الصحافة الفلسطينية واللبنانية تنتصر لغزة.. بالشهادة

في كل عدوان تشنه إسرائيل على الفلسطينيين، سواء في قطاع غزة أو في الضفة الغربية، أو في باقي أنحاء فلسطين المحتلة، يتم الاعتداء على الصحافيين إمّا بالضرب، وإمّا بالمنع، وإمّا بالقتل.

في العدوان الحالي الذي تشنه دولة الاحتلال على قطاع غزة، استشهد حتى الآن 12 صحافياً، أحدهم في جنوب لبنان، وأصيب العشرات.

وقد جاء استشهاد الصحافيين خلال تغطيتهم العدوان الذي تشنه دولة الاحتلال على قطاع غزة منذ السابع من الشهر الجاري، وهم:

-الصحافي أحمد شهاب معد برامج في إذاعة “صوت الأسرى”.

-المصور الصحافي محمد الصالحي مصور وكالة “السلطة الرابعة”.

-المصور الصحافي الحر محمد فايز أبو مطر.

-الصحافي هشام النواجحة مصور وكالة “خبر”.

-المصور الصحافي إبراهيم لافي من مؤسسة “عين ميديا” الإعلامية.

-الصحافي سعيد الطويل رئيس تحرير وكالة “الأنباء الخامسة”.

-الصحافي محمد جرغون من وكالة “سمارت ميديا”.

-الصحافي الحر أسعد شمل.

-الصحافي محمد أبو رزق مصور وكالة “خبر”.

-الصحافي عصام عبدالله مصور وكالة “رويترز” (جنوب لبنان).

-الصحافي حسام مبارك المذيع في قناة “الأقصى”.

-الصحافية الحرة سلام ميمة، استشهدت مع طفليها.

وكان قد أُعلن استشهاد الصحافي نضال الوحيدي في اليوم الأول من العدوان، لكن في اليوم التالي أُعلن أنه مفقود، أي تم اعتقاله من قبل الاحتلال أثناء أداء مهماته في التغطية الصحافية لصالح فضائية “النجاح”، ومثله الصحافي هيثم عبد الواحد من مؤسسة “عين ميديا” الإعلامية.

وكانت الصحافية سلام ميمة قد اعتُبرت ضمن الشهداء هي وزوجها وأطفالها الثلاثة، لكن بعد أن تم العثور عليهم تحت الأنقاض بعد نحو 30 ساعة من البحث، عادت الطواقم الطبية وأعلنت استشهادها مع اثنين من أطفالها في 13 تشرين الأول/أكتوبر 2023.

بينما جرى توثيق أسماء الشهداء من الصحافيين حتى اللحظة، وأسماء المفقودين، إلاّ إن أحداً لم يتمكن من توثيق أسماء وأعداد الجرحى من الطواقم الصحافية العاملة في قطاع غزة، ومن المرجح أن تكون الأعداد كبيرة بسبب انتشارهم في مواقع مختلفة في القطاع بهدف الوصول إلى المعلومات وتغطية الحدث

الضفة الغربية

وفي ظل الأحداث المتسارعة، سُجِّل العديد من الانتهاكات في الضفة الغربية بحق الصحافيين الذين يغطون الاحتجاجات والمواجهات في مختلف نقاط الاشتباك في الضفة، حيث تعرضت طواقم صحافية للضرب والاحتجاز والمنع من التغطية وإطلاق النار في اتجاهها، بحسب بيان نقابة الصحافيين الفلسطينيين الذي صدر السبت (14 تشرين الأول/أكتوبر 2023).

وضمن الانتهاكات في الضفة، إصابة 3 صحافيين بالرصاص، و21 حالة احتجاز ومنع الطواقم من العمل، و8 اعتداءات بالضرب، و7 حالات من مصادرة وتحطيم معدات للصحافيين، وبعض الانتهاكات الأُخرى. 

