جمانة بعلبكي

لساحة.jpg

إنه اليوم الرابع من أيام الحراك الشعبي. يوم بيروتي خريفي لكن فرح وحار. ليس كمثله يوم. طوفان بشري بدأت سواقيه تتجمع منذ ساعات الصباح نحو ساحتي وسط بيروت: رياض الصلح والشهداء. الساحتان اللتان شكلتا منذ العام 2005، ملعباً لمقلبين سياسيين وأهليين تمترس في كل منهما محور، نجحت هبة 17 تشرين الأول/ أكتوبر في توحيدهما. باتت الساحتان ساحة واحدة. وحناجر من يفترشهما حنجرة واحدة برغم التلاوين والمشارب الطائفية والإجتماعية والطبقية التي يأتون منها.

IMG-20191006-WA0043.jpg

هنا معتقل الخيام سابقاً. سيدة في منتصف الثلاثينيات ترتدي الأسود وتحتضن صورة ملونة لشاب أربعيني. تضج عيناها بالدموع والأسئلة. لا تتوقف عن الذهاب والإياب. تدقق في المكان. تحاول أن تشتم رائحة ما بين ثنايا التراب والبحص وما تبقى من معالم للمعسكر القديم. يقترب منها الأسير اللبناني المحرر نبيه عواضة عارضا مساعدتها، فتسارع للإجابة "أحاول أن أتذكر رائحة أبي، لعل جثته مدفونة في هذا المكان". سألها "ومن تكونين"؟ أجابته "إبنة الأسير علي عبدالله حمزة". كان عمرها ثلاث سنوات، عندما وقع والدها في الأسر.  

كاريكاتور-ناجي-العلي-65-1-1280x843.jpg

 كأننا اليوم نستعيد مشهد الإنهيار الشهير الذي أطاح بحكومة الرئيس الراحل عمر كرامي في ربيع العام 1992، وأتى بحكومة رشيد الصلح التي مهدت عبر إنتخابات نيابية غب الطلب للدخول الكبير لرفيق الحريري إلى معترك السياسة في لبنان عبر تشكيل أولى حكوماته في تشرين الاول/ أكتوبر عام 1992.

580.jpg

لا فرصة لإلتقاط الأنفاس بالنسبة لبنيامين نتنياهو. الإنتخابات التشريعية مصيرية، سياسياً وشخصياً، فإما أن يربح المقعد وينجو من التوقيف، وإما أن يخسر، فيكون مصيره مثل سلفه إيهود أولمرت. وبين إنتخابات نيسان/ ابريل الماضي وإنتخابات أيلول/ سبتمبر، لم تتراجع المخاطر، بل ربما تكون قد إزدادت.