بينما يغرق الجميع في بازار الإستحقاق الانتخابي الرئاسي، برغم الفراغ المحتم الآتي، ثمة حدث في مكان آخر بعيدٍ عن بعبدا، ومؤثر عن بُعد بها وبكل من يصل إلى كرسيها، إن وصل أحد.
بينما يغرق الجميع في بازار الإستحقاق الانتخابي الرئاسي، برغم الفراغ المحتم الآتي، ثمة حدث في مكان آخر بعيدٍ عن بعبدا، ومؤثر عن بُعد بها وبكل من يصل إلى كرسيها، إن وصل أحد.
عندما صرّح وزير الخارجية الأميركي الأسبق، هنري كيسنجر، منذ عدة أشهر بأن "توقف الحرب (في أوكرانيا) يحتاج إلى تنازلات من هذه الدولة عن جزء من أراضيها"، أثار موقفه صدمة وجدلاً واسعاً في أميركا والغرب.
كانت الأزمة الأوكرانية مناسبة لموجة مستجدة من الاستقطاب الدولي، ووسيلة لتظهير انقسام العالم بين حلفين متعارضين كانا في حالة شبه سُبات: حلف شمال الأطلسي (الناتو) من جهة، وتحالف "بريكس" في المقابل.
الدولار الأميركي هو العملة المرجعية في العالم، وأكثر العملات استخداماً في التعاملات التجارية. ارتفاع قيمته أو انخفاضها يترك تأثيراً مباشراً على العملات الأخرى الرئيسية، وأيّ تغييرات في هذه القيمة ستكون لها انعكاسات وآثار على الاقتصاد العالمي بأكمله.
يتساءل كثيرون عن السرّ الكامن وراء "ثبات" حالة الستاتيكو اللبنانية (يسمونها السلم الأهلي، وعكسها الحرب الأهلية)، برغم تفاقم الضغوط الحياتية بشكل غير مسبوق منذ زمن ابراهيم باشا، وبرغم توافر عوامل أكثر من كافية لتفجير الوضع، ولا سيما مع تزاحم الإستحقاقات سواء ما يتصل منها بتشكيل حكومة ينبغي قيامها لإدارة فراغ رئاسي مُتوقع، أو انتخاب رئيس جديد لجمهورية لم يبقَ منها غير النعيب، لكأنّ مدة صلاحيتها قد انتهت.
بعد الرسالة الشفوية بلسان السيد حسن نصرالله قبل أسابيع، كان لا بد من رحلة المُسيّرات الثلاث غير المذخرة لتأكيد المؤكد. بعد خطابه، في الثالث عشر من تموز/يوليو، علينا أن ننتظر أسراباً جديدة إما تحمل تسوية قبل الأول من أيلول/سبتمبر المقبل أو أن المجهول ينتظرنا.
أولى مشاكل أميركا اليوم هي أوكرانيا. حضّروها كحلم ويعيشونها ككابوس، وهذا أمر بديهي. الدولة التي أرادها البنتاغون "مقتلاً" لصعود فلاديمير بوتين- روسيا، تحوّلت إلى فخ لها وللغرب الموالي لها، وهذا تحوّل لم يكن بالحسبان. لذلك فالتحالف الأميركي الأوروبي يسير على غير هدى، ولو كان المعني بالأمر لا يُدرك أو لا يريد أن يُدرك.
الورقة التي كتب عليها نجيب ميقاتي بخط يده أسماء من اقترح توزيرهم، هي ببساطة وصراحة، مبادرة استفزازية. المعنى أنه أُريد لها أن تستفز الطرف الذي رُفعت إليه، لتستدرجه إلى رد فعل من النوع الذي يندم صاحبه عليه، الأمر الذي لم يتحقق.. أقله حتى الآن.
ثمة تراجع كبير في شعبية الرئيس الأميركي جو بايدن بعد مرور أكثر من أربعمائة يوم على توليه سدة الرئاسة الأميركية، لا بل يمكن القول إن هذا التراجع غير مسبوق بالمقارنة مع أسلافه من الرؤساء الديموقراطيين خلال العقدين الأخيرين على الأقل.
من الآن وحتى ليل 31 تشرين الأول/أكتوبر المقبل، موعد خروج الرئيس ميشال عون من قصر بعبدا، خمسة أشهر يستحيل تصوّر ما يمكن أن تشهده من أحداث.