18003/12/2019علم موقع 180 أن زيارة وزير خارجية سلطنة عُمان يوسف بن علوي الى طهران مرتبطة بقمة مجلس التعاون الخليجي التي ستستضيفها الرياض يوم الثلثاء المقبل، ويترأسها العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، وتشارك فيها جميع دول الخليج بما فيها قطر التي تلقت اليوم (الثلثاء) دعوة رسمية لحضور القمة.
وحتى الآن، بات محسوما أن معظم دول الخليج ستشارك في القمة، لكن المستجد هو هل ستشارك إيران في هذه القمة؟
وفق المصادر الإيرانية المتابعة، فإن زيارة وزير الخارجية العُماني إلى العاصمة الإيرانية اليوم تمحورت حول الملف اليمني، وذلك غداة زيارة كان قد قام بها بن علوي إلى العاصمة الأميركية وإلتقى خلالها عددا من المسؤولين الأميركيين، في إطار تحضير الأرضية السياسية لتسوية حرب اليمن.
ووفق المعلومات، فإن بن علوي ناقش مع الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني ومع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف “مبادرة هرمز للسلام التي أطلقها روحاني في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر الماضي، ولاحقاً تم إرسالها بصورة رسمية إلى دول الخليج سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، وقال الإيرانيون إن هدفها هو “تحقيق التقدم والرخاء، وتأسيس علاقات ودية، وإطلاق عمل جماعي لتأمين إمدادات الطاقة وحرية الملاحة في هرمز”.
ووفق إقتراح إيران، يضم تحالف دول أمن الخليج، كلاً من إيران والسعودية والبحرين والكويت وقطر والإمارات وسلطنة عمان والعراق وذلك تحت رعاية الأمم المتحدة، وفتح الباب أمام إنضمام اليمن إلى التحالف بعد إنتهاء الحرب اليمنية.
وعرضت إيران إنعقاد قمة تجمعها ودول مجلس التعاون الخليجي “بهدف دراسة وتنفيذ اقتراح خطة هرمز للسلام”.
غير أن الخرق الذي يحاول بن علوي إحداثه يتمحور حول إمكانية وضع روزنامة لإنتهاء حرب اليمن، خصوصا وأن الإيرانيين إشترطوا أن يكون إقفال ملف اليمن هو المدخل لتطبيع علاقاتها مع المملكة العربية السعودية.
ووفق المناخات التي لمسها بن علوي في كل من واشنطن والرياض وطهران، فإن جميع الأطراف باتت مقتنعة بوجوب التوصل إلى تسوية لحرب اليمن، وأن المفاوضات المستمرة بين الحوثيين والسعوديين، برعاية سلطنة عمان، وبإشراف مباشر من نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان عن الحكومة السعودية، وقائد “حركة انصار الله” في اليمن السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي عن الجانب اليمني.
الرئيس الإيراني أبلغ بن علوي أن إيران “على استعداد لحضور قمة في الرياض إذا تم تقديم الضوء الأخضر من السعودية ومجلس التعاون الخليجي”
وقالت المصادر الإيرانية لموقع 180 إن الرئيس الإيراني أبلغ بن علوي أن إيران “على استعداد لحضور قمة في الرياض إذا تم تقديم الضوء الأخضر من السعودية ومجلس التعاون الخليجي”.
وأضافت المصادر أن إيران “مستعدة لتقديم خطة أمنية شاملة لأمن خليج فارس سيتم تقسيمها بالتساوي لضمان أمن جميع الأطراف ولطمأنة الاطراف الاخرى”.
وأشارت المصادر إلى أن إيران “مستعدة للمشاركة في قمة مجلس التعاون كعضو بحضور اليمن والعراق ايضا، “وذلك بهدف ضمان الأمن وعدم العدوان والحفاظ على استقلال كل بلدان المنطقة”.
وتعهد وزير الخارجية العُماني بنقل وجهة نظر إيران، بسرعة، إلى الاطراف الاخرى ولا سيما السعودية، على أن يقدم الأجوبة السعودية والخليجية بالسرعة نفسها إلى إيران، وقال خلال اللقاء مع روحاني إن مبادرة السلام في هرمز، “تصب قطعا في صالح أمن واستقرار دول المنطقة جميعا”.
وأكدت طهران لوزير خارجية عُمان أن إيران “لن تعرض سلامة خط التجارة البحرية للخطر”، وأنها ملتزمة بالحفاظ على أمن الخليج.
حذرت طهران خلال إستقبالها وزير الخارجية العُماني من “إختراق أميركي على خط التهدئة بين السعودية وايران، وبالتالي، تعطيل تطور العلاقات بين الجانبين”
وأعلنت إيران أن الاتفاق مع مجلس التعاون على خطة هرمز للسلام “سيكون مقدمة لحل الأزمات السياسية في جميع أنحاء الشرق الأوسط”، وحذرت طهران خلال إستقبالها وزير الخارجية العُماني من “إختراق أميركي على خط التهدئة بين السعودية وايران، وبالتالي، تعطيل تطور العلاقات بين الجانبين”.
بدوره، إعتبر يوسف بن علوي أن تنفيذ خطة هرمز للسلام سيكون مشروطاً بطمأنة إيرانية لدول الخليج وإزالة العقبات مثل دور إيران في الشرق الأوسط.
من الواضح أن إيقاع عواصم المنطقة أشبه بالأواني المستطرقة، حيث يبدو فيها ملف اليمن حجر الزاوية، فإذا كانت البداية من هناك، يفترض أن يتطور منطقة تهدئة الساحات إلى المناطق الساخنة مثل العراق ولبنان وسوريا، ولعل الترجمة المباشرة في بغداد وبيروت، تتمثل في ولادة حكومتين في هاتين العاصمتين.
