إسرائيل غداة ضرب منشأة فوردو: أسئلة كثيرة وأجوبة قليلة!

Avatar18022/06/2025
تتعامل إسرائيل مع القصف الأميركي الذي طال منشأة فوردو النووية الإيرانية المحصنة فجر اليوم (الأحد) بوصفه "نقطة تحوّل دراماتيكية"، و"لحظة تاريخية"، حسب مسؤول أمني إسرائيلي كان يتحدث لقناة "كان" العبرية. ماذا قال المعلقون الإسرائيليون في أعقاب الضربة الأميركية؟

يقول المراسل العسكري في “يديعوت” رون بن يشاي إنه هناك عددٌ من الأسئلة التي ستسمح الإجابات عنها بفهم إلى أي حد ساهمت هذه الهجمات الأميركية في الدفع قُدُماً بأهداف الحرب: هل المفاعلات في فوردو أُصيبت وفقاً للوكالة الدولية للطاقة النووية أو أُغلقت مداخلها؟ أم هل أوقف ما حدث العملَ في المنشأة لوقت قصير، وبالتالي، هناك حاجة إلى هجمات إضافية من أجل استكمال العملية الإسرائيلية؟

ويضيف: “الأمر الأساسي هو: ما الرد الإيراني العسكري أو السياسي الذي سيكون؟ هل سيغلق الإيرانيون مضيق هرمز كما هدّدوا؟ وهل سيهاجمون القواعد الأميركية ومنشآت النفط في دول الخليج؟ وهل سيطلقون مزيداً من الصواريخ على إسرائيل؟ أم هل سيعودون إلى طاولة المفاوضات؟ وهل سيطيل ما جرى أمد الحرب أم سيقصرها؟ وهل المقصود عملية أميركية لمرة واحدة، أو انضمام كامل إلى إسرائيل في هجمات دفاعية”؟

ويختم: “يبقى أن ننتظر لنرى تأثير ما جرى في سوق النفط العالمي. هل سينضم الأوروبيون؟ وماذا سيكون رد روسيا والصين؟ هل سيحاولان التأثير في إيران لوقف القتال؟ وماذا سيجري في مجلس الأمن”؟

أما المحلل ابراهام تسفي فإنه يشير في مقالة مقتضبة في “يسرائيل هيوم” إلى أن ترامب “يُدرك مجموعة من العوامل التي يمكن أن تقوّض حلمه في أن يُعتبر مهندس النصر على “محور الشر”:

أولاً، كما كينيدي في وقته، يعلم ترامب أن اختراق منشأة فوردو لا يعني بالضرورة انهيار النظام الإيراني.

ثانياً، رغبته في توجيه ضربة حاسمة أثارت فعلاً جدلاً حاداً داخل معسكره بين التيار الانعزالي المتمسك بشعار “أميركا أولاً” والمعارض لأي تدخُّل عسكري مكلف في الخارج، والتيار الداعم للتدخُّل الانتقائي. كما أن الذاكرة التاريخية المؤلمة لحروب فيتنام والعراق وأفغانستان لا تزال حاضرة بقوة في وعيه ووعي قاعدته السياسية.

ثالثاً، يسعى الرئيس لترك بصمة في التاريخ كوسيط بارع، وليس كزعيم يؤجج النزاعات ويوسّعها. وهو يدرك تماماً المخاطر، بما في ذلك أزمة اقتصادية ومالية ممكنة داخل الاقتصاد الأميركي نتيجة ارتفاع أسعار النفط والغاز، وإغلاق ممرات بحرية استراتيجية، وهجمات متوقعة على القواعد الأميركية في العراق من طرف الميليشيات الشيعية الموالية لإيران”.

