18029/11/2019
نشر المحلل العسكري لصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية رون بن يشاي ما أسماها خطة وزير الدفاع الإسرائيلي الجديد نفتالي بينت "لإخراج القوات الإيرانية من سوريا"، وهو سيعرضها قريبا على المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر، ولو أنها لا تحتاج إلى موافقة الحكومة الإسرائيلية "لأنها لا تؤدي إلى حرب"، بل تتضمن "هجمات عسكرية عنيفة" بدلا من إعتماد "سياسة الكبح". ويعتقد بينت أنه "توجد اليوم نافذة فرصة استراتيجية لانتهاج سياسة عنيفة ضد إيران في سوريا. هذه النافذة نشأت نتيجة الاحتجاجات الاقتصادية في إيران نفسها، وفي العراق ولبنان".
بعنوان “من الكبح إلى الهجوم: خطة بينت لإخراج القوات الإيرانية من سوريا” كتب رون بن يشاي، المحلل عسكري في يديعوت أحرونوت، اليوم (الجمعة) التقرير الآتي:
- “يريد وزير الدفاع نفتالي بينت تغيير سياسة إسرائيل في الساحة الشمالية، من أجل أن يحاول إحباط محاولة إيران إقامة جبهة ضد إسرائيل في سوريا. من أجل فعل ذلك، ينوي بينت أن يعرض في النقاش القريب في المجلس الوزاري السياسي – الأمني خطة عمل تشمل هجمات عنيفة للجيش الإسرائيلي ضد القوات الإيرانية في سوريا.
- يعتقد بينت أنه إذا لم تنتقل إسرائيل إلى القيام بعمليات كثيفة لمنع تمركز إيران والميليشيات الشيعية العاملة باسمها في سوريا، فإنها ستجد نفسها، بعد مرور وقت غير طويل، في مواجهة جبهة صواريخ وجيش إرهابي في سوريا أيضاً. لذلك، يتعين على إسرائيل، بحسب كلام وزير الدفاع، تغيير عمليات كبح التمركز الإيراني في سوريا وإحباطه إلى جهد عسكري هجومي لإخراج القوات الإيرانية من المناطق التي تعرّض أمن إسرائيل للخطر.
- من المنطقي التقدير أن السياسة الهجومية التي سيقدمها بينت تهدف إلى ردع الإيرانيين ومنعهم من القيام بهجمات من الأراضي السورية حذّر منها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أيضاً خلال زيارته الأخيرة إلى هضبة الجولان.
- التصور الذي سيقدمه وزير الدفاع الجديد، بموافقة رئيس الحكومة، يستند إلى ثلاثة “أرجل”، الأساسية بينها هي الرجل العسكرية. بحسب تصوره، يتعين على الجيش أن يزيد بصورة كبيرة من قوة العمليات وكثافتها ضد أهداف تابعة للحرس الثوري والميليشيات الشيعية التي تعمل بإمرته في سوريا. بدلاً من الكبح، يريد بينت الانتقال إلى الهجوم الكثيف.
- رجل أُخرى هي الرجل السياسية. يرى وزير الدفاع حالياً استعداداً لدى إدارة ترامب وأيضاً لدى فرنسا، لزيادة الضغط على إيران لوقف عملياتها التآمرية، وأيضاً خرقها الاتفاق النووي، وبحسب وجهة نظره، يجب استغلال هذا الضغط. المكوّن الثالث في سياسة بينت هو ضغط اقتصادي تمارسه الولايات المتحدة على إيران.
- يعتقد وزير الدفاع أن روسيا لا تستطيع وليست معنية بالدخول في مواجهة مع الإيرانيين في سوريا، لذلك، لا يمكن الاعتماد على الجيش الروسي في سوريا لمنع إقامة جبهة ضد إسرائيل وتمركز عسكري إيراني شيعي في سوريا. مع ذلك، يعترف بينت بضرورة الامتناع عن ضرب مصالح روسية وأميركية في سوريا أثناء زيادة العمليات العسكرية.
يعي نفتالي بينت احتمال حدوث تصعيد حربي في الشمال نتيجة عمليات إسرائيلية عنيفة، لكن في تقديره الخطر ضئيل بسبب الظروف الموجودة اليوم في الساحة
- في رأيه، توجد اليوم نافذة فرصة استراتيجية لانتهاج سياسة عنيفة ضد إيران في سوريا. هذه النافذة نشأت نتيجة الاحتجاجات الاقتصادية في إيران نفسها، وفي العراق ولبنان. كذلك بسبب التهدئة النسبية الموجودة في الجبهة الجنوبية. وتشير أوساط بينت إلى ضرورة نقل رسالة واضحة إلى الإيرانيين مفادها: “ليس لديكم ما تفعلونه هنا، وإسرائيل لن تسمح لكم بالتمركز في سوريا”.
