رسالة مفتوحة إلى الأهل زوّار الأرض المحتلّة

تحية طيبة لكم ولمن زرتموهم من أهلنا الفلسطينيين، في الجليل الأعلى، ومن أهلنا في الجولان العربي السوري المحتلّ، من سورية الأم.. أم فلسطين والجولان.

أما بعد،

أعرف أنّكم جميعاً تعتبرون، سلطان الأطرش، جدّي، بطلاً وطنياً وقدوةً، لكم ولأبنائكم، تحافظون عليها وتحمون ذكراها في قلوبكم.

كما أعرف تماماً أنّ صورته في قلوبكم راسخة، قبل أن تكون على جدران بيوتكم ومضافاتكم الكريمة.

دعوني أذكّركم بما قاله لأبي خلال أواخر أيام مرضه، قبل رحيله في 26 آذار/مارس 1982، حين شعر أبي بغضب سلطان الأطرش، وهو الذي كان مُلازماً له طيلة فترة مرضه الأخير، فسأله عمّا به، خوفاً من أن يكون، هو أو أيّ أحد في البيت، قد قصّر في خدمته! لكنّ جدّي سلطان أجابه قائلاً:

“أنا غاضب من العرب وعليهم، وقد نسوا الجولان وفلسطين تحت الاحتلال، وقد أخذ بعضهم بالتطبيع مع المحتلّ، مُهمِلاً واجبه في تحرير هذه الأراضي المحتلّة”!

فالجولان وفلسطين وتحريرهما من الاحتلال الغاصب كان شغله الشاغل حتى آخر يوم في حياته!

الآن، سوف أُسِرّ لكم عنّي.. فأنا في حياتي، مذ وعيتُ على مسؤوليات الحياة في هذه الدنيا، لا أخطو أيّ خطوة فيها قبل أن أتساءل بيني وبين نفسي: “هل سيكون سلطان الأطرش، جدّي، راضياً عن هذه الخطوة التي أقوم بها، أنا حفيدته؟”. فإن جاءني الجواب إيجابياً، استدلالاً وقياساً، قمتُ بها، وإلّا فأنا أُحجِم عنها!

سؤالي لكم الآن، أيها الزوّار الكرام، وأنا أتفهّم تماماً، إنسانياً وروحياً، مدى شوقكم لأهلكم، ولأهلنا، في الداخل السوري والفلسطيني المحتلّ: “هل تظنّون أن بطلكم وقدوتكم الوطنية، سلطان الأطرش، سينظر إلى خطوتكم هذه بعين الرضا؟ وهو الذي كان ضد الاستعمار وضد التطبيع معه، وحاربه وفضّل المنفى وشظف العيش على كل المغريات المادية والمعنوية، ولم يُلقِ بالسلاح، ولم يتخلَّ يوماً عن مقارعته للاستعمار، وساهم في تسليح ثورة العام 1936، مما بقي معه ومع رفاقه من سلاح، استطاع تهريبه إلى الداخل الفلسطيني!

عزّ عليّ جداً أن أراكم تدخلون زائرين أرضنا وأهلنا عبر حراب العدو وبإذن منه!

نعم؛ كنتُ أودّ رؤيتكم داخلين الجولان وفلسطين وهي محرّرة، وأنتم في مقدّمة من يُحرّرها، من الاستعمار الغاصب، الذي يتمدّد على أرضنا الحبيبة، سورية الأم.

تحية المحبّة لكم.. وأرجو منكم التفكير ومراجعة أنفسكم في هذه الخطوة، بطرح السؤال نفسه الذي طرحتُه عليكم، والذي لا أزال أطرحه على نفسي منذ عقود، في كل خطوة أخطوها في حياتي.

وفي الختام، السلام لكم وعليكم جميعاً.

Print Friendly, PDF & Email
إقرأ على موقع 180  هيكل وديجول.. ولغة الخرائط!
ريم منصور سلطان الأطرش

كاتبة عربية، دمشق

Download Best WordPress Themes Free Download
Download Best WordPress Themes Free Download
Download Premium WordPress Themes Free
Download Nulled WordPress Themes
free online course
إقرأ على موقع 180  نتنياهو "بَار كوخبا" الجديد.. قيادة إسرائيل للخراب!