وفي مقالة مشتركة لكل من ميخال حطوئيل -رادوشيتسكي وعاموس يادلين في “قناة N12“، أن العملية العسكرية التي بادرت إليها إسرائيل “يفترض بها أن تشكّل أوضاعاً تمكّن الولايات المتحدة والقوى العظمى من التوصل إلى اتفاق أفضل كثيراً مما كان في الإمكان التوصل إليه قبل العملية، ويفضَّل أن يكون اتفاقاً بـ”المعيار الذهبي”. وهناك هدف آخر مهم، وإن لم يُعلَن، فإنه ينبغي أن يشكّل هذا الأمر موجِهاً للسياسة الإسرائيلية خلال الحرب، بخلاف الأهداف المعلَنة التي خرجت إسرائيل من أجلها للهجوم، وهو استغلال الفرص لزعزعة النظام الإيراني وإشغاله بقضايا داخلية بدلاً من الهجمات على الولايات المتحدة، وإسرائيل، وحلفائهما”.

وكتب أوري شارفيت في “يديعوت أحرنوت“: “حتى في هذا الصباح التاريخي، لا تزال علامات الاستفهام مفتوحة: هل سيُشعل الهجوم الأمريكي حربًا إقليمية؟ هل تُقدم إيران المُنهكة والمُهزومة والمُهانة على انتحار خطير؟ هل ستتمكن من تخصيب اليورانيوم المُخصب الذي لا يزال لديها إلى 90%؟ هل سيُغلق مضيق هرمز وتحترق حقول النفط في الخليج، وهل سنجد أنفسنا أمام قنبلة قذرة؟ لا أحد يعلم.. نحن في واقع غير مسبوق، ونسير على أرض لم يمشِ عليها أحد”؟

وكتبت المحللة الإسرائيلية آنا بارسكي في “معاريف“، إن ما أقدمت عليه الولايات المتحدة فجر اليوم (الأحد) هو “خطوة غير مسبوقة تؤشر إلى تغيير في السياسة الأميركية إزاء إيران، وإلى الانتقال من الامتناع من المواجهة المباشرة إلى التدخل المباشر والدقيق، وهنا تُطرح الأسئلة الأساسية: هل المنشآت التي هوجمت توقفت عن العمل بالكامل؟ وهل مخازن التخصيب تضررت بصورة تعطل مساعي التخصيب في المستقبل المنظور؟ وثمة أسئلة جيوسياسية أعمق: كيف سيردّ النظام الإيراني؟ هل سيكون رداً مباشراً؟ أم سيستخدم أذرعه في شتى أنحاء الشرق الأوسط (…) والسؤال المطروح في إسرائيل: هل نحن على أبواب حرب مستمرة؟ وهل الهجوم الأميركي سيردع طهران أم سيؤدي إلى تصعيد لا يمكن السيطرة عليه”؟ وتختم بالقول “بعد هذه الليلة، دخل الشرق الأوسط مرحلةً جديدة، وجرى خلْط الأوراق، والخطوات اللاحقة التي ستتخذها إيران والولايات المتحدة وإسرائيل لن تحدد فقط مصير المواجهة الحالية، بل أيضاً مسار المنطقة برمّتها.”

ويعتبر الباحث في “معهد دراسات الأمن القومي” العقيد جابي سيبوني “أننا نعيش حدثاً تاريخياً مفصلياً سيُذكر حتى بعد 100 عام كفترة مذهلة لدولة إسرائيل… لا أجد كلمات لوصف مستوى التعاون بين الولايات المتحدة وإسرائيل سوى بالقول إنه ببساطة معجزة”. (المصدر: مؤسسة الدراسات الفلسطينية ومواقع إسرائيلية).

Print Friendly, PDF & Email
إقرأ على موقع 180  عَمَّا فَعَلَ الحَجَر
Avatar

Download Premium WordPress Themes Free
Download Premium WordPress Themes Free
Download WordPress Themes
Download Premium WordPress Themes Free
download udemy paid course for free
إقرأ على موقع 180  لماذا يسخر ترامب من الدستور الأمريكي؟