في أول رد رسمي على هذه الهجمات، أعلن قائد الجيش الإيراني، الجنرال عبد الرحيم موسوي، أن صوت الانفجارات الذي سُمع صباح أمس (الجمعة) في أصفهان وتبریز نجم عن تصدي أنظمة الدفاعات الجوية لجسم مشبوه، مؤكداً عدم وقوع أضرار أو خسائر، وهذا ما أكده أيضاً العميد في الجيش الايراني، ميهن دوست.
وكان المتحدث الرسمي باسم الحرس الثوري، اللواء رمضان شريف، قد صرح (الخميس) أن “مفاعل ديمونا لم يكن ضمن أهداف الهجوم الذي شنته إيران على الكيان الصهيوني، ليل السبت الأحد الماضي”، مشدداً على أن نشر مثل هذه الأخبار “كذب.. وعمل مشؤوم يأتي ضمن الحرب النفسية للعدو لحرف الرأي العام عن الحقيقة”.
وبرغم أن تصريح شريف لم يلقَ الاهتمام الكافي ولم يأخذ الصدى المطلوب في حينه؛ ربما لأنه تم تهميشه في زحمة الأخبار المتتالية عن الهجوم الإيراني على إسرائيل؛ إلا أنه حمل في مضمونه أهمية كبيرة لأن إيران أكدت فعلياً، من خلال بيانات رسمية، أن منشآت إسرائيل النووية لم تتعرض أبداً لأي هجوم من قبلها.
في الوقت نفسه، تستمر طهران في التأكيد والتهديد – مراراً وتكراراً – بأنها سترد بقوة وبلا أي تردد إذا ما تعرضت إسرائيل لمنشآتها النووية والذرية، وأنها ستستهدف بدورها منشآت إسرائيل النووية والذرية.
وبعد الهجوم الجوي الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق، في الأول من نيسان/أبريل الجاري، رفع العديد من الإيرانيين سقف مواقفهم ضد إسرائيل، وطالبوا عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي السلطات الإيرانية بتحويل برنامج إيران النووي “من سلمي إلى عسكري.. وصولاً إلى إنتاج قنبلة نووية وذرية“.
بعد عدة أيام من هذه المطالبات، أعلن قائد حماية وأمن مراكز الطاقة النووية في إيران، الجنرال أحمد حق طلب؛ وهو من القادة المرموقين في الحرس الثوري؛ بشكل رسمي أنه إذا هاجمت إسرائيل إيران، أو جعلت مراكز الطاقة النووية والذرية الإيرانية هدفاً لها، فإن طهران ستُغيّر سياساتها النووية.. ويُمكن ادراج هذا التصريح الرسمي في خانة تلويح إيران بإحداث انعطافة في برنامجها النووي من سلمي إلى عسكري في حال تعرضت منشآتها النووية لأي هجوم إسرائيلي.
واكد الجنرال حق طلب أنه في حال شن إسرائيل هجوماً ضد مراكزنا ومنشآتنا النووية، “فإن المراكز النووية للكيان ستتعرض للهجوم والعمليات بالأسلحة المتطورة”، مُضيفاً انه إذا أراد الكيان الصهيوني المصطنع استخدام التهديد بمهاجمة المراكز النووية الإيرانية كأداة للضغط على إيران ، “من المرجح مراجعة العقيدة والسياسات النووية للجمهورية الاسلامية الإيرانية والعدول عن الاعتبارات المعلنة في السابق وهذا أمر قابل للتصور”.
وتشي هذه التصريحات بأن أي تصعيد للصراع بين إيران وإسرائيل أو أي خطأ في حسابات إسرائيل ضد إيران يُمكن أن يؤدي بشكل قاطع إلى تغيير المسار النووي في الشرق الأوسط، ويُمكن أن يدفع إيران بسرعة وبشكل قاطع نحو البرنامج العسكري النووي.
وقبل أيام قليلة، قدّم المُحلل الإيراني، سعيد ليلاز، وهو وجه إصلاحي معروف، قراءة لافتة للإنتباه بقوله لموقع “رويداد 24” إن هجوم إسرائيل المحتمل على إيران قد يؤدي إلى اختبار أول قنبلة ذرية في إيران، أضاف أن هذا تحذيرٌ صريحٌ للأمريكيين.. وأن إيران لن تتردد في هذا الشأن أبداً.
وفي مقابلة مع جريدة “اعتماد”، نُشرت في 17 آب/أغسطس 2022، أجاب سعيد ليلاز رداً على سؤال: “هل تعتقدون أن إيران أكثر أمانا مع القنبلة الذرية أو بدونها؟”، وأضاف “في الظروف الحالية ومع قدرة إيران على بناء قنبلة ذرية، فإن إيران ستكون أكثر أماناً، وأضاف: “الأدلة تشير إلى أن الغرب قد أخذ هذا التهديد وهذا الاحتمال على محمل الجد”. وأردف قائلاً: “لماذا لا يجب على السيد (إبراهيم) رئيسي أو السيد (علي) خامنئي التفكير في هذا الموضوع”؟ وختم بالقول “على إيران أن تفكر بتأمين أمنها بنفسها ولا تعتمد أبداً على قوة الدول الأخرى”.