الرد الإيراني بعيون عبرية.. خطر الحرب الإقليمية يتجدد!

Avatar18002/10/2024
حاول المحللون العسكريون في الصحف الإسرائيلية التقليل من نتائج الهجوم الصاروخي الإيراني على قواعد ومطارات عسكرية إسرائيلية بالصواريخ الباليستية، أمس (الثلاثاء)، لكنهم اتفقوا على أنه ينذر بمرحلة جديدة قد تتطور إلى حرب إقليمية، ما يعني تراجع الاهتمام بالجبهتين الشمالية (اللبنانية) والجنوبية (غزة).

ويقول المراسل العسكري لصحيفة “يديعوت أحرونوت” رون بن يشاي إن الهجوم الإيراني “بمثابة الصعود درجةً من ناحية الاستهدافات”، وأردف أن إسرائيل هذه المرة “يجب أن ترفع درجة الإيذاء في ردها، ليس فقط لأن الهجوم الإيراني كان بصواريخ باليستية بعيدة المدى (وغير دقيقة بحسب بن يشاي) تحمل رؤوساً حربية تزن قرابة 700 كيلوغرام من المواد الناسفة، ولا بسبب المحاولة الواسعة لضرب أهداف استراتيجية، بل أيضاً لأن هذه المرة كانت هناك محاولة واضحة لتحدي إسرائيل واستفزازها عبر مهاجمة مواقع لم تُستهدف من قبل. وكانت هناك محاولة أيضاً واسعة النطاق بحسب الإيرانيين لضرب قواعد سلاح الجو، وإعماء دولة إسرائيل بصورة غير مسبوقة، وما لا يقل أهمية أن هذه هي المرة الثانية التي تتواجه فيها إيران مباشرة معنا، وليس فقط عبر وكلائها، أي أن إيران أصبحت بالنسبة إلينا ساحة قتال أساسية كلبنان، وكغزة والضفة الغربية”.

واعتبر أن الهجوم الإسرائيلي على مرفأ الحديدة اليمني “يمكن أن يُلمح إلى أسلوب الرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني”، واضاف أن إسرائيل بعثت برسالة (حسب “وول ستريت جورنال”) إلى طهران مفادها “أنها ستضرب المنشآت النووية الإيرانية أو منشآت النفط الإيرانية”، وأشار بن يشاي إلى أنه “برغم المصلحة الإسرائيلية في تعزيز الردع الذي حقّقته في لبنان وفي المواجهة السابقة مع إيران، فإنها في حاجة إلى أن تأخذ في الاعتبار عدداً من القيود الأساسية، بينها الطلب الأميركي ألاّ يؤدي الرد الإسرائيلي إلى إشعال حرب إقليمية”.

وختم بن يشاي “حتى لو كان لدى إسرائيل كل الأسباب لتوجيه ضربة مؤلمة جداً ضد المنشآت النووية، أو أهداف أُخرى، يمكن افتراض أنها ستختار هدفاً إيرانياً تعتبره واشنطن هدفاً مناسباً ومشروعاً ومدروساً من جانب إسرائيل”.

وحسب المحلل العسكري في صحيفة “يسرائيل هيوم”، يوآف ليمور، فإن الهجوم الإيراني “كان متوقعا”، وأن “إيران سجلت إنجازاً محدوداً جداً”، ورجح أن الهجوم الإيراني جاء “نتيجة ضغوط” مارستها عليها المنظمات الموالية لها، “التي تشعر بأنه تم التخلي عنها في ظل الضغط الإسرائيلي في الأسابيع الأخيرة”، وتوقع أن يكون الرد الإسرائيلي “قريباً، لأنه خلافا لإيران، إسرائيل درجت على العمل بسرعة كيف تحافظ على علاقة واضحة بين السبب والنتيجة. والأهداف قد تكون متنوعة: بإمكان إسرائيل الحفاظ على معادلة العين بالعين وأن ترد بمهاجمة أهداف عسكرية فقط، قواعد ومصانع وأسلحة. وبإمكانها العمل ضد أهداف بنية تحتية تلحق ضرراً بالنظام الإيراني والاقتصاد الإيراني، مثل منشآت النفط والغاز والبتروكيماويات، على أمل أن تؤدي الأزمة التي ستنشأ في إيران إلى غضب الجمهور ضد النظام”.