- تجدر الإشارة إلى أن بينت يعي احتمال حدوث تصعيد حربي في الشمال نتيجة عمليات إسرائيلية عنيفة، لكن في تقديره الخطر ضئيل بسبب الظروف الموجودة اليوم في الساحة. يعتقد وزير الدفاع أن تصوره الجديد لا يحتاج إلى موافقة المجلس الوزاري المصغر، لأنه لا يؤدي إلى حرب، لكنه سيعرضه في النقاش القريب. ويقدّر بينت أن أسلوب العمل الجديد الذي ينوي الدفع به قدماً مقبول أيضاً من رئيس الأركان أفيف كوخافي، ومن قادة هيئة الأركان العامة في الجيش الإسرائيلي.
- يعتقد بينت أننا إذا لم نتحرك في المستقبل القريب والمتوسط، سينمو وحش آخر على الحدود في مواجهتنا، إلى جانب حزب الله المسلح بـ140 ألف صاروخ وقذيفة. الهدف المباشر، هو الانتقال إلى عمليات هجومية قوية تبعد الإيرانيين ووكلاءهم عن الحدود مع إسرائيل، وتحويل الهجوم الذي تعرضت له سوريا في الأسبوع الماضي إلى السنونوة الأولى في سلسة ردود مركزة وغير متناسبة مع عمليات إيران في سوريا”.
-
التهديد الذي لا يجري الحديث عنه في الإطار الإقليمي هو تهديد الصواريخ الأسرع من الصوت التي تفوق سرعتها أضعافاً مضاعفة سرعة الصوت. هي مختلفة عن الصواريخ الباليستية، لأن مسارها لا يمكن التنبؤ به مسبقاً، من الانطلاق وحتى إصابة الهدف.
وكان أفرايم سنا وزير الحرب الإسرائيلي السابق كتب مقالةً في “هآرتس” بعنوان “هل سمعتم عن صواريخ أسرع من الصوت”، وقال فيه إن التهديد الذي يكثر الحديث عنه مؤخراً، “هو تهديد الصواريخ الدقيقة، وأيضاً الطائرات من دون طيار الهجومية المنخفضة التحليق”.
وأضاف:”التهديد الذي لا يجري الحديث عنه في الإطار الإقليمي هو تهديد الصواريخ الأسرع من الصوت التي تفوق سرعتها أضعافاً مضاعفة سرعة الصوت. هي مختلفة عن الصواريخ الباليستية، لأن مسارها لا يمكن التنبؤ به مسبقاً، من الانطلاق وحتى إصابة الهدف. لدى اقتراب هذه الصواريخ من هدفها، هي قادرة على القيام بمناورة تملص، وتغيير مسارها بسرعة. وبالمناسبة، منظومات الدفاع الموجودة ليست ناجعة ضد هذه الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت بخمسة أضعاف وأكثر. الصين وروسيا رائدتان في تطوير هذا السلاح الاستراتيجي. وتوظف الولايات المتحدة المليارات في تطوير سلاح مشابه، لكنها لم تستكمل تطويره بعد”.
وتابع أفرايم سنا :”في عالم السلاح المتقدم، تعتبر الصواريخ الأسرع من الصوت هي الجيل المقبل. كل منظومة سلاح جديدة طُورت في روسيا والصين من المحتمل أن تصل إلى أعداء إسرائيل، وعلى رأسهم إيران. رئيس وكالة الاستخبارات العسكرية في الولايات المتحدة الجنرال روبرت أشلي قال في آذار/مارس 2018: “تسعى إيران للحصول على صواريخ بحرية دقيقة بعيدة المدى، وهي تطور أيضاً منظومات عظيمة القوة تُطلَق من الفضاء- سريعة، قادرة على التوصل إلى مدى الصواريخ العابرة للقارات، إذا جرت ملاءمتها لهذه المهمة”.
وختم:” يتعين على إسرائيل أن تطور بنفسها منظومة دفاع في وجه الصواريخ الأسرع من الصوت. وإذا لم تفعل ذلك، يمكن أن يحدث أمران: إمّا أن نكون من دون دفاع، أو نكون متّكلين على إحسان”.
(المصدر: مؤسسة الدراسات الفلسطينية)