
بعد أن انتهيت في الجزء الأول من عرض السردية الأولى القائلة بأن تمرد قائد مجموعة "فاغنر" يفغيني بريغوجين بدأ من دير الزور في سوريا. أنتقل الآن إلى الجزء الثاني ويتضمن سردية مختلفة.
بعد أن انتهيت في الجزء الأول من عرض السردية الأولى القائلة بأن تمرد قائد مجموعة "فاغنر" يفغيني بريغوجين بدأ من دير الزور في سوريا. أنتقل الآن إلى الجزء الثاني ويتضمن سردية مختلفة.
اجتهدت الأقلام خلال الفترة الأخيرة في طرح التحليلات عما حدث من تمرد -أو كما أسماه البعض- إنقلاب يفجيني بريغوجين، ومحاولته فرض سيطرة ما، أو للتعبير عن غضبه من شيء ما أو شخص ما. الذي بدا وكأنه موجه ضد شخصين تحديداً، دارت التفسيرات في فلك ذكر اسميهما. هما وزير الدفاع الروسي سيرغي شويجو، ونائبه والقائد الأعلى للقوات الروسية المشتركة في أوكرانيا فاليري غيراسيموف، لكن يبدو أن القصة أعمق من ذلك.
شاهدت مؤخراً فيديو مضحكاً للغاية لمراسل "صحفي" مصري ممن ترسلهم صفحات "إعلامية" لا وزن لها، لكي يغطي حدثاُ لم نعرفه، وإن عرفناه سندرك مدى تفاهته. وبينما هذا الشخص الذي يستخدم كاميرا هاتفه المحمول لتغطية هذا الحدث التافه في أحد الشوارع، حاول أحد المارة الذي يبدو عليه "الونونة"، سرقة جوال المراسل من يده، لكنه لم يتمكن من انتشال الهاتف من يد المراسل.
أبدأ بالإقرار أنني لست من عشاق الدراما التلفزيونية المصرية، فأنا ممن خذلتهم أقلام المؤلفين وكاميرات المخرجين وخفة الممثلين/ات، فقررت هجرها نحو دراما لا تنطق بالعربية. ولكن، لا يمر عام إلا وأضعف أمام قراري هذا بدليل أنني اخترت مشاهدة ما لفت نظري بشدة من عمل تلفزيوني لاختبره منذ أولى حلقاته، إن كان يستحق بالفعل أم أستمر في التجاهل؟
لتفادي تكرار ما التهبت أسنان الأقلام في كتابته، عن شرق أوروبا وأزمات البلقان. قررنا اليوم أن نعرض عليكم مسرحية تستخدم أسلوب السرد التجريدي التصويري الغامض، لكي تترك أكبر مساحة ممكنة لعقل المشاهد للتفكير. مسرحية يعاد تقديمها في صياغة معاصرة بعنوان "النسر الساقط". تعرض حالياً على جميع خشبات مسارح منطقة البلقان وشرق أوروبا. لنستمتع ونفكر سوياً.
كلامنا عن هؤلاء الحرافيش الأحرار، الذين لم يحتاجوا إلى شهادات جامعية لكي ينظروا حولهم فيدركوا ما هو دورههم بالفعل، وإن استحال الفعل، فبالكلمة، وإن منعت الكلمة، فبالقلب الذي يمارس أضعف الإيمان حتى لا يفسد.
لقد كان الأمر واضحاً لنا للغاية أنه لا يتوجب عليه توجيه هذا الخطاب إلى عنوان مؤسسة أو إلى رجل دولة بل فقط إلى شخصية متخطية للسياسة، شخص يدافع عن قيمة أخلاقية لا تقبل الشك، شخص معترف به في كامل أوروبا. بعبارة أخرى، شخصية ثقافية عظيمة. لكن من كان هذا الشخص؟
يفاجئنا عالم التكنولوجيا بين الحين والآخر، بتطبيقات جديدة مستندة على خوارزميات متطورة للغاية، لكن الضجيج hype حولها دائماً ما يفوق الخطوة التقنية التي تحققت فعلياً. فيكون التطنين للتقنيات محملاً بالكثير من المبالغات الدعائية، يساعدها التعطش الدائم من قبل المتابعين غير التقنيين، خاصة ممن ينتمون لأجيال تبرعم وعيها مع بدء الألفية الثانية.
ما هي الدولة الصغيرة؟ أعرض عليكم تعريفي: الدولة الصغيرة هي التي قد يصبح وجودها موضع تساؤل في أي لحظة، الدولة الصغيرة قد تتلاشى وهي تعلم تلك الحقيقة. رجل فرنسي، روسي، أو إنجليزي لم يعتد أن يتساءل حول فكرة نجاة دولته ذاتها. تتحدث أناشيده فقط عن العظمة والأبدية. لكن النشيد الوطني البولندي، يبدأ بالمقطع: “لم تفنَ بولندا بعدْ..”
هل هو خطأ أوروبا الوسطى أن الغرب لم يلحظ حتى اختفائها؟ ليس بشكل مطلق. في بداية قرننا، كانت أوروبا الوسطى، على الرغم من ضعفها السياسي، مركزاً ثقافياً عظيماً، ربما الأعظم على الإطلاق.