هذه هي الظروف التي يُمكن أن تُهدّد الحزب الديموقراطي وتحاصر جو بايدن طوال العامين الماضيين في منصبه في البيت الأبيض، وهي التي دفعت الرئيس السابق باراك أوباما إلى النزول إلى الساحة دعمًا لحملة الديموقراطيين.
وبرغم كل هذا، تُشدّد الصحف الأميركية على أن بن سلمان “هو كثعلب الصحراء الحقيقي». لا يثق الرجل في هذه الاحتمالات الافتراضية للنصر، وهو يبحث عن تحالفات تتماشى مع القاعدة الإستراتيجية الثابتة للمملكة: أمن النظام السعودي ودرء جميع أنواع التهديدات الداخلية – عن شخصه – والخارجية في الجوار القريب. وهو يعلم أن صورته «سلبية» في الولايات المتحدة، خاصة لدى الجمهور الأميركي، وحتى لو فاز حليفاه في الانتخابات الإسرائيلية أو النصفية الأميركية، فلا شيء يضمن وفاءهما لـ«شخصه».
ويعرف الجميع أن بن سلمان يعرف جيداً أن «رجل الأعمال» الرئيس السابق ترامب، إذا فاز فريقه، سوف «يأخذ ويطالب قبل أن يعطي إذا أراد العطاء». فهو سيختار الموضوعات التي يمكن أن يدعم فيها محمد بن سلمان. وللتذكير لم يُدافع ترامب أبدًا عن محمد بن سلمان في قضية الصحفي السعودي جمال الخاشقجي الذي نُحِر في مقر القنصلية السعودية في اسطنبول.
كذلك نتنياهو إذا وصل إلى المنصب سيطالب بن سلمان باعتراف رسمي وعلاقات ديبلوماسية علنية وبالتالي الخروج من دائرة الاعتراف السعودي المبهم. علاوة على ذلك، من المرجح جدًا أن يطلب الجمهوريون، في حالة الانتصار، من «حليفهم» رفع مستوى إنتاج النفط للمساعدة في امتصاص التضخم في العالم الغربي ودعم القوة الشرائية لجمهورهم: في هذه الحالة كيف سيتصرف محمد بن سلمان؟
الديموقراطيون لا يخفون أنهم يعملون على إيجاد سبل من شأنها أن تؤدي في نهاية المطاف إلى إعادة صياغة العلاقات الأميركية السعودية، وهو الأمر الذي يجد صداه أيضًا لدى جمهور وازن في الحزب الجمهوري.
لكن بن سلمان، وبرغم كونه رجل النظام القوي اليوم، وهذا لا جدال فيه، وبصرف النظر عن خطط انتقام بايدن في حال تحقيقه نصرًا واضحًا للديموقراطيين، فإنه يجد نفسه حبيس شبكة من المخاطر الشديدة، حسب «ملاحظات» الإعلام الأميركي. لماذا؟
يتخوف بايدن من حقيقة أن الأجهزة الأميركية تعرف كل دهاليز البيت الداخلي لآل سعود. فهو يدرك أن الضغائن متراكمة منذ أن قام بن سلمان بتغيير قواعد الخلافة وتخلص من جميع المطالبين بخلافة والده الملك المريض. وأن ولي العهد يخضع كل محيطه للمراقبة المشددة، وخاصة أخويه وزير الدفاع خالد بن سلمان ووزير النفط عبد العزيز بن سلمان. كما أن كل من هو على اتصال مباشر مع البنتاغون ووزارة الخارجية يخضع لتقييم شبه اسبوعي.
على الرغم من كل الشوائب في العلاقات بين واشنطن والرياض، وجد القادة السعوديون والإدارات الأميركية المتعاقبة دائمًا طرقًا للحفاظ على مصالحهما المشتركة.. قدر الإمكان.