جنوب لبنان

على الجانب الآخر من الحدود مع فلسطين المحتلة، في جنوب لبنان، استهدف قصف إسرائيلي الجمعة (13 تشرين الأول/أكتوبر 2023) سيارة صحافية مكتوب عليها “PRESS” في منطقة علما الشعب جنوب لبنان، فاستشهد مصور وكالة “رويترز” عصام عبد الله، وأصيب 6 صحافيين غيره كانوا جميعهم يرتدون الستر والخوذ الدالة على هويتهم الصحافية، مع اتخاذهم الإجراءات الدولية والمهنية كافة المعمول بها في جميع أنحاء العالم، ومع ذلك استهدفتهم طائرة “أباتشي” تابعة للجيش الإسرائيلي، وذلك بحسب مصدر أمني لبناني صرّح بذلك لقناة “الجزيرة”.

وقالت “رويترز” في بيان إنها “شعرت بحزن عميق” عندما علمت بمقتل أحد المصورين العاملين لديها، عصام عبدالله، في الحادث. وأوضحت وكالة الأنباء الدولية “نحن نسعى بشكل عاجل للحصول على مزيد من المعلومات، ونعمل مع السلطات في المنطقة، وندعم عائلة عصام وزملاءه”.

وذكرت “رويترز” أن اثنين من صحافييها أيضاً تعرضا للإصابة، هما ثائر السوداني وماهر نزيه.

أمّا شبكة “الجزيرة”، فأكدت إصابة مراسلتها كارمن جوخدار إصابة بالغة، ومصورها إيلي براخيا. كذلك أكدت “وكالة الأنباء الفرنسية” أن اثنين من صحافييها تعرضا للإصابة وهما كريستينا عاصي وديان كولينز.

ونشرت “الجزيرة” بياناً حمّلت فيه “إسرائيل المسؤولية القانونية والأخلاقية الكاملة عن هذا الاعتداء الغاشم، كما طالبت المجتمع الدولي بالتحرك لضمان سلامة الصحافيين ومحاسبة كل من يقف وراء هذا العمل الإجرامي الذي لن ينجح في إرهاب طواقمها”.

كذلك دانت نقابة الصحافيين اللبنانيين هذا الهجوم على الصحافيين، مؤكدة أن هذه الجريمة ترقى إلى مصاف جرائم الحرب. ونعت نقابة الصحافيين الفلسطينيين الصحافي عصام عبدالله، واعتبرت أن “هذه الجريمة في إطار سياسة القتل الممنهج لشهود الحقيقة الصحافيين كي لا تصل جرائم الاحتلال إلى العالم، وكي تبقى دولة الاحتلال وإعلامها يستفردون برواية الكذب والتضليل وتصوير الحقائق للرأي العام الدولي”. 

جرحى واستهدافات أُخرى

وعلى الصعيد ذاته، وبينما جرى توثيق أسماء الشهداء من الصحافيين حتى اللحظة، وأسماء المفقودين، إلاّ إن أحداً لم يتمكن من توثيق أسماء وأعداد الجرحى من الطواقم الصحافية العاملة في قطاع غزة، ومن المرجح أن تكون الأعداد كبيرة بسبب انتشارهم في مواقع مختلفة في القطاع بهدف الوصول إلى المعلومات وتغطية الحدث. ولم تتمكن الجهات العاملة في توثيق الانتهاكات بحق الصحافيين سوى من توثيق 20 إصابة بعضها حرجة، وبحسب بيان نقابة الصحافة الفلسطينية فإن المصابين الموثقين حتى الآن هم:

إقرأ على موقع 180  حل الدولتين.. شماعةٌ فارغةٌ

-مراسل قناة “الغد” ابراهيم قنن.

-المصور الحر علي حمد.

-الصحافي صالح المصري من “وكالة فلسطين اليوم”.

-المصور الصحافي محمود الهمص من “وكالة الصحافة الفرنسية”.

ووثقت أيضاً انتهاكات أُخرى، منها تدمير مكاتب الصحافيين ومنازلهم في قطاع غزة، وتدمير 50 مقراً ومركزاً لمؤسسات إعلامية، بعضها كان في برج “فلسطين” الذي استهدفه الطيران الإسرائيلي، والذي كان يضم مكاتب وكالة “شهاب” للأنباء، وشركة “إيفنت” للخدمات الإعلامية، وإذاعتي “غزة إف إم” و”القرآن الكريم”، وجريدة “الأيام”، وشركة “ميديا غروب” للإنتاج التلفزيوني، والمركز الشبابي الإعلامي.

