كما أشرنا في مقالة سابقة، يحتاج تطوير أي لقاح متين، آمن وفعّال إلى سنوات في الأحوال العادية، لكن ظروف كورونا الإستثنائية دفعت بالعديد من مراكز الأبحاث والمختبرات وشركات تصنيع الأدوية وتسويقها، وبدعم لا مثيل له من الحكومات، لخوض سباق مع الوقت للحصول على هكذا لقاح بأسرع وقت لأنه قد يكون الحلّ الوحيد للخروج من هذه الأزمة التي شلّت وعطّلت الحياة الطبيعية منذ اكثر من ٧ اشهر في شتى أنحاء العالم.
يوماً بعد يوم يتّضح ان المعركة الشرسة التي تتنافس فيها معظم الشركات الصينية الاوروبية والأميركية والاسترالية والروسية لإنتاج لقاح لفيروس "كوفيد ـ 19" تحتدم سعياً إلى تصدُّر المركز الأول عالمياً في الأبحات الطبيّة وفي جني ارباح تجارية هائلة لأن هذا اللقاح سوف يُستعمل عند ملايين لا بل مليارات الأشخاص. تترافق المعركة مع حرب من نوع آخر تختلط فيها الشائعات بالحقائق.
ثمة نظريات أو سيناريوهات معظمها خياليّة، أشار بعضها إلى أنّ فيروس كورونا قد يكون من "صناعة الإنسان" وأن وراء من نشره فريق خطّط ونسّق لتغيير أنماط حياة البشر وإعادة تكوين وتجديد إقتصادات مُترهّلة وإحداث تبديل جذري في حياة البشر وغيرها من نظريات المؤامرة المطبوخة في أمكنة سريّة مختلفة لا أحد يُشير إليها بالأسماء. فمن هي؟ وأين هي؟ ومن يقف وراءها؟ وأين وصلنا على صعيد إيجاد اللقاح لهذا الفيروس الخطير؟
للأزمة الإقتصادية والمالية والمعيشية غير المسبوقة في لبنان، تداعيات تنسحب على مجمل الواقع الإجتماعي لغالبية اللبنانية. ثمة ظواهر متزايدة بشكل ملحوظ مثل الإنتحار والسرقات وحالات الأمراض النفسية، فضلا عن تفاقم أمراض القلب والشرايين.
مرة جديدة، شوهد ط.ح. يرتكب بحق وطنه، من خلال هذا النص النقدي، على مسافة أقل من سنة من 17 تشرين/أكتوبر.
في عيد التحرير، نستعيد كل لحظة من لحظاته الغالية والتاريخية، لكننا نأسف لما وصلنا إليه من إفراغ لمعنى المناسبة، بأن نجد أنفسنا محاصرين بالفساد والإفلاس.