لكن ليمور استدرك أنه “يتعين على إسرائيل في ردها أن تدرس إلى أي مدى تريد توسيع الحرب ضد إيران، التي أصبحت علنية بالكامل الآن. ويبدو كأن جميع الاحتمالات واردة، لكن يتعين على إسرائيل أن تأخذ بالحسبان أن الأمور ستتطور إلى درجة حرب واسعة وإقليمية، لأن إيران قد ترد أيضا ضد حلفاء علنيين وغير علنيين لإسرائيل، بدءاً من الولايات المتحدة وحتى السعودية والأردن”.

وأضاف أنه “يتعين على إسرائيل أن تنسق ردودها مع الإدارة الأميركية، عشية الانتخابات الرئاسية، والتي قد تنجر إلى تدخل عسكري يتجاوز تخطيطها، ويتعين على إسرائيل أيضاً دراسة تأثير توسيع الحرب على الجبهتين في لبنان وغزة. والعملية المسلحة في يافا، أمس (الثلاثاء)، تذكر مرة أخرى بأن منطقة يهودا والسامرة قابلة للاشتعال أيضاً وتشكل تهديداً، والعملية التي انطلقت منها جبت من إسرائيل ثمناً أثقل بكثير من ذلك الذي تسبب به هجوم الصواريخ الذي انطلق من إيران”.

من جانبه، أشار المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس”، عاموس هرئيل، إلى أنه “بعد قرابة سنة على الحرب، دخلت إسرائيل أمس إلى مرحلة الحرب الإقليمية. ووضعت إيران نفسها في قلب المواجهة بهجومها الصاروخي الواسع وغير المسبوق على إسرائيل. ووفقا لذلك يتوقع رد إسرائيلي شديد”.

وأضاف أن المواجهة بين إسرائيل وحماس وحتى الصدام مع حزب الله “يحتلان مكاناً ثانوياً قياساً بالمواجهة الإسرائيلية – الإيرانية. وخلال ذلك، فإنه في الجبهة الداخلية أيضاً تتصاعد مخاطر ثانوية. ويتعالى الاشتباه كأن العملية في يافا (تل أبيب الكبرى) كانت منسقة مع توقيت الهجوم الإيراني”.

وتوقع هرئيل أنه “في الظروف الحالية، سيتم إزالة القتال في قطاع غزة عن سلم الأولويات. وهذا سيؤثر سلباً على محاولات التوصل إلى صفقة مخطوفين، المجمدة أصلاً منذ فترة طويلة. ويتوقع الآن أن تستدعي إسرائيل قوات احتياط بشكل أوسع على خلفية الأزمة الإقليمية ومخاطر تدهور آخر في جميع الجبهات”.

ولفت هرئيل الإنتباه إلى أن إسرائيل “متعلقة بالولايات المتحدة ليس فقط بتنسيق الدفاع الجوي وإنما باستمرار تزودها بالذخيرة، لمصلحة عملياتها الهجومية. وهذه أمور لا يستوعبها وزراء بنيامين نتنياهو الذين يدعون إلى مهاجمة المنشآت النووية في إيران بدون تنسيق مع أميركا، لكن الواقع الحقيقي هو أنه بكل ما يتعلق بالنووي، إسرائيل ملزمة بالعمل بالتنسيق مع الولايات المتحدة، من أجل ضمان إلحاق ضرر حقيقي لفترة طويلة وكذلك من أجل الحصول منها على مساعدات ملائمة في الدفاع والهجوم”. (المصدر: عرب 48 ومؤسسة الدراسات الفلسطينية).

إقرأ على موقع 180  ما لم يقله نصرالله وفهمته إسرائيل

Print Friendly, PDF & Email
Avatar

Download WordPress Themes Free
Download Best WordPress Themes Free Download
Free Download WordPress Themes
Download WordPress Themes Free
download udemy paid course for free
إقرأ على موقع 180  كتابة غير شعبوية في بلد تائه بين.. خطابين!