وأفادت تقارير حقوقية إلى أن الطيران الإسرائيلي دمّر منزل مدير إذاعة “زمن إف إم” رامي الشرفي، ومنزل المذيع في فضائية “القدس اليوم” باسل خير الدين، في حين أصيب منزل مدير مكتب صحيفة “العربي الجديد” ضياء الكحلوات بأضرار كبيرة.

كما يجري تهديد بعض الصحافيين في قطاع غزة بأرواحهم وعائلاتهم؛ فالصحافي مثنى النجار تلقى العديد من التهديدات، حتى أن أحد الأكاديميين الإسرائيليين كتب محرضاً عليه: “تعرفوا إلى مثنى النجار صحافي بدرجة إرهابي، كان برفقة مجرمي حماس في رحلة الموت يوم السبت، بدأنا بالبحث عنه، ولن يفلت من العقاب”.

وقال نقيب الصحافيين الفلسطينيين ناصر أبو بكر يوم الأربعاء (11 تشرين الأول/أكتوبر 2023) إن عشرات الصحافيين أُجبروا على ترك منازلهم، وأضاف: “نواجه انقطاع الماء والكهرباء والإنترنت، كما نواجه صعوبة في التواصل مع زملائنا”. 

إغلاق وتهديد بالإغلاق

وقالت قناة “الأقصى” الفضائية التي تبث من قطاع غزة، السبت (15 تشرين الأول/أكتوبر 2023)، إنه “في ظل المجازر التي ترتكب بحق أبناء شعبنا في قطاع غزة، قامت الشركة الفرنسية المسؤولة عن القمر الصناعي Eutelsat بإصدار قرار بحجب شارة القناة عن القمر ووقف بث القناة”.

واعتبرت القناة، أن قرار الشركة جاء “استجابة لضغوط الحكومة الفرنسية وخضوعاً لحكومة الاحتلال الإسرائيلي”، كما أكدت أن وقف بث القناة يشكل “خرقاً واضحاً وصادماً لكل معايير الحرية ويتعارض مع القوانين الدولية التي تكفل حرية التعبير والحق في توصيل صوت شعبنا المظلوم للعالم”.

كذلك كشفت تصريحات إسرائيلية عن سعي وزير الاتصالات الإسرائيلي شلومو قرعي الأحد (10/15) للحصول على موافقة مجلس وزراء الاحتلال على مقترح بإغلاق مكتب قناة “الجزيرة”، متهماً القناة بالتحريض المؤيد لحركة “حماس”، وتعريض الجنود الإسرائيليين لخطر هجمات محتملة من غزة، وقال قرعي لراديو جيش الاحتلال الإسرائيلي إن “اقتراح إغلاق قناة ʾالجزيرةʿ درسه مسؤولون أمنيون إسرائيليون”، وأضاف: “هذه محطة تُحرّض؛ هذه محطة تصور القوات في مناطق التجمع، وتحرض ضد مواطني إسرائيلي”. 

كلمات بعض الشهداء الصحافيين

رصدنا على صفحة الصحافي هشام النواجحة مصور وكالة “خبر” ما قاله تعليقاً على ما يحدث في القطاع: “ولا أعلى من هيك معنويات.. كم أنت عظيم يا شعبنا برجالك”.

أمّا سعيد الطويل رئيس تحرير وكالة “الأنباء الخامسة” فكتب في صفحته على “فيسبوك”: “اطمئن فنحن في رعاية الله في كل الظروف”، وكتب أيضاً: “صورتك أمام المجتمع الدولي بروزها.. هذا زمن القوة”، والشهيد الطويل باحث دكتوراه ومحاضر في مجال الإعلام الرقمي. وكذلك الشهيد الصحافي علي نسمان كتب قبل استشهاده بساعات: “أصدقائي ثقة بالله ورحمته. إذا انقطعنا عنكم فسنلتقي إمّا في القدس، أو الجنة”.

(*) المصدر: مؤسسة الدراسات الفلسطينية

 

Print Friendly, PDF & Email
أيهم السهلي

كاتب فلسطيني

Download WordPress Themes
Download WordPress Themes
Download WordPress Themes Free
Free Download WordPress Themes
free download udemy course
إقرأ على موقع 180  هوكشتاين "طامع" حدودياً.. و"طامح" رئاسياً!