلى الحمام، وكأنما أدركنا معاً فى تلك اللحظة المأساة، مأساة أننا خلقنا من ذلك الجنس، جنس الإناث الذى يحدد مصيرنا البائس، ويسوقنا بيد حديدية باردة إلى حيث يستأصل من جسدنا بعض الأجزاء”[4]

المراجع والمصادر:

  1. https://www.webmd.com/sex-relationships/guide/sexual-health-your-guide-to-sexual-response-cycle
  2. Masters, W. H., & Johnson, V. E. (1966). Human sexual response. Boston: Little, Brown, and co.
  3. سفر التكوين (17/11).
  4. https://www.almasryalyoum.com/news/details/749481

Print Friendly, PDF & Email
السعيد عبدالغني

شاعر وباحث وناقد، مصر

Premium WordPress Themes Download
Free Download WordPress Themes
Download Best WordPress Themes Free Download
Premium WordPress Themes Download
free download udemy paid course
إقرأ على موقع 180  يهودٌ في قريتنا بجزين.. كيف نصنعُ هويّاتنا؟