رونين بيرغمان: لا إستراتيجية إسرائيلية لإعادة المستوطنين إلى الشمال

Avatar18026/09/2024
يختلف المسؤولون الاسرائيليون حول مسألة تصعيد المواجهات مع حزب الله في لبنان. ففي حين يعتقد بعض الجنرالات الصقور أن التصعيد يمكن أن يُجبر حزب الله على التراجع، يقول جنرالات آخرون إنه يتعيّن على إسرائيل أولاً حسم الحرب في غزَّة قبل فتح أي معركة جديدة، بحسب رونين بيرغمان في "نيويورك تايمز" (*).

ينقل رونين بيرغمان عن خمسة من كبار المسؤولين الإسرائيليين، الحاليين والسابقين، قولهم إن إسرائيل – في هجماتها الأخيرة على حزب الله في لبنان – قد حقّقت أهدافاً عدَّة قصيرة الأمد، لكنهم أضافوا أنهم “يشعرون بالقلق” في الوقت نفسه لأنه ليس هناك استراتيجية واضحة لدى إسرائيل لإعادة عشرات الآلاف من المستوطنين النازحين إلى منازلهم في الشمال (الهدف الذي وضعه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو للعدوان الذي يشنه على لبنان حالياً).

ويرى بيرغمان أن التصعيد الإسرائيلي الأخير ضد حزب الله بدأ “بالصدفة تقريباً”، ويوضح أن الاستخبارات الإسرائيلية كانت قد تلقت إشارات (معلومات) عن العملية التي كانت تخطط لها لتفجير أجهزة الاتصالات اللاسلكية لدى حزب الله “كاد أن ينكشف أمرها في اللحظات الأخيرة”. وأنه “لو لم لم يتم تفعيل الخطة في حينها (الأسبوع الماضي) لكانت العملية قد فشلت إلى جانب عمليات أخرى كان مُخططاً لها”، بحسب المسؤولين الإسرائيليين الذين تحدثوا لبيرغمان بشرط عدم الكشف عن هويتهم.

وكانت إسرائيل قد نفّذت عملية استخباراتية إلكترونية – على مدى يومين متتالين- أدَّت إلى تفجير نحو 4 آلاف جهاز “بيجير” يستدمها عناصر من حزب الله وآخرون يعملون في مؤسسات تابعة للحزب، ما أسفر عن مقتل العشرات وإصابة الآلاف. وفي اليوم الثالث اغتالت مجموعة من قادة الحزب العسكريين في غارة جوية نفذتها على الضاحية الجنوبية لبيروت. وبعد أيام قليلة، بدأت موجة من الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة (ما تزال مستمرة) استهدفت أجزاءً واسعة من القرى والبلدات اللبنانية ووصلت إلى ضاحية بيروت الجنوبية، وأدت إلى مقتل وجرح مئات المدنيين اللبنانيين.

وكشف المسؤولون الإسرائيليون لبيرغمان أن الغارات الجوية المكثفة، التي تشنها إسرائيل على لبنان، تعكس رأي بعض الجنرالات المتشددين وغيرهم ممن يعتقدون أنه بذلك يمكن “إرغام حزب الله على التراجع”، في حين يعتقد آخرون في الحكومة أنه وقبل التحول إلى أي ساحة معركة جديدة أخرى، يجب على إسرائيل أن تتوصل أولاً إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزَّة وعقد صفقة لتحرير أسراها الذين تحتجزهم “حماس”.

ولطالما رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خيار التوصل إلى أي هدنة من شأنها أن تسمح بعودة الوضع في غزَّة إلى ما كان عليه قبل السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، ويصر على هدف إزالة “حماس” من الوجود.

في الوقت نفسه، يواجه قرار التصعيد مع حزب الله في لبنان معارضة شديدة من بعض المسؤولين الاسرائيليين، الحاليين والسابقين. ونقل بيرغمان عن ثلاثة منهم قولهم إنهم “قلقون من أن يؤدي هذا التصعيد إلى مواجهات مباشرة تتوسع إلى حرب شاملة تطال المنطقة كلها.. وبالتالي تسقط كل احتمالات وامكانيات إعادة النازحين الإسرائيليين إلى مستوطنات الشمال، كما إلى مستوطنات الجنوب.. ومعها يسقط كل أمل في إستعادة أي أسير من الأسرى الذين ما يزالون محتجزين لدى حماس”.

منذ نحو عام كامل، يستهدف حزب الله شمال إسرائيل بالصواريخ والطائرات الحربية المسيَّرة تضامناً مع “حماس” وحربها ضد إسرائيل في غزة. ويصر على أن هذه الهجمات لن تتوقف حتى توقف إسرائيل عدوانها على غزة، كما يؤكد الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله، في كل خطاباته منذ 8 تشرين الأول/أكتوبر- تاريح فتح جبهة إسناد غزَّة.

– ترجمة بتصرف عن “نيويورك تايمز“.

(*) رونين بيرغمان، كاتب في “نيويورك تايمز”، ومؤلف كتاب “انهض واقتل أولاً: التاريخ السرّي للاغتيالات التي تنفذها إسرائيل”. 

Print Friendly, PDF & Email
إقرأ على موقع 180  هواجس "الترسيم".. ولـ"السيد" أن يُجيب!
Avatar

Download WordPress Themes Free
Free Download WordPress Themes
Download Premium WordPress Themes Free
Download Best WordPress Themes Free Download
online free course
إقرأ على موقع 180  وَيْحٌ لكم.. ماذا فعلتم بالجامعة اللبنانيّة؟